النحنحة: تَرَدَّدَ صَوْتُه في جَوْفِه كنَحْنَحَ وتَنَحْنَحَ. قال الأَزهريّ عن الليث: النَّحْنَحَةُ: التَّنَحْنُحُ وهو أَسهلُ من السُّعَال .... النَّحْنَحَة: صَوتُ الجَرْع من الحَلْق يقال منه: تَنَحْنَحَ الرَّجلُ عن كُراع. وقال بعض اللُّغويين: النَّحْنَحَةُ: أَن يكرِّرَ قَولَ: نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً كما أَن المَقْرُور إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُستدْفِئاً فقال: كَهْ كَهْ اشتُقَّ منه المصدر ثمّ الفِعْل فقيل كَهْكَهَ كَهْكَهَةً فاشتقُّوا من الصَّوْت.
لسان العرب (2/ 612)،تاج العروس (1/ 1768)،فقه اللغة (1/ 46)،المحكم والمحيط الأعظم (1/ 394)
الأحاديث والآثار الواردة في ذلك:
- عن زيد بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه و سلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فقال (ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة).رواه البخاري برقم6860،ورواه النسائي برقم 1599 قال الشيخ الألباني: صحيح
- وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع. رواه الترمذي برقم 370، وقال أبو عيسى:حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد كره قوم من أهل العلم التثاؤب في الصلاة، قال إبراهيم إني لأرد التثاؤب بالتنحنح.وقال الشيخ الألباني: صحيح
- عن عبد الله بن نجي عن أبيه قال قال لي علي: كانت لي منزلة من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم تكن لأحد من الخلائق فكنت آتيه كل سحر فأقول السلام عليك يا نبي الله فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي وإلا دخلت عليه. رواه النسائي برقم 1213،
قالنووي:رواه النسائي وابن ماجه والبيهقي وهو حديث ضعيف لضعف راويه واضطراب اسناده ومتنه ضعفه البيهقى وغيره وضعفه ظاهر والله أعلم. المجموع - (4/ 80)،و قال الألباني: ... لكن نجي الحضرمي مجهول وقد أسقطه بعض الرواة كما في الإسناد الآتي وحينئذ تبدو علة أخرى وهي الانقطاع بين عبد الله بن نجي وعلي رضي الله عنه فقد قيل إنه لم يسمع منه.صحيح ابن خزيمة (2/ 54) برقم 902
- عن أبى أيوب مرفوعاً: الاستئناس يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة ويتنحنح يُؤْذِنُ أهلَ البيت.أخرجه ابن ماجه (2/ 1221، رقم 3707)، قال البوصيرى (4/ 110): هذا إسناد ضعيف. والطبرانى (4/ 178، رقم 4065). وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (5/ 242، رقم 25674).
الأحكام
النحنحة بعد البول:
القول الأول: يتنحنح بعد البول مطلقاً،وهو قول الحنفية والشافعية:
الحنفية:
يَجِبُ الِاسْتِبْرَاءُ بِمَشْيٍ أَوْ تَنَحْنُحٍ أَوْ نَوْمٍ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، وَيَخْتَلِفُ بِطِبَاعِ النَّاسِ.رد المحتار (3/ 62)
الشافعية:
قال النووي: ومنهم من يحتاج إلى تنحنح ومنهم من يحتاج إلى مشى خطوات ومنهم من يحتاج إلى صبر لحظة ومنهم من لا يحتاج إلى شئ من هذا وينبغي لكل أحد ان لا ينتهي إلى حد الوسوسة قال اصحابنا وهذا الادب وهو النتر والتنحنح ونحوهما مستحب فلو تركه فلم ينتر ولم يعصر الذكر واستنجى عقيب انقطاع البول ثم توضأ فاستئجاءه صحيح ووضوءه كامل لان الاصل عدم خروج شئ آخر .. المجموع (2/ 91)
القول الثاني: لا يتنحنح إلا إذا كانت عادته في البول أنه لاينقطع الإ به.
وهو قول المالكية:
واما الْبَوْلُ فَلَا بُدَّ من مَسْكِ ذَكَرِهِ من أَصْلِهِ .... وَلَا يُكَلَّفُ إلَى قِيَامٍ أو تَنَحْنُحٍ إلَّا إذَا كانت عَادَتُهُ أَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ حَدَثُهُ إلَّا بِقِيَامِهِ أو تَنَحْنُحِهِ وَإِلَّا لَزِمَهُ. الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد (1/ 133)
القول الثالث:لا يتنحنح مطلقاً،بل هو بدعة.
وهو قول الحنابلة:
¥