أولاً- مراقبة الله عز وجل وأن يتنبه المسلم بأن الله تعالى يراه وكل ما يفعل. قال تعالى (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) 218 - 218/الشعراء وقال تعالى: (وهو معكم أين ما كنتم) 4/الحديد وقال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) 19/غافر. و في صحيح مسلم من حديث عمر الفاروق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن الإحسان؟ فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه ,فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ولعل هذا العنصر يقودنا للجواب عن سؤال الأخ الثاني , وهو علاقة ما يفعل بمسألة ضعف الإيمان ,ولا شك أن العلاقة قوية ووثيقة, وهي علاقة عكسية بشكل عام ,فكلما زاد الإيمان في قلب الإنسان المسلم , كلما قلت هذه المعاصي وراقب الله في أعماله كلها وكلما أبصر بعينه وقلبه , والعكس بالعكس فكلما غفل بالمعاصي عن ذكر الله تعالى وطاعته كلما قلت مراقبة الله في قلبه وأصاب قلبه الران وفقد الرؤية العينية والقلبية , قال تعالى: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) 201/ الأعراف
ثانياً:أن يتذكر المسلم أن هذه النطفة هذه الشهوة وضعها في موضعها الصحيح المشروع عبادة يتقرب به المسلم إلى الله عز وجل , قال عليه الصلاة والسلام: (وفي بضع أحدكم صدقة)؟ قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: (أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر).
ثالثاً: وهذه النقطة نقطة مهمة جداً, ربما أحياناً غفل عنها جماهير الناس , وهي استحضار واستشعار أن المسلم حوله وقوته إنما يستمده من الله تعالى وبعون الله عز وجل ,وأن الله تعالى لو وكله لنفسه لحظة واحدة أو طرفة عين لهلك , وأنه إنما يتحرك بعون الله وقوته, وأهم ما يطلب فيه المسلم العون من الله ويستحضره دائماً هو عبادة الله عز وجل, ولذلك ربط الله تعالى في كتابه بين عبادته وطلب العون منه سبحانه , قال تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) 5/الفاتحة. فلا يستطيع المسلم أن يعبد الله تعالى إلا بتوفيق الله وعونه , ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه: (لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) , ومنه أيضاً طلب العون منه سبحانه على اجتناب المحظورات عامة, وما نحن بصدده هنا وهو أن يطلب العون من الله عز وجل في أن يعينه في تجنب هذه العادة القبيحة أو أن يقلع عنها , ويبرأ العبد من حوله وقوته ويرجع إلى الله عز وجل حق الرجوع , ويخلص النية , فإذا علم الله عز وجل منه الإخلاص وصدق النية فإنه سبحانه سيهديه السبيل , قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) 69/العنكبوت.
رابعاً: الصبر , قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) 153/ البقرة.وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ومن يستعفف يعفه الله ,ومن يستغنِ يغنه الله, ومن يتصبر يصبره الله, وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر).
خامساً: ترك مجالسة أهل الفساد, قال الله سبحانه وتعالى (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ,يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً, لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً) وقال عليه الصلاة والسلام: (الرجل على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل).
سادساًً: غض البصر ,قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) 30/النور. وفي صحيح مسلم أن جرير بن عبد الله رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن نظر الفجأة؟ فقال: (اصرف بصرك).
سابعاً: الصوم ,وقد تقدم حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم ,فإنه له وجاء).
ثامناً: الاشتغال بالعبادة وذكر الله والدعاء , وفي مستدرك الحاكم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (قال سبحانه وتعالى: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ يديك غنى وأسد فقرك ,وإلا تفعل ملأت قلبك شغلا).
تاسعاً: الابتعاد عن المعاصي عامة , وعن الأغاني خاصة التي تهيج مثل هذا الأمر , وأن يبتعد أيضاً عن المجلات الخليعة والهابطة التي تهيج الشهوة عند المسلم. .
عاشراً: الابتعاد عن الوحدة والاختلاء بنفسه والابتعاد عن الخلود إلى الراحة والإكثار من النوم , فهذا سبب للتفكير بمثل هذه العادة القبيحة.
الحادي عشر: الحرص على أن يشغل أوقاته في الأمور المفيدة المنتجة ,وخير ما يشغل نفسه فيه طلب العلم الشرعي و (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
وأخيراً أسأل الله تعالى لأخينا خاصة والشباب المسلم عامة أن يهديهم إلى صراطه المستقيم ,وأن يجعلهم من الدعاة المخلصين إلى دينه؛
(ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) 33/فصلت.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
¥