3 رواه مسلم في صحيحه 132 وأبوداود 5111 من حديث أبي هريرة، أنظر زاد المعاد 2/ 461 تعليق الأرناؤوط طبع مؤسسة الرسالة ومكتبة المنار الإسلامية.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:00 م]ـ
منبعثة من القلب السليم الذي سلم من كل شهوة خفية ومن كل شبهة تكدره، وذلك القلب إذا سلم من الشهوات والشبهات لا بد أن تظهر له ثمار تدل عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
اتجاهات أهل الباطل
ولذا كانت صولة الباطل تتجه في اتجاهين:
الاتجاه الأول: إضعاف ذلك العلم الذي تمده الفطرة الحقة التي جعلها الله في عباده.
الاتجاه الثاني: وهو إفساد العمل المبني على تلك الإرادة السليمة الصحيحة التي استودعها الله قلوب عباده وأمدها بالحق الذي نعمت به وارتفعت به.
أهمية معرفة طرق أهل الباطل
ولئن كانت صولة الباطل في هذين الاتجاهين، فإن تلك الصولة ظاهرية ليست بقوية، لكن صولة الباطل قديماً كانت غير منظمة تحصل كيف ما كانت وينبعث الباطل من قلب المبطل فيسعى لنشره كيفما كان، أما في زماننا هذا فإن الباطل صارت له أكاديميات علمية تدرسه وتسعى في نشره وترصد له الأموال وتعد له الرجال وتضع له المناهج وتخطط له الخطط وتؤصل له الأصول، ومن خلال هذا التخطيط يظهر أن صولة الباطل في هذا الزمان أعظم من صولته في غيره، ومن هنا تأتي أهمية معرفة طرق أهل الباطل في نشر باطلهم، والباطل لا ينتشر إلا إذا أضعف سلطان الحق من جهة وأعد للباطل من جهة أخرى، ويعتبر هذان الأمران سببان رئيسيان في نشر الخرافة.
فأما ضعف الحق والصد عنه فذاك أصل لا يدخل فيما نتكلم فيه وإنما الذي يهمنا في هذا المقام أن نتكلم عن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة.
طرق أهل الباطل في نشر الخرافة
هذا وأساليبهم تنوعت وتكاثرت ولكننا نتعرض إلى ما يمكن التعرض له من أساليب الباطل التي تعتبر قديمة وحديثة.
1) اتباع المتشابه: فإن المبطل من أجل أن يؤثر على عقائد الناس ويفسدها يتبع ما تشابه عليه.
ما معنى المتشابه؟
المتشابه: هو ذلك الباطل الذي أشبه الحق لدقة الفرق بينه وبين الحق بحيث يشكل على بعض الناس، ولقد اعتنى السلف الصالح رحمهم الله بقضية المتشابه وحرصوا على إظهارها وإبانتها وإيضاحها، فما زالوا منذ أن أظهر أهل الباطل باطلهم وهم يعدون الخطب ويؤلفون الكتب في بيان ما اشتبه على أهل الباطل أو ما شبهوه على غيرهم من الناس، وربنا سبحانه وتعالى وصف أهل الباطل بأن ذلك حالهم وهذا شأنهم أنهم يتجهون إلى الأمور التي تشتبه على الناس بحيث لا يعرفون ما فيها حقاً أو باطلاً لدقة ذلك الفرق بين ذلك الحق وذلك الباطل كما قال جل وعلا: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)).
إذاً المقصود الأساسي من اتباع الأمور المتشابهة هي حصول الفتنة في باب العلم وحصول الفتنة في باب العمل.
في باب العلم في أن تكون مفاهيم المسلمين حول دينهم مغلوطة.
وفي باب العمل لتكون أعمال المسلمين أعمالاً غير موافقة للشريعة ولذا فهم يأتون ببعض الآيات القرآنية أو ببعض الأحاديث النبوية ثم يظهرونها للناس وتكون هذه الأحاديث ليست واضحة المعنى ولا ظاهرة المراد فيأتون وهم يعلمون أن هذه النصوص من الكتاب والسنة دالة على الحق
قطعاً لكن نظراً لأن هناك اشتباهاً فيها من جهة المعنى لاحتمالها ما يريدونه فيبرزونها على أساس أنها تدل على المعنى الذي يريدون من الباطل، قصداً لأن يقولوا للمسلمين: إن هذا الذي تدعون باطل، وما هو بباطل وبالتالي يؤثرون على ضعفاء العقول من المسلمين فيتبعون ما هم عليه من الباطل.
¥