تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ضابط التشبه في ألبسة النساء.المجيب د. سلمان العودة]

ـ[بندر البليهي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:31 م]ـ

العنوان ضابط التشبه في ألبسة النساء.

المجيب الشيخ سلمان العودة

السؤال

نحن - معاشر النساء - نحتاج إلى فقه بيِّن في قضية ضابط التشبه؛ لما قد يلتبس علينا من الخلاف الواقع بين العلماء (حفظهم الله) في مسائل قضية اللباس، الشعر، النقاب، ومما لا يخفى عليكم أن المرأة المستقيمة الداعية تلاقي في ذلك الحرج الكثير؛ لأسباب منها: *طبيعتها كامرأة ترغب في التجمل، ولا بد لها من مسايرة المجتمع بقدر.*تحتاج إلى التجمل سواء كانت ذات زوج أو فتاة مقبلة على زواج.*ولتكون على أمر واضح في دعوتها؛ لأنها تتعامل مع عوام، فهذه تقول يوجد فتوى بتحريم كذا للعالم فلان الذي له قدره وثقله في المجتمع،وتلك تقول: توجد فتوى بإباحة كذا للعالم فلان الذي له قدره وثقله في المجتمع، مما يجعل المدعوة في تذبذب.*النساء يختلفن في مقومات جمالهن، فبعضهن لا تحتاج إلى مزيد تجمل ... ، وبعضهن قد يفتقرن إلى بعض المقومات التي تؤثر على مظهرهن، فهذه شعرها قليل خشن، فلو ترك بدون قص لأصبح منظرها غير مقبول، وتلك شعر وجهها كثير ولم يصل إلى حد التشويه، لكن يؤثر نسبياً على جمالها، وتلك قصيرة ترغب في حذاء عالٍ ليحسن من مظهرها، والداعية قد تدرك بعض المسائل الخاصة بالزينّة، لكن كيف تجمع بين أن الأصل الإباحة ولم يرد دليل على تحريم كذا ... وبين أن الداعية لا بد لها من التورع والبعد عن التشبه؟

الجواب

إن من الجدير بالمرأة المسلمة أن تعرف قدرها الذي أعطاها الشارع إياه، والدور الذي تقوم به ولا سيما في الدعوة إلى الله، ومن أخص ذلك أن تكون داعية بطريق الاقتداء، أي: تكون قدوة مؤثرة، وهذا يؤثر كثيراً في مجتمع النساء ولا سيما الشابات، ومن هنا تكون أهمية فهم المرأة الداعية بل الملتزمة لهذا الأمر. إن الاقتداء حقيقته انعكاس رؤية إعجاب وإكبار يتمثل في القدوة فيؤثر في الناظر إليها، وبطبيعة المرأة _ ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه مؤكدات هذه الطبيعة _ وهي ميل المرأة إلى صناعة هيئتها وشكلها بما يحقق جمالها ونضارتها ... ، فهذا قدر أصله طبيعة المرأة، لكن ينبغي ألا يبالغ فيه، ومن هنا وتعريجاً على مسألة التشبه المسؤول عنها، يقال: إنّ ثمة ضوابط لا بد للمرأة الداعية بل المسلمة أن تتمسك بها، وهي حدود شرعية جاء الشرع بتحقيقها:

1 / أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالكافرات، وهذا قدر يعلم بالضرورة من الشرع، والتشبه المنهي عنه هنا ما علم وتحقق اختصاصه بالكافرات أو بعضهن، بخلاف ما ليس اختصاصاً لهن، فهذا لا يدخل في التشبه، وإن كن يستعملنه كغيرهن.

2 / أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالفاسقات اللاتي عرفن بالفسق، واطِّراح الحياء من المغنيات والممثلات، فلا توافق شيئاً عرف اختصاصهن به، وإن كن يستعملنه كغيرهن.

3 / أن تبتعد عن التشبه بالرجال وما عرف من خصائصهم.

4/ أن تبتعد عما منع منه الشارع بخصوصه في الهيئة والصورة كالنمص، والتفلج للحسن، وكشف ما يعد عورة في محله، وأمثال ذلك مما علم مجيء الشريعة بمنعه وتحريمه أو النهي عنه ومن ذلك ما نهت عنه الشريعة لكونه شهرة. وما خرج عن هذه القواعد الأربع فلا يجب على المرأة المسلمة أن تترفع عن شيء من ذلك، ولا يقدح في دينها وخلقها وحيائها إذا هي فعلت ذلك، لكن يجب ألاّ يكون في ذلك إسراف ولا مخيلة، أما ألبسة الإسراف والخيلاء والشهرة، فهذه منهي عنها لكن هذا عام في الرجال، والنساء. فهذا يقال في أصله الحكم الشرعي المحرم، والجائز، ولكن ما علم دخوله تحت الجائز المباح، فهذا لا بد فيه من التفريق بين أمرين: الأول: استعمال المباحات والتوسع في هذا فهذا لا بأس به من حيث الأصل، لكن المرأة المسلمة ينبغي ألا تبالغ في هذا، وإذا كانت من الداعيات وتقرر سابقاً أن الدعوة تكون بالاقتداء، فهنا لا بد للداعية من الاعتدال في هذا المقام فكما تحرص على عدم المبالغة أيضاً لا بد من قدر من العناية، هو في المقام الأول حق لها باعتبارها امرأة فيها طبيعة النساء، وفي المقام الثاني حتى لا يكون الالتزام طريقاً إلى إغلاق ما أذن الله فيه من المباح، فترى بعض المقصرات هذه الداعية المعرضة عن كثير من أشكال الزينة والعناية بهيئتها، فيتولد عن هذا الإعراض عن الالتزام واستثقال التمسك لأنه صُنَّف وظهر للناس بهذه الهيئة حتى صار من صدق الالتزام أو ربما من أول مراتبه البعد عن هذه العناية والهيئة الجميلة ولو كانت من المباح، وهذا - فيما نحسبه – غلط، بل لا بد للمرأة الداعية والملتزمة أن تظهر بقدر من العناية والاهتمام حتى لا يؤكد هذا نظرية ينادي بها أعداء المرأة من المنحرفين والمنحرفات أن التزام المرأة يعني قلب طبيعتها والقضاء على أنوثتها وميولاتها الذاتية، لكن في المقام نفسه فإن هذا لا يوجب المبالغة في المباحات، فضلاً عن الوقوع في المنهي عنه في الشريعة بدعوى وضع مثل هذا التصور الغلط عن المرأة الملتزمة. الثاني: الموقف الشرعي من هذه المباحات كمظاهر تعرض النساء فهذا يخفف فيه، وتبعاً لهذا فمسألة قص الشعر وألوان الثياب وصفتها ووصف الحذاء وأمثال ذلك، والمواد المستعملة للتجميل كل هذا مباح إذا لم يقع شيء منه - فيما تقدم تقريره - مما نهت عنه الشريعة، وإلا الأصل فيه الجواز والإباحة ولا يضيق على النساء فيه، ومن تمتعت بقدرة على عدم الاهتمام بكثير من هذا فلا يعنى أنها تحدد الالتزام والتزين به، بل ولا يحق ذلك لها، فإن المحرم هو ما حرمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبكل حال فالاعتدال في المباح هو القدر الوسط في سائر المباحات، والاقتداء، هو: انعكاس لرؤية اعتدال مناسب في محل مناسب، أما إذا فقد المحل الاعتدال إما بإفراط أو تفريط فلا يؤهل غالباً للاقتداء الصالح والخيرِّ.

http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=3527

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير