تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) أي: في الآخرة لا في الدنيا.

ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 10 - 06, 10:22 م]ـ

كنتُ أقرأ في تفسير سورة الغاشية من جزء (عم) للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، فوقعت على هذه الفائدة - وكنت أجهلُها -، حيث كنت إذا نظرت إلى بعض أهل الكفر من اليهود والنصارى وأهل البدع المكفرة تذكرتُ هذه الآية، فعندما قرأت تفسيرها أحببت نقلها لكم:

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير جزء (عم) ص176 ما نصه:

(ثم قسم الله سبحانه وتعالى الناس في هذا اليوم إلى قسمين فقال:

{وجوه يومئذ خاشعة} {خاشعة} أي ذليلة كما قال الله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} [الشورى: 45]. فمعنى خاشعة يعني ذليلة.

{عاملة ناصبة} عاملة عملاً يكون به النصب وهو التعب.

قال العلماء: وذلك أنهم يكلفون يوم القيامة بجر السلاسل والأغلال، والخوض في نار جهنم، كما يخوض الرجل في الوحل، فهي عاملة تعبة من العمل الذي تكلف به يوم القيامة؛ لأنه عمل عذاب وعقاب، وليس المعنى كما قال بعضهم أن المراد بها: الكفار الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وذلك لأن الله قيد هذا بقوله: {وجوه يومئذ} أي يومئذ تأتي الغاشية، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة. إذن فهي عاملة ناصبة بما تكلف به من جر السلاسل والأغلال، والخوض في نار جهنم أعاذنا الله منها) أ. هـ.

ثم اطلعتُ على ما ذكره الإمام الطبري رحمه الله تعالى فوجدته يقول بهذا القول:

وقوله: {وجوه يومئذ خاشعة} يقول تعالى ذكره: وجوه يومئذ , وهي وجوه أهل الكفر به. خاشعة: يقول: ذليلة.

ذكر من قال ذلك:

28668 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {وجوه يومئذ خاشعة}: أي ذليلة.

28669 - حدثنا ابن عبد الأعلى , قال: ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله: {خاشعة} قال: خاشعة في النار.

(عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)

وقوله: {عاملة} يعني: عاملة في النار.

وقوله: {ناصبة} يقول: ناصبة فيها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

28670 - حدثني محمد بن سعد , قال: ثني أبي , قال: ثني عمي , قال: ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس {عاملة ناصبة} فإنها تعمل وتنصب في النار.

28671 - حدثني يعقوب , قال: ثنا ابن علية , عن أبي رجاء , قال: سمعت الحسن , قرأ: {عاملة ناصبة} قال: لم تعمل لله في الدنيا , فأعملها في النار.

28672 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {عاملة ناصبة} تكبرت في الدنيا عن طاعة الله , فأعملها وأنصبها في النار.

*- حدثنا ابن عبد الأعلى , قال: ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله: {عاملة ناصبة} قال: عاملة ناصبة في النار.28673 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {عاملة ناصبة} قال: لا أحد أنصب ولا أشد من أهل النار) أ. هـ.

وقد يكون هناك من المفسرين من يرى خلاف ذلك، لكن أحببتُ نقل رأي الإمام الطبري والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله للفائدة.

الموضوع سبق أن كُتب، ثم فُقد، ثم وُجد، ثم أُعيد.

ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 01:18 ص]ـ

جزاك الله خير

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - 10 - 06, 05:12 ص]ـ

كنتُ أقرأ في تفسير سورة الغاشية من جزء (عم) للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، فوقعت على هذه الفائدة - وكنت أجهلُها -، حيث كنت إذا نظرت إلى بعض أهل الكفر من اليهود والنصارى وأهل البدع المكفرة تذكرتُ هذه الآية، فعندما قرأت تفسيرها أحببت نقلها لكم:.

الأخ المفيد المسيطير وفقه الله:

أخرج عبد الرزاق (التفسير 3/ 368)، والحاكم (2/ 567)، وابن المنذر (كما في الدر المنثور 8/ 491) عن أبي عمران الجوني قال: «مَرَّ عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - براهب، فوقف فنُودي الراهب، فقيل له: هذا أمير المؤمنين! قال: فاطَّلع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترْك الدنيا، فلما رآه عمر: بكى، فقيل له: إنه نصرانيّ! فقال عمر: قد علمت ولكنْ رحمته، ذكرت قول الله {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار».

قال الحاكم: هذه حكاية في وقتها، فإن أبا عمران الجوني لم يدرك زمان عمر. اهـ

تنبيه: في «كنز العمال» (ح 4703): هب، وابن المنذر، ك.اهـ (هب): صوابه: (عب). والله أعلم.

وقال القرطبي في «الجامع» (20/ 27): وروى عن الحسن أنه قال: لما قدم عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الشام أتاه راهب شيخ كبير متقهل، عليه سواد، فلما رآه عمر بكى. فقال له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك؟ قال: هذا المسكين طلب أمرا فلم يصبه، ورجا رجاء فأخطأه، وقرأ قول الله عز وجل {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)}. اهـ

والحسن لم يدرك عمر؛ لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافته.

فائدة:

قال السيوطي في «طبقات المفسرين»:

وبعد فهذا المجموع فيه طبقات المفسرين، إذ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعِتنى بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم. واعلم أنهم أنواع:

الأول: المفسرون من السلف والصحابة والتابعين وأتباع التابعين.

الثاني: المفسرون من المحدثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مُسْنَدَةً مُورَداَ فيها أقوال الصحابة والتابعين بالإسناد، وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء.

الثالث: بقية المفسرين من علماء أهل السنة، الذين ضموا إلى التفسير التأويل والكلام على معاني القرآن، وأحكامه، وإعرابه وغير ذلك، وهو الذي الاعتناء به في هذا الزمان أكثر.

الرابع: مَن صنّف تفسيراً من المبتدعة، كالمعتزلة والشيعة وأضرا بهم.

والذي يستحق أن يسمَّى من هؤلاء، القسم الأول، ثم الثاني، على أن الأكثر في هذا القسم (يعني الثاني) نَقَلَة، وأما الثالث فمُؤَوِّلَة؛ ولهذا يسمون كتبهم غالباً بالتأويل .... اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير