ـ[الظافر]ــــــــ[10 - 10 - 06, 02:52 ص]ـ
تخريج الحديث:
أخرجه الإمام البخاري في كتاب المغازي، باب: حديث كعب بن مالك وقول الله- تعالى -: (وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ) (فتح8/ 452برقم:4418)، وأخرجه الإمام مسلم في كتاب التوبة، باب: حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه (4/ 2120برقم:2769)، وغيرهما، وهذا لفظ البخاري.
ترجمة كعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
كعب بن مالك بن أبي كعب واسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي، يكنى أبا عبدالله وقيل أبا عبدالرحمن، وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة أيضاً.
شهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدراً، ولما قدم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المدينة آخى بينه وبين طلحة بن عبيدالله حين آخى بين المهاجرين والأنصار، كان أحد شعراء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذين كانوا يردون الأذى عنه، وكان قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به، ثم أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدراً وشهد أحداً والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها، وهو أحد الثلاثة الأنصار الذين قال الله فيهم: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؛ وهم كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة - رضي الله عنهم -، تخلفوا عن غزوة تبوك فتاب الله عليهم وعذرهم وغفر لهم ونزل القرآن في شأنهم.
وفي يوم أحد لبس كعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأمْةَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكانت صفراء، ولبس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأمَتَهُ فجرح كعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أحد عشر جرحاً.
قال محمد بن سيرين – رحمه الله تعالى -: (كان شعراء المسلمين حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فكان كعب يخوفهم الحرب، وعبدالله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب، فبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
قضينا من تهامة كل وتر وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
تُخَبِرنا ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيفاً
فلما بلغ دوساً قالوا: خذوا لأنفسكم، لا ينزل بكم ما نزل بثقيف).
توفي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في زمن معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سنة خمسين، وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
أنظر ترجمته 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في: الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 456برقم7448)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 381برقم2231).
غريب الحديث:
تَوَاثَقْنَا: بمثلثة وقاف، أي أخذ بعضنا على بعض الميثاق لما تبايعنا على الإسلام. (فتح الباري8/ 456).
المَفَاز: الصحراء البعيدة عن العمار، والماء، تفاؤلاً من الفوز بالنجاة منها.
فَجَلَّى: بالجيم وتشديد اللام أي أوضح. (فتح الباري8/ 457).
أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ: الأُهبة بضم الهمزة وسكون الهاء، أي ما يحتاج إليه في السفر والحرب. (فتح الباري8/ 457).
وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ: بالفاء والطاء المهملة، أي فات وسبق. (فتح الباري8/ 458).
المَغْمُوص: بالغين المعجمة، والصاد المهملة، أي مطعوناً عليه في دينه متهماً بالنفاق. (فتح الباري8/ 458).
يُؤَنِّبُونِي: بنون ثقيلة ثم موحدة، من اللوم والتعنيف. (فتح الباري8/ 460).
فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ: بالسين المهملة والقاف المعجمة، أي أنظر إليه في خفيه. (فتح الباري8/ 461).
حَتَّى تَسَوَّرْتُ: أي علوت سور الدار. (فتح الباري8/ 461).
إِذَا نَبَطِيٌّ: النبط نسبة إلى استنباط الماء واستخراجه، وهم فلاحوا العجم، وهذا النبطي الذي جاء لكعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نصراني. (فتح الباري8/ 462).
نُوَاسِكَ: بضم النون وكسر السين المهملة من المواساة. (فتح الباري8/ 462).
فَتَيَمَّمْتُ: أي قصدت. (فتح الباري8/ 462).
¥