تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول السائل: وهذا ما حصل لإحدى الأخوات الملتزمات -نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا- ولكن بعد الزواج اكتشفت حقيقة هذا الزوج، ومدى الغش والكذب الذي وقع لها من قبل هؤلاء الناس مما اضطرها إلى طلب الطلاق.

فأرجو توضيح حكم الشرع في نظركم في فعل هؤلاء؟

وما نصيحتكم لهم؟

الجواب:

((أولاً نبين حكم اللفظ الذي قال: عريس وعروسة، والواقع أنهما ليس عروسين! ولكنهما خاطبٌ ومخطوبة، فينبغي للإنسان إذا تلفظ بالكلمات أن تكون كلماته محررة منقحة.

أما ما يتعلق بوصف بعض الناس للخطيب بأنه ذو خلق ودين، وهو برئٌ من ذلك أو ناقصٌ في ذلك، فهذا والله عين الغش، وهو مخالفٌ للدين، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:

(الدين النصيحة) كررها ثلاث مرات (الدين النصيحة، الدين النصيحة،الدين النصيحة).

قالوا: لمن يا رسول الله؟

قال:

(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

وهؤلاء الذين يمدحون الخاطب، وهم كاذبون، والله ما نصحوا لعامة المسلمين، بل غشوا وخدعوا.

ثم إن هؤلاء المساكين يظنون أنهم محسنون إلى الخطيب، وهم أساءوا إليه حيث غشوا به الناس، ثم هو سوف يتنكد فيما بعد إذا عُثر على أنه ليس ذا خلق ودين، سوف يكون هناك نكد بينه وبين الزوجة وبين أهله وأهلها، ويرجع الزواج جحيماً والعياذ بالله.

نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يبينوا الحقيقة ولو كان ابنهم، حتى لو كان ابنهم، وخطب من أناس، وهم يعرفون من ابنهم أنه ذو كسلٍ في العبادة وذو سوءٍ في الخلق، يجب أن يبينوا ويقولوا: والله ولدنا قليل الصلاة مع الجماعة، وسيئ الخلق قريب الغضب، بطئ الإفاقة من الغضب، فإن شئتم زوجوه وإلا اتركوه، هذا الواجب.

قال الله تعالى:

(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين).

وهذا الذي ذكر السائل من وقوع بعض الملتزمات في مشاكل من أجل هذا الغش، أمرٌ واقع وكثيراً ما نُسأل عنه، وفي هذه الحال ينبغي عند العقد أن يقال: نشترط عليه أن يكون مستقيماً في دينه وخلقه، فإن لم يكن مستقيما فلنا الفسخ حتى يرتاحوا، فإذا لم يكن مستقيماً فلهم الفسخ، لأن استقامة الدين والخلق من الأمور المطلوبة، كما في الحديث:

(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه).

ومفهوم الحديث إذا لم نرضَ دينه وخلقه فلا نزوجه.

فأقول: إذا خفنا أن نقع في مثل هذه الحال -وهو كثير- نقول:

بشرط أن يكون مستقيم الخلق والدين، فإن لم يكن كذلك فللمرأة الفسخ.

ويكون هذا شرطاً صحيحاً مقصوداً قصداً شرعياً، إذا لم يكن مستقيم الدين والخلق، فسخت نكاحي منه وتسلم منه.

شيخ محمد: إذا صبرت هذه المرأة واحتسبت، وأثّرت على هذا الزوج بالمحافظة على الصلوات، ألا يكون لها أجر أيضا؟

الشيخ: ما ندري، لكن هل هذا واقع؟!! في الغالب أن الزوج يبقى على ما هو عليه، وربما يؤثر على الزوجة، فينقص دينها، وحماسها للدين)) اهـ من (نور على الدرب) شريط (366).

يتبع ...

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:50 ص]ـ

السؤال:

تقول:بأنها فتاة تبلغ من العمر السادسة والعشرين لم تتزوج بعد تقول: لأنني أنتظر مجيء شاب ملتزم ولو يكبرني بالعمر قليلاً، إلا أنه لم يأتِ لخطبتي إلا شاب مفرط أو رجل ملتزم، ولكنه كبير في السن وفارق كبير، فأرشدوني ماذا أفعل فضيلة الشيخ محمد؟ هل أتزوج شابا مفرطا لعل الله يهديه أم أتزوج رجلا ملتزما ولو كان كبير في السن؟

أفيدوني بالأصح مع الدعاء لي بأن يرزقني الله زوجا صالحا يحب الله ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الجواب:

((الذي أرى أنه إذا كان الخُطّاب عليها كثيرين -وهو خلاف ما ذكر في السؤال- فلتصبر وعمرها الآن لم يفت كثيراً.

وأما إذا كان الخطاب عليها قليلين كما هو سؤالها، فأرى أن تتزوج الرجل الكبير صاحب الدين لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه).

فجعل المدار على الدين والخلق.

وأما الشاب الذي ليس على الوجه المرضي في دينه، فلا أرى أن تتزوج به ما دام قد خطبها من هو كفءٌ في خلقه ودينه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير