تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يخفى عليكم - إن شاء الله تعالى - أن بعض البلاد صارت السنة فيها بدعة، بل صار الحق فيها كفراً بواحاً يستباح به الدم!

وما أجمل ما قال العلامة المعلمي رحمه الله بعد وصفه أهل زماننا وانعكاس مفاهيمهم، قال ما ملخصه: (وأما العامة فمثَلهم مثَل قلعة، بابها من حديد وسائرها من حشيش، فإذا قام فيهم دعاة حكماء أوشك الفتح، والتاريخ شاهد).

فهذه ضوابط مفيدة إن شاء الله تعالى، لكن قد يحتف بأعيان المسائل ما يخرجها عما ذكر إلى ما يناسبها. وقد تتعارض الضوابط كذلك، فتحتوى الصورة على ما يقتضي الشدة وما يقتضي اللين، فيرجع الأمر إلى اجتهاد الداعي وفقه الله، يتدبر العواقب ويوازن الأمور. لذلك نعلم أهمية ما قرره أهل العلم رضي الله عنهم من ضرورة تقديم العلم على الدعوة.

ولعل مما يعين على الاعتدال في هذه المسألة إخلاص النية والحرص على الفائدة والمصلحة من الخطاب، لا أن يعمل الإنسان لأجل حظ نفسه، ولا أن يلقي الكلام غضباً دون تفكر.

قال تعالى: (قل هذه سبيل أدعو إلى الله) ذكر عندها فضيلة شيخنا عبد الله الجربوع أن الدعوة تكون إلى الله لا إلى حزب ولا إلى حظ نفس.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق. وهذا تأس منهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) وقال تعالى: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) وقال تعالى: (فلعلك باخع نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً).

وذكر لي بعض الإخوان عن فضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان أنه قال إن أهل السنة ينظرون إلى المبتدع بعينين: عين الرحمة به والشفقة عليه من الشيطان، وعين البغض والكراهة لما عنده من خطإ. وهذا - والله أعلم - مقتضى الولاء لما للرجل من أصل الإسلام ومقتضى البراء لما فيه من البدعة.

هذا ما يسر الله لي في هذه المسألة العظيمة، وأعلم أني لم أوفها حقها لقلة العلم وانشغال الذهن، لكن هي كلمات تعين إن شاء الله تعالى. ولعلي أسأل في ذلك بعض أهل العلم وأوافيكم بكلامه، أو لعل أخاً كريماً وقف على شيء من كلام أهل العلم يفيدنا به مشكوراً مأجوراً.

والحمد لله أولاً وآخراً، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

وكتبه فيصل القلاف

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=712831#post712831

ـ[العازمي السلفي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:37 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد العظيمة

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 11 - 05, 08:06 ص]ـ

أخي بارك الله فيك: الأصل في مثل هذه الأمور الرفق فإن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي بالشدة

ولكن قد تُستعمل الشدة أحيانا حين يرى مستخدمها أن الشدة انفع من الرفق.

وهذا معلوم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولصحابة رضوان الله عليهم, أنهم كانوا يتعاملون بالرفق وبالشدة, كلٌّ في وقته, وكما هو معلوم: الحكمة هي وضع الشيء في موضعه.

(في كل وقته) كلا والله.

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 11 - 05, 08:32 ص]ـ

إخواني أرجو مناقشتي حول هذا الموضوع في هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36871

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 11 - 05, 02:28 م]ـ

صدقت يا أبا عبد الله فقد التبس عليّ الأمر

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[14 - 11 - 05, 04:51 م]ـ

جزى الله الشيخ فيصل القلاف خيراً على مقاله القيم النافع الذي ضبط هذا الباب ووفق فيه بين أدلته.


فائدتان:
1 - مانقله الشيخ فيصل عن الشيخ السدحان حفظه الله من النظر إلى العاصي والمبتدع بعيني الرحمة والبغض قد قاله قبله الإمام ابن القيم رحمه الله في النونية في أبياته التي أولها: [واجعل لقلبك مقلتين ....... الأبيات] وخلاصة ما فيها أن تجعل لقلبك عينين عند النظر إلى العاصي والمبتدع: عين الرحمة إذا نظرنا إلى العاصي والمبتدع على أنه مبتلى وأن ما به هو قدر الله، وعين البغض إذا نظرنا إلى العاصي والمبتدع على أنه مخالف لشرع الله.

2 - حول إنكار البعض على من اشتد وأغلظ في موضع الشدة والغلظة واستدلالهم عليه بالآية الكريمة (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) يقال في الرد عليهم إن الحكمة ليست هي اللين، وإنما هي وضع الشيء في موضعه، وعليه فاللين في موضع الشدة مما ينافي الحكمة، فتصبح الآية دليلا عليهم لا لهم.

ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 11 - 05, 06:26 م]ـ
لا عليك أخي الحبيب أبا صهيب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير