أهل الذمة هم: الذين بَقُوا في بلادنا، وأعطيناهم العهد والميثاق على حمايتهم ونصرتهم، بشرط أن يبذلوا الجزية.
وقد كان هذا موجودًا، حين كان الإسلام عزيزًا، أما اليوم فإنه غير موجود، إلا أن يشاء الله وجوده في المستقبل.
فإذا طلب أهل الذمة، أن يستسقوا بأنفسهم منفردين عن المسلمين بالمكان لا باليوم، فإنه لا بأس به، مثل أن يقولوا: نحن نخرج شمال البلد، وأنتم إلى جنوب البلد فإننا نمنحهم ذلك، وإن كانت صلاتهم باطلة ودعاؤهم باطلاً.
ولكن إذا دعا المضطر ربه عز وجل فإنه يجيب دعاءه، ولو كان مشركًا، ولو علم الله أنه سيشرك بعد النجاة كما قال الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. فينجيهم الله عز وجل؛ لأنه يجيب دعوة المضطر؛ ولو كان كافرًا.
فلا نمنعهم أن ينفردوا عنَّا بمكان، لا أن ينفردوا بيوم.
فلو قالوا: نريد أن ننفرد بيوم الأحد، ونحن بيوم الاثنين، أو بالعكس، فإننا لا نوافقهم؛ لأنه ربما ينزل المطر في اليوم الذي استسقوا فيه، فيكون في ذلك فتنة، ويقال: هم على حق.
ومثل ذلك أهل البدع؛ لو أن أهل البدع طلبوا منَّا أن ينفردوا بمكان أُذِن لهم، فإن طلبوا أن ينفردوا بزمان منعناهم؛ لأنه إذا منعنا أهل الذمة مع ظهور كفرهم، فمنعنا لأهل البدع من باب أولى.
فلو جاءنا قوم من الصوفية أو الرافضة، وقالوا: نحن نريد أن نستسقي في يوم الاثنين، وأنتم يوم الأحد نقول: لا؛ لأنه لو صادف نزول المطر يوم استسقائهم، حصل بذلك مفسدة كبيرة.
فإن قال قائل:
هل هذا أمر ممكن، أو أمر فرضي، أن ينزل المطر في يوم يستسقي فيه أهل الذمة، أو أهل البدع؟
فالجواب: أنه أمر قد يقع.
فإن قال قائل:
كيف يقع، وفيه فتنة وإغراء بهذا المذهب الباطل، أو هذا الدين الباطل؟
فالجواب: أن ذلك من الفتن التي يفتن الله بها عباده، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن، فقد يفتن الله العباد بشيء يكون سببًا في ضلالهم من حيث لا يشعرون.
فإن طلب أهل الذمة أن يخرجوا معنا، بلا انفراد بالمكان ولا بالزمان فإننا لا نمكنهم؛ لقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَآصَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
فإن قيل:
كيف نأذن لأهل الذمة بالخروج للاستسقاء، وقد كان اليهود على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يكونوا يخرجون للاستسقاء؟
فالجواب: الظاهر أنهم لم يطلبوا الخروج للاستسقاء. اهـ.
الشرح الممتع على زاد المستقنع 5/ 213 - 216.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[06 - 01 - 10, 02:05 م]ـ
بارك الله فيك أخوي الفاضل الحبيب عبدالقادر مطهر ..
يسّر الله لك العلم النافع و العمل الصالح ...
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:23 م]ـ
بارك الله فيك أخوي الفاضل الحبيب عبدالقادر مطهر ..
يسّر الله لك العلم النافع و العمل الصالح ...
وفيك بارك أخي الكريم.
وجزاك الله خيرًا، وأجزل لك المثوبة،
على موضوعاتك النافعة والمتميزة دائمًا،
والتي نستفيد منها جميعًا.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 01 - 10, 01:32 م]ـ
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
_ إذا قال قائل: ما وجه إدخال باب السحر في كتاب التوحيد؟
نقول: مناسبة الباب لكتاب التوحيد: لأن من أقسام السحر ما لا يتأتّى غالباً إلا بالشرك , فالشياطين لا تخدم الإنسان غالباً إلا لمصلحة , و معلوم أن مصلحة الشيطان أن يغوي بني آدم فيدخلهم في الشرك و المعاصي.
[المرجع: القول المفيد على كتاب التوحيد: م1 , ص491].
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:53 م]ـ
اقرأ حالياً كتاب شرح الشيخ للأربعين النووية، فوجدته غزيراً جدّاً بفكرة هذا الموضوع ولعلّي اتمكن من طرح ما قرأته هنا كي يستفيد الأخوة إن شاء الله.
حاليا وصلت حتى الصفحة 213 والكتاب قرابة 400 صفحة وأنصح الأخوة بقراءته فهو مليءٌ بالنكت والفرائد.
ـ[سعد الحضيري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وإنه مشروع عظيم فاحرص على إتمامه بكل جهدك مستعينا بالله، ولا تتوانى في طبعه إذا اكتمل ووفقت لكل خير، ويا حبذا قصره على المسائل فقط ووجوه الفرق بينها
ـ[ساعي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 10:07 م]ـ
8
8
8
بارك الله فيكم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 02 - 10, 10:19 م]ـ
الإخوة الكرام:
أبو عبدالرحيم ..
سعد الحضيري ..
ساعي ..
أشكركم على المرور و بارك الله فيكم ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 02 - 10, 10:20 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن أهل الفترة و ماذا يُفعل بهم:
[ .. يكلّفهم الله تعالى بما شاء من التكليف , فإن أطاعوا فهم من أهل الجنة و إلا فهم من أهل النار .. ]
فإن قال قائل: هذا منقوض بكون التكليف منقطعاً بالموت و أن الدار الآخرة ليس فيها تكليف؟
فالجواب أن نقول: من قال: إن الآخرة ليس فيها تكليف؟! أليس الله تعالى قد قال: ((يوم يكشف عن ساق و يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون)) , فهُنا كُلّفوا بالسجود و لكنهم لم يستطيعوا ((وقد كانوا يُدعون إلى السجود و هم سالمون)).
المرجع: [منظومة أصول الفقه و قواعده , النظم و الشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ص 75 دار ابن الجوزي].
¥