تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 12 - 08, 12:01 م]ـ

شكر الله لك ...

الخلاف في إفادة أل لاشك أن له اعتبار، بل قد تقرر عند بعض مشايخنا الأصولين الذين قرأت العلم عليهم إفادتها الاستغراق والعموم إذا دخلت على أسماء الأجناس ... وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم كما تفضلتم بالنقل عن الشيخ العلامة ابن سعدي، وهو موضع إشكال عندي قديم سبق وأن علقت شيئاً يتضمنه ذكرت فيه ما بدا .. وإلى اليوم لا أجزم به، بل غايته أن يكون أولى .. وإنما أكتب وفقاً لما يظهر لي.

ومعذرة أخي الكريم إن ندت مني عبارة .. فقد غدت جل مشاركاتي مشاركات عجلة والمستعجل قد يغفل شيئاً من الأدب أو يستعمل عبارات تتضمن ما لا يريد ويغفر ذلك مابين الإخوان ... والله يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.

ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[21 - 12 - 08, 01:06 م]ـ

والخلاصة هل العبارة صحيحة أم خطأ؟ وجزاكم الله حيرا

ـ[أم ديالى]ــــــــ[26 - 04 - 10, 04:47 ص]ـ

الافتقار إلى الله


كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالطغيان لغة: مجاوزة الحد.

واصطلاحًا: مجاوزة الحد في العصيان.

وللطغيان أسباب كثيرة، منها: المال, والعشيرة, والأنصار, والقدرة, كما أن هناك طغيانًا في العلم إذا انضاف إلى كل ذلك حب الدنيا, وإيثارها على الآخرة.

وقد جمع قول "وهب بن منبه" بين طغيان المال, وطغيان العلم: "إن للعلم طغيانًا كطغيان المال".

يقول "ابن الأثير": "أي أن العلم يحمل صاحبه على الترخص بما اشتبه منه إلى ما لا يحل له, ويترفع به على من دونه, ولا يعطي حقه بالعمل به كما يفعل رب المال".

وقد وصف الله -عز وجل- ذلك الإنسان الذي علم من نفسه أنه مستغنٍ عن الله بماله, وأنصاره, وعشيرته بأنه طغى. قال -تعالى-: (كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق:6 - 7) , و"كَلا" هنا بمعنى حقًا كما يقول المفسرون, أو هي كلمة ردع لمن كفر بنعمة الله عليه في طغيانه.

"والإنسان" يراد به العموم على الراجح من قولي أهل العلم, والقول الآخر عند كثير من المفسرين: أن الإنسان هنا إنسان واحد هو أبو جهل, ومع أن الآية الكريمة نزلت فيه حيث كان يطغى بكثرة ماله, ويبالغ في عداوة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد روي أنه قال -للنبي صلى الله عليه وسلم-: "أتزعم أن من استغنى طغى, فاجعل لنا جبال مكة فضة وذهبًا؛ لعلنا نأخذ منها فنطغى, فندع ديننا, ونتبع دينك, فنزل عليه جبريل -عليه السلام- فقال: إن شئت فعلنا ذلك, ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة, فكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدعاء إبقاءً عليهم".

نقول: مع أن الآية نزلت في أبي جهل إلا أن العبرة بعموم النص, لا بخصوص السبب؛ لأن الله -تعالى- كما يقول الرازي: بيَّن أنه مع أنه خلق الإنسان من علق, وأنعم عليه بالنعم التي ذكرت في أول السورة, إذا أغناه وزاد في النعمة عليه؛ فإنه يطغى, ويتجاوز الحد في المعاصي لاتباع هوى النفس, وذلك وعيد وزجر عن هذه الطريقة, والله -سبحانه- أكد على هذا الزجر بقوله: (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) (العلق:8)، فتقع المحاسبة على ما كان فيه من العمل, والمؤاخذة بحسب ذلك.

والغِنى كما يقول الشوكاني -رحمه الله-: "مطغٍ إلا من عصم الله"، وقد أفاض الشنقيطي -رحمه الله- في التأكيد على أن الغنى وحده ليس موجِبًا للطغيان إلا أن يصحبه إيثار الدنيا على الآخرة, واستدل -رحمه الله- على ذلك بأنه قد وجد الكثير من الناس يستغنى ولا يطغى, فيكون لفظ الإنسان في الآية من العام المخصوص, ولا يكون الاستغناء وحده هو سبب الطغيان, ولذا جاء في السنة ذم العائل المستكبر؛ لأنه مع فقره يرى نفسه استغنى, فالاستغناء إذن معنى في نفسه, لا بسبب غناه كما قال -عز وجل-: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات:37 - 39)، فإيثار الحياة الدنيا هو الموجب للطغيان.

وكما في قوله -عز وجل-: (الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ. كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (الهمزة:2 - 4) , ومفهومه أنه من لم يؤثر الحياة الدنيا, ولم يحسب أن ماله أخلده لن يطغيه ماله ولا غناه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير