["عقيدتي في رمضان"]
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:37 م]ـ
عقيدتي في رمضان
منقول من موقع "منار الجزائر"
عقيدتنا هي عقيدتنا، وإيماننا هو إيماننا، لا يتبدل بتبدل المواسم، لكنه يزيد وينقص، ويتجدد ويخلَق، وتعلق بعقيدتنا رواسب وتتلطخ فطرنا بأدران، وننسى حتى كأننا ما علمنا، ونغفل حتى كأننا ما عقلنا، من أجل ذلك إذا أقبلنا على إقامة شعيرة من شعائر الإسلام وجب علينا تعاهد إيماننا ومراجعة عقيدتنا ونفع أنفسنا بالتذكير، وإجالة الذهن بالتفكير، عسى أن يفتح العلي القدير من فضله وإحسانه، ومن شعائر الإسلام الصيام ومن مواسم الإيمان رمضان، فهلم أيها القارئ الحبيب نتذاكر مسائل رمضانية متعلقة بالعقيدة أو تنزع إليها، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا
رمضان بين العادة والعبادة
الصيام عنوان الإخلاص
لا ينفع العبد عمل صرفه لغير وجه الله عز وجل عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» (مسلم2985) , وذلك هو الرياء أخوف ما يخاف النبي صلى الله عليه وسلمعلى أمته, فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل» (ابن ماجة 4204 وحسنه الألباني) ,فالإخلاص أمر عزيز ومعالجة النيات من أصعب الأمور فالفرار الفرار من الرياء, والصيام خير معين, لأنه سر بين العبد وربه لا يعلمه إلا هو، فلذلك صار مختصا به, ذلك أنك لو شئت لأفطرت في رمضان وأظهرت للناس الصيام وما يمنعك من ذلك إلا علمك بأن الله عز وجل يعلم سريرتك, فلو وطنت نفسك على هذا في سائر العبادات نجوت من الرياء بإذن الله تعالى.
صيام شهر رمضان عبادة وليس "عادات وتقاليد"
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان» (متفق عليه واللفظ لمسلم) فالصوم ركن من أركان الإسلام يكفر جاحده ويتعرض تاركه استخفافا لغضب الله عز وجل كما أن الصوم عبادة يشترط فيه ما يشترط في سائر العبادات من نية التعبد والتقرب إلى الله عز وجل قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه) , فليتعلم هذا من إذا استهل رمضان تذكر تراث الآباء والأجداد في إعداد الطعام وإمضاء السهرات, لقد جعل كثير من المسلمين بلسان حالهم شهر رمضان "فلكلورا شعبيا" تحيى فيه التقاليد, ونحن إلى إحياء السنن أحوج, فعلى المسلم أن يستحضر في صيامه وقيامه نية العبادة لله عز وجل.
أحيِ ... وأمِت ... !
لعلك تقول: أخِلْتَني النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه؟
فأقول: لا تعجل إنما أردت أحي ما حسن من عادات أجدادنا وأمت ما قبح منها، فإن قومنا يحيون من العادات ويميتون لكن على عكس ما ذكرنا، نتخير أردأ عادات الأجداد ونضيف إليها عادات رديئة من كيسنا: فهل كان أجدادنا يرمون الخبز في المزابل، هل كان أجدادنا يجتمعون مع نسائهم وبناتهم في السهرات الرمضانية التي تعرض فيه المسلسلات الغرامية ... لقد كان أجدادنا مع قلة حصيلتهم العلمية ذوو فطر سليمة و"نية" صالحة، يرجى لهم بها عند الله تعالى الخير، أما نحن فإذا أردنا أن نحرم حلالا أو نحظر مشروعا أو ننكر معروفا وصفناه بالتشدد والرجعية وعصبناه برؤؤس "المتشددين"، وإذا أردنا أن نحل حراما أو نسوغ منكرا حليناه بحليه العادات الجزائرية وأدرجنا مُنكِره في سلك المتنكرين لتراث الأمة. فيا هؤلاء نحن أول الدعاة إلى إحياء التراث وبعث العادات والتقاليد، ولكن تعالوا إلى كلمة سواء: أن نعرض هذه العادات والتقاليد على مشكاة النبوة، ونزنها بميزان الشرع فما كان من خلق فيه خير فإن الإسلام أولى به، أما ما سوى ذلك فمُطَّرَح منسِّيٌ غير مأسوف عليه.
حكيم بن حزام ... أولا
¥