تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:24 ص]ـ

حديث آخر (حديث عبد الله بن عمرو):

قال الإمام أحمد (6559): حدثنا أبو كامل ثنا زهير حدثنا إبراهيم بن المهاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو قال: كنت عند رسول الله r فذكرت الأعمال، فقال: «ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر»، قالوا: يا رسول الله، الجهاد _ وعند غيره: ولا الجهاد _ في سبيل الله؟ قال: فأكبره، فقال: «ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه».

ثم قال (6560): حدثنا أبو النضر ويحيى بن آدم قالا: ثنا زهير عن إبراهيم بن مهاجر به. ورواه أبو داود الطيالسي - كما في «المسند» الذي جمع له - (2283)، وأبو عوانة (ص201 - الجزء المفقود)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (157)، والطحاوي في «المشكل» (2972)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (1/ 385)، والطبراني في «فضائل العشر» (7)، وابن أبي الصقر (80)؛كلهم من طريق زهير بن معاوية به.

قلت: إبراهيم بن المهاجر فيه ضعف.

وأخرجه ابن أبي عاصم في «الجهاد» (158) من طريق عبد الوارث، والطبراني في «فضل عشر ذي الحجة» (8): من طريق عبد العزيز بن المختار عن يحيى بن أبي إسحاق به.

ويحيى بن أبي إسحاق هو الحضرمي البصري النحوي، وهو صدوق لا بأس به، وظنه بعض أهل العلم الأنصاري، وهو غلط؛ لأن الأنصاري لم يذكر راوياً عنه سوى يحيى بن أبي كثير بخلاف الحضرمي، فقد ذكر أن ممن يروي عنه عبد الوارث بن سعيد وابن علية، وهما ممن روى عنه هذا الحديث.

ولكن جاء هذا الحديث من طريق آخر: قال الإمام أحمد (6905): ثنا إسماعيل قال ثنا يحيى بن أبي إسحاق حدثني عبدة ابن أبي لبابة عن حبيب بن أبي ثابت حدثني أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو ثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله r، فذكر الحديث بنحو ما تقدم.

قال يحيى: فلقيت حبيب ابن أبي ثابت فسألته عنه فحدثني نحواً من هذا. ا.هـ.

وهذا الإسناد فيه ضعف من أجل أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو، فهو مجهول، ولكنه يتقوى بالإسناد الآخر، وأما المتن فهو صحيح.

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:26 ص]ـ

حديث آخر (حديث النهاس بن قَهْم):

قال أبو عيس الترمذي في «الجامع» (758): حدثنا أبو بكر بن نافع البصري ثنا محمود بن واصل عن النَّهَّاس بن قَهْم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي r قال: «ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر».

هذا حديث باطل.النَّهَّاس بن قَهْم واهي الحديث، منكر الحديث، قد ضعفه الأئمة، وله أثر آخر غير هذا الحديث وهو منكر أيضاً، ذكره العقيلي في ترجمته، وهو في «التهذيب».

ومسعود بن واصل لا يحتج به، وهو مقل، ولم يرو له من أصحاب الكتب الستة غير الترمذي وابن ماجه وليس له عندهما سوى هذا الحديث، وقد انفرد بهذا الحديث عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وهذا مما يدل على بطلانه.

وقد ذكر أبو عيسى الترمذي لهذا الحديث علة أخرى، فقال بعد أن رواه: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس.

قال: وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه، مثل هذا، وقال: قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي r مرسلا شيء من هذا، وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه) ا. هـ.

وأخرجه ابن ماجه (1728)، وأخرجه غيرهما، وذكره ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (925)، وأعله بمسعود بن واصل والنَّهَّاس.

* * *

قال ابن رجب في «اللطائف» (468): (وهذا كله يدل على أن عشر ذي الحجة أفضل من غيره من الأيام من غير استثناء، هذا في أيامه فأما لياليه فمن المتأخرين من زعم أن ليالي عشر رمضان أفضل من لياليه لاشتمالها على ليلة القدر، وهذا بعيد جدا) ا. هـ.

وقال أبو عثمان النهدي: (كانوا يفضلون ثلاث عشرات: العشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم، والعشر الأواخر من رمضان).

وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: (والأخبار مشعرة بتفضيل عشر ذي الحجة على العشرين المذكورين؛ لأن فيه يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر) ا. هـ.

ثم ذكر حديث جابر بطرقه وألفاظه وقال بعده: (وفي الحديث وما قبله دلالة على أن العشر أفضل أيام الدنيا ... إلى أن قال: وقال بعض الأئمة: يقال: مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان؛ لأن هذا العشر أقسم الله عز وجل بفجر أول يوم منه، على قول) في الأصل: على قوله (الضحاك وغيره.

وأيضاً أقسم الله عز وجل بلياليه العشر على قول الجمهور، وصح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

وهو العشر التي أتمها الله عز وجل لموسى عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة} [الأعراف: 142] قاله مجاهد.

وهو خاتمة الأشهر المعلومات المذكورة في قوله تعالى: {الحج أشهر معلومات} [البقرة:197] وهي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، قاله عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وابن الزبير، وأكثر التابعين، وبعضهم أخرج منه يوم النحر.

وهو الأيام المعلومات، قاله ابن عمر وابن عباس وطائفة من التابعين منهم الحسن وعطاء ومجاهد وعكرمة وقتادة وسعيد بن جبير ...

- إلى أن ذكر بعض ألفاظ وطرق حديث ابن عباس- ثم قال: وفي هذا دلالة على أن العمل في هذا (هكذا في الأصل.). العشر وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيره، وإن كان فاضلاً، وربما يزيد عليه بمضاعفة الثواب) ا. هـ من «فضل يوم عرفة» له (ص: 139 - 144).

هذا ما جاء في فضلها عموماً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير