تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:36 م]ـ

قال ابن عثيمين رحمه الله:

*وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)).

_قد يقول قائل: كيف نجمع بينه وبين قوله تعالى ((وإن منكم إلا واردها)

فالجمع من وجهين:

الأول: أن يقال: إن المفسرين اختلفوا في المراد بالورود, فقال بعضهم: هو المرور على الصراط, لأن هذا نوع ورود بل شك, كما في قوله تعالى ((ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون)) ومعلوم أنه لم ينزل وسط الماء

بل كان حوله وقريباً منه, وبناءً على هذا, لا إشكال ولا تعارض أصلاً.

الوجه الثاني: أن من المفسرين من يقول: المراد بالورود: الدخول, وأنه مامن إنسان إلا ويدخل النار, وبناءً على هذا القول, فيحمل قوله: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)):لا يدخلها دخول عذاب وإهانة, وإنما يدخلها تنفيذاً للقسم: ((وإن منكم إلا واردها)) ,أو يقال: إن هذا من باب العام المخصوص بأهل بيعة الرضوان.

(المصدر: شرح العقيدة الواسطية: ص:600).

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[01 - 03 - 09, 09:21 م]ـ

قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في "تفسير سورة الفاتحة:":

" من فوائد الآية"يقصد قوله تعالى- ملك يوم الدين -": إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك.

فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟

فالجواب: بلى؛

لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16]؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم ..

انظر تفسير القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى " تفسير سورة الفاتحة"

.

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[01 - 03 - 09, 09:37 م]ـ

قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في "تفسير سورة الفاتحة:":

ومنها " أي من فوائد الآية ": إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإياك نستعين}، حيث قدم المفعول ..

فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟ ...

فالجواب:

أن الاستعانة نوعان:

أ-استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ.

ب-واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2]

... ~~~~~ ...

فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟

فالجواب:

لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك ..

... ~~~~~ ...

فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقُ فيما تجوز استعانته به؟

فالجواب:

الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك ..

انظر تفسير القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى " تفسير سورة الفاتحة"

.

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 12:19 ص]ـ

ماشاءالله .. بارك الله فيك شيخنا علي زدنا زادك الله علماً وعملاً ..

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 12:48 ص]ـ

قال ابن عثيمين رحمه الله: (عن سؤال الميت وعذابه ونعيمه).

فإن قال قائل: لو أن هذا الرجل تمزّق أوصالاً, وأكلته السباع, وذرّته الرياح, فكيف يكون عذابه, وكيف يكون سؤاله؟

فالجواب: أن الله عز وجل على كل شئ قدير, وهذا أمر غيبي, فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه الأشياء في عالم الغيب, وإن كنا نشاهدها متمزّقة متباعدة, لكن في عالم الغيب ربما يجمعها الله, فانظر إلى الملائكة تنزل لقبض روح الإنسان في المكان نفسه, كما قال تعالى: ((ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون)) ومع ذلك لا نُبصرهم, وملك الموت يكلم الروح ونحن لا نسمع, وجبريل يتمثّل أحياناً للرسول عليه الصلاة والسلام ويكلمه بالوحي في نفس المكان, والناس لا ينظرون ولا يسمعون.

فعالم الغيب لا يُمكن أبداً أن يقاس بعالم الشهادة, وهذه من حكمة الله عز وجل, فنفسك التي في جوفك ماتدري كيف تتعلق ببدنك, كيف هي موزعة على البدن؟ وكيف تخرج منك عند النوم؟ هل تحس بها عند استيقاظك بأنها ترجع؟ ومن أين تدخل لجسمك؟!

فعالم الغيب ليس فيه إلا التسليم, ولا يُمكن فيه القياس إطلاقاً, فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه المتفرِّقات من البدن المتمزق الذي ذرّته الرياح, ثم يحصل عليه المساءلة والعذاب أو النعيم, لأن الله سبحانه على كل شئ قدير.

(المصدر: شرح العقيدة الواسطية: ص:487).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير