تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعن (سليم بن عامر الخبائري): ((أن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان و أهل دمشق يستسقون، فلما قعد (معاوية) على المنبر قال: أين (يزيد بن الأسود الجُرشي؟) فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمره (معاوية) فصعد المنبر، فقعد عند رجليه، فقال (معاوية): اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا و أفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد. إرفع يديك إلى الله، فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترسٌ، وهبَّت لها ريحٌ، فسقتنا حتى كاد الناس لا يبلغوا منازلهم)).

و كذلك فعل (الضحاك بن قيس الفهري) حين خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود: ((قم يا بكاء، فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه)).

رواهما أبو زرعة الدمشقي في تاريخه: (1/ 602 رقم 1703 - 1704).

و رواهما أبن عساكر في تاريخه: (18/ 151 / 1) بسندين صحيحين.

و رواهما الفسوي في كتابه (المعرفة والتاريخ) (2/ 380 - 381).

و روى (قصة معاوية) الحافظ ابن سعد في الطبقات (7/ 444).

وعزاها الحافظ في (الإصابة 3/ 634) إلى أبي زرعة و يعقوب بن سفيان في تاريخيهما.

قال الإمام القدوة (شيخ الاسلام ابن تيمية) رحمه الله: ((وكذلك ذكر الفقهاء من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهم: أنه يتوسل في الاستسقاء (بدعاء أهل الخير و الصلاح) قالوا: و إن كان من أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفضل، اقتداءً بعمر، ولم يقل أحد من أهل العلم: إنه يسأل الله تعالى في ذلك لا بنبي ولا بغير نبي)). أهـ

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 119 - 120) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

و قال أيضا رحمه الله: ((فأما التوسل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته، مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء، أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم فليس هذا مشهورا عند الصحابة و التابعين، بل عمر بن الخطاب و معاوية بن أبي سفيان، ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا)) أهـ

كتاب (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة (ص 118) تحقيق د / ربيع بن هادي بن عمير

و من هذا النوع من (التوسل المشروع) التوسل (بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته) لا بذاته صلى الله عليه وسلم.

و من ذلك ما رواه عثمان بن حنيف رضي الله عنه: {أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه فقال: ادع الله أن يعافيني فقال: إن شئت دعوتُ، وإن شئت صبرت فهو خيرٌ لك، قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيُحسن وضوءَهُ ويدعوا بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمدٍ نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لي، اللهم فشفعه فيَّ}.

رواه الإمام أحمد في مسنده (4/ 138 رقم 17209).

و الترمذي: كتاب الدعوات: باب رقم 119 (رقم الحديث 3578) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي.

و ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب باب ما جاء في صلاة الحاجة (رقم الحديث 1385).

و النسائي في السنن الكبرى: كتاب عمل اليوم والليلة: ذكر حديث عثمان بن حنيف (رقم 10495).

و في رواية: {اللهم فشفعه فيَّ وشفعني فيه}.

رواها الحاكم في مستدركه: كتاب صلاة التطوع: (ج 1 ص 313 رقم 1180) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرطهما.

و في كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر: (ج 1 ص 519 رقم 1909) وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.

و البيهقي في دلائل النبوة: باب ما في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه، وما ظهر من ذلك من آثار النبوة (6/ 166 - 168).

و في رواية: {اللهم شفعه في وشفعني في نفسي}.

رواها النسائي في السنن الكبرى: كتاب عمل اليوم والليلة: ذكر حديث عثمان بن حنيف (رقم 10494 - 10496).

و في رواية: {و تشفعني فيه و تشفعه في}.

رواها الإمام أحمد في مسنده (4/ 138 رقم 17211).

فقول الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: {ادع الله أن يعافيني}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير