ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:27 ص]ـ
وأما القسم الثاني وهو ما جاء في فضل بعض أيامها، فمن ذلك:
1_ ما رواه الإمام أحمد (4/ 350) وأبو داود (1765) والنسائي في «الكبرى» (4098) والبخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 34) وصححه ابن خزيمة (2866) وابن حبان (2811) والحاكم (4/ 246) كلهم رووه عن ثور - وهو ابن يزيد – قال: حدثني راشد بن سعد عن عبد الله بن لحي عن عبد الله بن قرط أن رسول الله r قال: «أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر ... » (ووقع في بعض المصادر: يوم النفر بدل يوم القر.)
وهذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات، وعبد الله بن قرط هو الأزدي الثمالي، نص البخاري على صحبته (5/ 34) فقال: «له صحبة»، ثم ساق له هذا الحديث.
ويظهر من تنصيص البخاري على صحبته ثم روايته لحديثه هذا وعدم تعقبه بشيء؛ قوة هذا الخبر عند البخاري، والله تعالى أعلم.
وله قصة مع الرسول r أخرجها أحمد في مسند عبد الله بن قرط (2/ 75).
ويوم النحر هو يوم العيد، وهو اليوم العاشر، وأما يوم القَرّ فهو اليوم الحادي عشر.
* * *
2_ ومما جاء في فضل بعض أيامها أيضاً على وجه الخصوص ما جاء عند أبي داود (2419) والنسائي (3004) , وصححه الترمذي (773) وابن خزيمة (2100) وابن حبان (3603) والحاكم (1/ 600) من حديث موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر أن رسول الله r قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام».
ولا يخفى أن أيام الأعياد أيام معظمة، ومن أعظم هذه الأيام يوم عرفة، وفضله ومكانته معلومة.
وغير ذلك من الأدلة التي تدل على فضل هذه الأيام؛ إما بعمومها أو خصوص بعضها.
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:30 ص]ـ
فصل
في العبادات والسنن والآداب
المتعلقة بالعشر
اعلم وفقك الله أن العبادات التي تشرع في هذه الأيام تنقسم إلى قسمين:
الأول: عبادات خاصة لا تشرع إلا في هذه الأيام؛ كالحج والأضحية والتكبير) والمقصود بذلك هو رفع الصوت به وتأكيد المداومة عليه، ومن المعلوم أن هذا لا يكون إلا في عشر الأضحى وأيام التشريق، وفي الفطر من رمضان حتى تصلى العيد.).
الثاني: عبادات مشروعة في هذه الأيام وفي غيرها.
* * *
فأما القسم الأول, وهو العبادات الخاصة التي لا تشرع إلا في هذه الأيام, فمنها:
1 - الحج؛ والأمر فيه معلوم، ولا تخفى النصوص الكثيرة التي تبين فضل هذه العبادة ومكانتها، ومن ذلك:
_ ما رواه البخاري (1449) ومسلم (1350) من حديث أبي حازم عن أبي هريرة قال: سمعت النبي r يقول: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه».
- وما رواه البخاري (1683) ومسلم (1349) أيضا من حديث أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وفي الحج من العبادات الجليلة والمواقف العظيمة الشيء الكثير من الوقوف بعرفة - ويوم عرفة من أعظم الأيام عند الله عز وجل وموقفه من أعظم المواقف -, والمشعر الحرام, والطواف، والسعي, ورمي الجمار, والمبيت بمنى, والتلبية, وغير ذلك من العبادات العظيمة) والكلام عن الحج يحتاج إلى كتاب مستقل. (
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:32 ص]ـ
- الأضحية؛ وهي من سنة أبينا إبراهيم u ، كما قال عز وجل: (وفديناه بذبح عظيم)، وقد أمر نبينا r باتباع ملته u.
وقال تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجلا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه، وأحلت لكم النعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور، حنفاء لله غير مشركين به، ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق، ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق، ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون،
¥