إذا عطس المأموم والإمام يخطب،فإنه يحمد في نفسه سراً،عند الحنفية والمالكية والحنابلة. وإذا سمعه الخطيب فإنه يشمته؛ لِأَنَّهُ لَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ الْكَلَامُ قَطْعًا بِأَنْ يَقُولَ يَرْحَمُك اللَّهُ، أَوْ رَحِمَك اللَّهُ.
راجع: اللباب في شرح الكتاب (1/ 55)، فتح القدير (3/ 240)،المدونة (1/ 379)، الشرح الممتع على زاد المستقنع (5/ 109) الإنصاف (4/ 102)،حاشية البجيرمي على المنهج (4/ 101)
وإذا عطس الإمام وحمد الله جهراً فهل يجب على من سمعه أن يشمِّته؟
الجواب: على القول بأنه يجب أن يشمِّته كل من سمعه كما قال ابن القيم، فالظاهر أنه إن سكت الإمام من أجل العطاس فلا بأس أن يشمَّت، وإن لم يسكت فلا؛ لأن الخطبة قائمة.
والذي أراه في هذه المسألة – والقائل هو العثيمين -أنه ينبغي للإمام أن يحمد سراً حتى لا يوقع الناس في الحرج، فإن حمد جهراً فإن استمر في الخطبة فلا يشمت؛ لأجل ألا يشغل عن استماع الخطبة، وإلا فلا بأس].الشرح الممتع على زاد المستقنع (5/ 109)،الإنصاف (4 / ص 102)
هل يشمت المأموم غيره إذا عطس؟
القول الأول:ذهبت الحنفية والمالكية إلى أنه لا يشمت العاطس أثناء الخطبة،وهو قول ابن عمر و الأوزاعي وسعيد بن المسيب وقتادة، والصحيح المنصوص عليه عند الشافعية تحريمه.
القول الثاني:وهو مذهب الحنابلة وفيه روايتين عن أحمد،الأولى:يجوز تشميت العاطس أثناء الخطبة،وهو قول الحسن البصري، والنخعي، والشعبي، والحكم، وحماد، وسفيان الثوري، وأحمد، وإسحاق، وكان قتادة يقول: يرد السلام ويسمعه. وروي ذلك عن القاسم بن محمد،وهو مذهب الظاهرية. والثانية:التفصيل، إن كان لا يسمع شمت العاطس، وإن كان يسمع فليس له ذلك نص عليه أحمد في رواية أبي داود، وروي نحو ذلك عن عطاء.
راجع: البحر الرائق شرح كنز الدقائق (5/ 163)،مختصر اختلاف العلماء للطحاوي (1/ 136)،المدونة (1/ 379)،المجموع (4/ 524)،روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 157)،المغني (2/ 165)،الشرح الكبير لابن قدامة (2/ 219)،المحلى (3/ 160)،الأوسط لابن المنذر (5/ 443)
الآداب:
الله يحب العطاس،وعلى العبد تحصيل ما يحبه الله.
قال النووي: لأن العطاس يدل على النشاط للعبادة وخفة البدن.شرح النووي على مسلم (18/ 122) تحفة الأحوذي (8/ 17)
قال ابن الجوزي: إن قال قائل ليس العطاس داخلا تحت الكسب ولا التثاؤب فما حيلة العبد في تحصيل المحبوب ونفي المكروه فالجواب أن العطاس إنما يكون مع انفتاح المسام وخفة البدن وتيسير الحركات وسبب هذه الأشياء تخفيف الغذاء والتقلل من المطعم فأما التثاؤب فإنه يكون مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه للنوم فحمد العطاس لأنه يعين على الطاعة وذم التثاؤب لأنه يثبط عن الخير وإنما يضحك الشيطان من قول المتثائب ((ها)).كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/ 1011)
ألفاظ وصيغ الحمد والتشميت
*واتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله.
فإن قال الحمد لله رب العالمين،جاز ذلك عند الحنفية (رد المحتار (27/ 59)،والشافعية وقال النووي: هو أحسن. المجموع (4/ 627)
وإن قال الحمد لله على كل حال،جاز ذلك عند الحنفية (رد المحتار (27/ 59)،وابن عبدالبر من المالكية في التمهيد (17/ 334)،والشافعية وقال النووي:كان أفضل.المجموع (4/ 628)
وذهب ابن جرير والحافظ ابن حجر إلى التخيير بين الصيغتين مادام أنهما من المأثور.فتح الباري (10/ 601)،شرح النووي على مسلم - (ج 18 / ص 120)
*ويستحب لكل من سمعه ان يقول له يرحمك الله أو رحمك الله أو رحمك ربك أو يرحمكم الله وأفضله رحمك الله،عند الشافعية (المجموع (4/ 627)، وعند الحنفية والمالكية يقول: يَرْحَمُك اللَّهُ. (رد المحتار (27/ 59)،الفواكه الدواني (8/ 421)
* ويستحب للعاطس أن يقول له بعد ذلك يهديكم الله ويصلح بالكم،وهذا مذهب الشافعية (المجموع (4/ 627)،وهو اختيار الطحاوي من الحنفية (الاستذكار (8/ 482).
أو يقول: يغفر الله لنا ولكم.
أو يخير بين هذين،وهذا قول الحنفية،ومالك،والشافعى. (رد المحتار (27/ 59)، الاستذكار (8/ 482)
والأخير هو اختيار النووي قال: وهذا هو الصواب وقد صحت الاحاديث بهما.شرح مسلم (18/ 120)
¥