[مسائل في المجاز .. (17) الأسد ...]
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:51 م]ـ
إيه أيها الأسد المظلوم؛ألصق المجازيون بك بلايا كثيرة ...
قال أبو عبد الله البصري المعتزلي: ومثل ما نقل من موضوعه , قول القائل: رأيت الأسد , وهو يعني الرجل الشجاع. ا هـ ولعله كان أول من قال ذلك من المتكلمين , واتبعه الباقلاني, وأبو الحسين البصري المعتزلي , وعبد القاهر الجرجاني , وأبو حامد الغزالي , وابن عقيل الحنبلي, والرازي , والسكاكي , وابن الحاجب , والعز بن عبد السلام , والخطيب القزويني , وغيرهم كثير , حتى صار الأسد هو أول ما يذكره المتأخرون في الحقيقة والمجاز , يقولون: هو حقيقة في السبع , مجاز في الرجل , فهو يدل على السبع من غير قرينة , ولا يدل على الرجل إلا بقرينة.
هذا الباطل ... فأين الحق (؟؟)
1 - لفظ أسد ليس في القرآن.
2 - وروى البخاري , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر , وفر من المجزوم كما تفر من الأسد)) , وروى البخاري , أن أسامة بن زيد أرسل إلى علي لما خرج إلي صفين , يقول له: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه , ولكن هذا أمر لم أره ... الحديث , وروى الإمام أحمد , عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن , فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد , فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر , ثم تعلق رجل بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد , فانتدب له رجل بحربةٍ فقتله ... )) الحديث في قضاء على بينهم وإجازة النبي صلى الله عليه وسلم قضاءه , وروى الإمام أحمد حديثاً في نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان , وفيه: حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعاً , وروى ابن ماجة حديثاً طويلاً في ذكر الدجال , وفيه: الوليدة الأسد فلا
يضرها , والأسد في تلك الأحاديث كلها هو السبع المعروف.
أما الأسد في كلام العرب يراد به الحيوان المعروف =فكثير في كلامهم،ولم نستطع تبين أنهم أرادوا الحيوان المعروف إلا بالقرائن على ما ترى .. وسأضع تحت القرائن الدالة على إرادة الحيوان المعروف خطاً ..
1 - قال تعالى: ((كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة)).
2 - لذاك أهيب عندي إذ أكلمه ... وقيل إنك منسوب ومسؤول
من ضيغم من ضراء الأسد محذرة ... ببطن عثر غيل دونه غيل
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما ... لحم من القوم معفور خراذيل
إذا يساور قرناً لا يحل له ... أن يترك القرن إلا وهو مفلول
منه تظل حمير الوحش ضامزة ... ولا تمشي بواديه لأراجيل
يقول كعب بن زهير: إن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان أهيب عنده من ذلك الأسد.
3 - ونَلْبَسُ للْعَدُوِّ جُلودَ أُسْدٍ ... إِذا نَلْقاهُمُ وجُلودَ نُمْرِ
4 - يذل له العزيز وكل ليث ... حديد الناب مسكنه العرين
5 - يمْشُونَ في حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ ... أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ.
6 - وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ ... خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ
7 - دربوا كما دربت أسود خفية ... غلب الرقاب من الأسود ضواري
8 - أريحيّاً أمضى على الهولِ منْ ... ليثٍ هموسِ السُّرى أبي أشبالِ
9 - أشدُّ حفيظةً من ليثِ غابٍ ... تخالُ زئيرهُ اللجبَ اللهاما
10 - أجرأُ مِنْ ذي لِبْدَةٍ هَمَّاسِ ... غَضَنْفَرٍ مضَبَّر رهَّاس
مَنَّاعِ أخْيَاس إلى أخْيَاس ... كأنَّمَا عيناهُ في مِراس
شعاعُ مِقْبَاسٍ إلى مِقباس
10 - ولأَنتَ أَشجَعُ حِينَ تتَّجِهُ ال ... أبطالُ مِنْ لَيْثٍ أبي أَجْر
والأسد في تلك الأشعار هو السبع , وقيل في وصفه أشعار أخرى غير ذلك , وكان أبو زيد الطائي يكثر وصفه , وروى الجمحي , عن أبي الغراف , أن أبا زبيد أنشد في مجلس عثمان بن عفان رضي الله عنه قصيدة له ووصف فيها الأسد , فقال له عثمان: تالله تذكر السد ما حييت , والله إني لأحسبك جباناً هداناً , فقال ك كلا يا أمير المؤمنين , ولكني رأيت منه منظراً أو شهدت منه مشهداً لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي , ومعذور أنا يا أمير المؤمنين غير ملوم , فقال عثمان: قطع الله لسانك , فقد رعبت قلوب المسلمين. ا هـ مختصراً , وروى أبو الفرج , عن شعبة , قال: قلت للطرماح بن حكيم: ما شأن أبي زبيد وشأن الأسد؟ فقال: أنه لقيه بالنجف , فلما رآه سلح من فرقة ,
¥