ب - أما الرواية الثانية فتظهر علائم الصحة على إسنادها، فأبو عبدالله يحي ابن الحسن هو البناء الحنبلي البغدادي شيخ ابن عساكر، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام، الصادق، العابد، الخير المتبع الفقيه، بقية المشايخ، ثم نقل عن السمعاني قوله: سمعت الحافظ عبدالله الأندلسي يثني عليه ويمدحه ويطريه ويصفه بالعلم والتمييز والفضل وحسن الأخلاق وترك الفضول وعمارة المسجد وملازمته ما رأيت مثله في حنابلة بغداد، ثم أعقب ذلك السمعاني بقوله: وكذا كل من سمعه كان يثني عليه ويمدحه، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة (سير أعلام النبلاء 20/ 6).
- وأبو الحسين الأبنوسي هو محمد بن أحمد البغدادي، قال الخطيب البغدادي: كتبت عنه وكان سماعة صحيحا، ووثقه الذهبي، وفاته سنه سبع وخمسين وأربع مائة (457) (تاريخ بغداد 1/ 356، سير أعلام النبلاء 18/ 85).
- وأحمد بن عبيد بن الفضل هو أبن بيرى الواسطي، قال عنه خميس الحوزى: كان ثقة، صدوقا، وقال الذهبي: المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط، وفي انساب السمعاني: ثقة صدوق من أهل واسط.وكانت وفاته قبل الأربعمائة في حدود سنة تسعين وثلاثمائة (390) (سؤالات السِّلفي/ 56 الأنساب 1/ 430، سير أعلام النبلاء 17/ 197).
- وأبو نعيم هو بن خِصْية محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز كان عدلا مستقيما، كما في سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزى عن جماعة من أهل واسط (ص 65).
- وابن خزفة هو أبو الحسن علي بن محمد بن حسين بن خزفة الصيدلاني، كان مكثراً صدوقاً، كما في سؤالات السلفي، وهو مسند واسط كما قال الذهبي، وروى التاريخ الكبير لأحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن الحسين الزعفراني عنه. (سؤالات السلفي / 60، تذكرة الحفاظ 3/ 1049، وسير أعلام النبلاء 17/ 198).
- ومحمد بن الحسين هو عبد الله الزعفراني الواسطي، وقد وثقه الخطيب البغدادي، وقال: كان عنده عن أبي خيثمة كتاب التاريخ (تاريخ بغداد 2/ 0240).
- وأبن أبي خيثمة هو أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد نسائي الأصل، كان ثقة عالما متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس، كذا قال عنه الخطيب، وذكره الدارقطني فقال: ثقة مأمون، وأثنى الخطيب على كتابه في التاريخ فقال:وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، وقال أيضاً: ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه أبن أبي خيثمة (المصدر السابق 4/ 162، وتذكرة الحافظ 2/ 596).
قلت: ومن المحتمل أن يكون هذا الخبر المروي من هذا الكتاب النفيس.
- ومحمد بن عباد هو ابن الزبرقان أبو عبد الله المكي، سكن بغداد وحدث بها، وقد روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين (المصدر نفسه 2/ 374). وبهذا يكون قد جاوز القنطرة كما يقال.
- وسفيان هو ابن عيينة الراوية المشهور، قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة، وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وقال ابن المديني: سفيان إمام في الحديث، وقال العجْلي: كوفي ثقة ثبت يعد من حكماء أصحاب الحديث (تهذيب التهذيب 4/ 117).
- وعمار الدهني هو ابن معاوية ويقال ابن أبي معاوية ويقال ابن صالح ويقال ابن حبان، أبو معاوية البجلي الكوفي، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي (المصدر السابق 7/ 406)
- أما أبو الطفيل فهو عامر بن واثلة الليثي، ولد عام واحد، وروى عن النبي-صلي الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ بن جبل وحذيفة وابن عباس وغيرهم، قال أبن عدي: له صحبة وقال مسلم: مات أبو الطفيل سنة مائة وهو آخر من مات من الصحابة، قال أبن سعد:كان ثقة في الحديث وكان متشيعاً (المصدر نفسه 5/ 82).
- والمسيب بن نجبه الكوفي ترجم له ابن حجر في الإصابة ضمن " من كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقاً أو مميزاً " ثم قال ابن حجر: له إدراك، وله رواية عن حذيفة وعلي، ونقل عن العسكري قوله: روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا وليست له صحبة. (الإصابة 10/ 30، وانظر: الكاشف للذهبي 3/ 146)
وقال أبن سعد كان مع علي في مشاهدة، وقتل مع التوابين في عين الوردة عام خمسة وستين (65). (الطبقات 6/ 216).
¥