[موقف العلماء من غلو الشعراء]
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:33 م]ـ
إخوتي القراء الكرام:
نجد كثيرا من أهل الخير فضلا عن غيرهم يتساهلون في رواية أشعار تخالف الشرع مع أن الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح كما قالت عائشة رضي الله عنها، ونقول لمن أعطاه الله موهبة شعرية كما قال ابن الرومي:
أنت عيني وليس من حق عيني غمض أجفانها على الأقذاء
ومن المناسب بحث هذا الموضوع في هذا الشهر ربيع الأول، والذي يكثر فيه إنشاد المدائح النبوية وفيها ما فيها من الغلو.
• مؤاخذة العلماء لمن يغلو في شعره:
o فمن ذلك أن عضد الدولة (ت372هـ) خرج مرة إلى بستان له، فقال: أودُّ لو جاء المطر. فنزل المطر فأنشأ يقول:
ليس شرب الكأس إلا في المطر وغناء من جوار في السحر
عضد الدولة وابن رُكنها مالك الأملاك غلاب القدر
سهل الله له بغيته في ملوك الأرض ما دار القمر
قال ابن الجوزي: فيقال: إنه منذ قال: غلاب القدر لم يفلح بعدها. ووصفها الذهبي في ترحمته من السير بأنها أبيات كفرية.
o ومن ذلك حكم العلماء على أبي العلاء المعري التنوخي القضاعي (ت449هـ) قال ابن كثير: المشهور بالزندقة، خرج من بغداد طريدا لما عزم الفقهاء على أخذه بقوله:
تناقض ما لنا إلا السكوت له وأن نعوذ بمولانا من النار
يد بخمس مئين عسْجد فديت ما بالها قطعت في ربع دينار
وأجابه عبدالوهاب المالكي بقوله: كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت. وقال ابن كثير أيضا: وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقة وانحلال. وقال ابن عقيل: وما الذي كان يلجئه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس، والمنافقون مع قلة عقولهم وعلمهم ودينهم أجود سياسة منه، حافظوا على قبائحهم في الدنيا وهذا أظهر الكفر الذي تسلط به عليه الناس، والله تعالى أعلم أن باطنه كظاهره".وفي أبياته اعتراض على القدر وتسويغ للإلحاد وإنكار للرسل وإنكار للكتب السماوية وإنكار للبعث وتكذيب بالشرائع والديانات. وبعد ما ساق ابن كثير نماذج من كفرياته قال:" وهذا كله كفر وإلحاد".
o ومن ذلك ما حكم به العلماء على مبالغات ابن هانئ الأندلسي (ت362هـ)، قال ابن كثير في ترجمته: وقد كان شاعرا مطبقا قوي النظم، إلا أنه كفَّره غير واحد من العلماء في مبالغاته في مدائحه، فمن ذلك قوله يمدح المعز الفاطمي قبحهما الله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
قال ابن كثير: وهذا خطأ كبير وكفر كثيرّ، ثم قال بعد ذكر نماذج من مخازيه: وهذا الشعر إن صح عنه فليس عنه اعتذار لا في الدار الآخرة ولا في هذه الدار.
o ومن ذلك ما انتقده العلماء من شعر أبي الطيب المتنبي (ت 354هـ) من قوله:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره
قال ابن كثير: وقد بلغني عن شيخنا العلامة أبي العباس أحمد ابن تيمية رحمه الله أنه كان ينكر على المتنبي هذه المبالغة ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله عز وجل. وأخبرني العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ يقول: ربما قلت هذين البيتين في السجود".
ولعل لدى الإخوة أمثلة أخرى ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:05 م]ـ
وفي كتب الفقه نجد أن الفقهاء حينما يذكرون أسباب الحكم بالردة لا يستثنون كلام الشعراء، وهو أمر معروف بالرجوع إلى حد المرتد من الكتب الفقهية من أهل المذاهب الأربعة أو الظاهرية، إضافة إلى غيرهم.
ومن المتأخرين نجد أن الشوكاني قال في أسباب الردة: أو لفظ كفري وإن لم يعتقد معناه".
وقال سيد سابق في أسباب الردة:
1 - إنكار ما علم من الدين بالضرورة
2 - استباحة محرم
3 - تحريم ما أجمع على حله
4 - سب النبي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به أو بدينه
5 - من أنكر الشفاعة أو الرؤية أو فتنة القبر أو أو الصراط أو الحساب ... فهو زنديق.
ومن الفقهاء المعاصرين الشيخ الفوزان، والذي يقول في الملخص الفقهي في مبحث أسباب أسباب الردة وهي:
1 - الشرك بدعاء غير الله والنذر لهم وطلب الغوث والمدد من الموتى
2 - من سوغ اتباع غير الإسلام
3 - من لم يكفر غير المسلمين
وقال: لا فرق فيها بين الجاد والهازل والمستهزئ إلا المكره.
وأذكر الإخوة ونحن في يوم 12 ربيع الأول بهذا الكلام
أسأل الله أن ينفع به.
ولعل من لديه إضافة أن يشارك بها ....
محبكم عبدالعزيز الدغيثر
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:05 م]ـ
آمل من الإخوة طرح وجهات نظرهم في استدلال الأديب بقوله تعالى:" وأنهم يقولون ما لا يفعلون" على عدم مؤاخذة الأدريب بما يورد في أدبه
سواء أكان قصيدة
أم رواية
أم قصة قصيرة
واستدلال كتاب الرواية بقاعدة: ناقل الكفر ليس بكافر
على عدم مؤاخذتهم بما يرد في رواياتهم من أقوال تخالف الإسلام ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:22 م]ـ
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام
اهدنا لما الختلف فيه من الحق بإنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم