تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالمادة واحدة، ولكن القوابل مختلفة، فاختلف الأثر.

ولقد ذكرني هذا بقول شيخ الإسلام: ومن أعماه الله لم تزده كثرة الكتب إلا ضلالا.

ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 12 - 08, 02:23 م]ـ

بارك الله فيك وأحسن إليك أخي الكريم، عندي تعليقات سريعة على مقالكم:

بحسب علمي فإن التقسيم الصحيح للتأويل -أعني به صرف الكلام عن ظاهره- هو:

تأويل شرعي: وهو صرف الكلام عن ظاهره لمعنى مرجوح لدليل شرعي آخر من كتاب أو سنة بضوابط معروفة.

تأويل بدعي: صرف الكلام عن ظاهره بسبب خرافات وتوهمات عقلية يسميها أهلها قواطع!

أما ما تسميه أخي الفاضل بالتأويل المحلي فهو في نظري ليس بصرف للكلام عن ظاهره أصلاً، وسبب ما وقعت فيه أخي الحبيب الذهول عن الفرق بين اللفظ المجرد الذي قد يحتمل أكثر من معنى واحد وقد ذكرت في مثالك "اليد" و نفس اللفظ في الكلام المؤلف والذي يقترن بقرائن تبين مراد المتكلم

فلفظ: الأسد والبحر والسيف مثلاً

يترجح عند الإطلاق أن المراد بها السبع والماء والحديد ولا أحتاج لوضعها في جمل فهذا معروف.

لكن إذا قيل عن خالد بن الوليد رضي الله عنه: إنه "سيف سله الله على المشركين" كما في الحديث وكما قال كعب بن زهير في قصيدته المشهورة:

إن الرسول لسيف يستضاء به ** مهند من سيوف الله مسلول

وقيل في أبي قتادة رضي الله عنه أنه "أسد من أسد الله" كما قاله فيه أبو بكر رضي الله عنه في البخاري وغيره.

وقيل في فرس أبي طلحة: "إن وجدناه لبحرا" كما في البخاري وغيره.

فهاهنا: الأسد والبحر والسيف لا يفهم أحد أن المراد منها "الماء ولا الحديد ولا السبع"!!

ولو زعم زاعم أن هذا هو ظاهر الكلام وينبغي تأويله لأضحك على الناس عقله، بل لهذه الألفاظ بهذه القرائن معنى ظاهر لا يحتاج في بيانه أن يسمى بـ"التأويل"، فهذه الألفاظ لا تدل هنا على " الماء ولا الحديد ولا السبع" بوجه من الوجوه بل ولا يحتمله اللفظ في هذا السياق حتى يسمى صرفها عنه تأويلاً، اللهم إلا أن يقال التأويل هنا بمعنى التفسير.

فالتعدد الدلالي في اللفظ وكونه حمال أوجه لا يلغي القرائن ودورها الأساسي في تفيهم المستمع المعنى المراد-وكذلك عادة المتكلم وغيره-.

فلو قال قائل: هل تأولت ظاهر لفظ الأسد والسيف والبحر هاهنا؟؟

لقلت: لا بل هذا ظاهر اللفظ في هذا السياق ...

ولا أقول كما قلت أخي: "نعم تأولت،لكن تأويل في هذا المحل فقط-وهو التأويل المحلي-" ...

وكذلك بالمثل لو قال لي قائل في مثال اليد الذي ذكرت.

أخيرا مجرد تنبيه لا يتعلق بمقالة أخي الحبيب: آحاد السلف قد يقع منهم الخطأ في تأويل آية أو حديث سواء كان في الصفات أو غيرها وقد وقع هذا مثلاً في آية العجب وفي آية النظر، وقول التابعي وما بعده بمجرده ليس بحجة بإجماع أهل السنة والعمدة عندنا هو في منهجهم الذي أخذناه عنهم أو إجماعهم على مسألة معينة.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 12 - 08, 07:38 م]ـ

أخي فيصل .. بارك الله فيكم ونفع بكم ..

أولا-أنتم لا شك تعلمون أن التقسيمات تكون بحسب الاعتبارات ... فشيء واحد يمكن أن يقسم تقسيمات كثيرة بحسب معيار التقسيم ..

فالتأويل قسمتموه إلى صحيح وغير صحيح ... فاعتباركم للصحة والفساد .. لا نجادلكم عليه ..

أما تقسيمنا فكان باعتبار الدافع والامتداد .. فالدافع قد يكون لغويا وقد يكون منهجيا ... والتأويل قد يكون في محل واحد له سببه اللغوي فهو تأويل بعدي .. وقد يكون عاما بل قبليا ... وهنا المفارقة التي نبهت عليها في مقالي .. كيف يؤول نص قبل النظر فيه .. فلو قلت لهؤلاء المؤولين عندي نص ذكر فيه" يد الله"لقالوا لك أوله أو فوضه قبل الاطلاع على النص نفسه!!!

لذا أرى قولكم" التقسيم الصحيح" بالتعريف والإفراد فيه شيء ....

ثانيا:

كلامكم عن اللفظ المجرد الذي يحتمل أكثر من معنى .. لا نذهب إليه وهو عمود نظريتنا في إنكارالمجاز ...

اللفظ المجرد عندنا هو تقدير لفظ وليس لفظا .. فهو من الافتراضات المنطقية وليس من اللغة في شيء .. فليس في لغة البشر كلمة" أسد" مجردة من الإسناد ومن كل القرائن اللفظية وغيرها ... لا يجردها إلا العقل الخالص .. أما الإنسان المستعمل للغة في الحياة فلا يستعمل إلا تراكيب ملفوظة أو مقدرة .. كلمة "أسد" مفردة في الاستعمال يجب ان تقدر:

"هذا أسد" "انظر إلى الأسد"" احذر الأسد" ... "قل كلمة اسد"

وإن شئتم توضيحا آخر نقول: إن أصغر وحدة لغوية عندنا هي الجملة ... وأقل من الجملة لغو وأصوات وليس كلاما إنسانيا .... والكلمة يجب أن تدخل في التركيب .. وفيه تكتسب معناها محليا ..

وندعي أن هذا هو مذهب الشيخين ابن تيمية وابن القيم ..

فابن القيم -رحمه الله -يرى في الصواعق أن كلمة مفردة بمنزلة "غاق" ... وللموضوع تفصيل آخر لا نتوسع فيه هنا ..

وإن شئتم أن تقولوا هي دالة بالقوة- قبل الاستعمال- على معاني متعددة وأن السياق ووجودها في الاستعمال هو الذي يرشح معنى دون غيره ... لكم ذلك .. وهذا هو التأويل عندنا ..

التأويل إضفاء معنى ... وهو عام عند البشر .. وفيه الصحيح والبدعي كما تفضلتم ... وفيه المستند إلى اعتبارات عقلية جاهزة والمستند إلى اعتبارات لغوية .. وهذا هو معيار تقسيمنا ..

والله أعلم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير