( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn24).
إلى غير ذلك من الأدلة التي هي مستند أهل السنة في إجماعهم على أن الإيمان يزيد وينقص.
والمقصود أن السلف من الصحابة والتابعين والأئمة، متفقون على القول بالزيادة والنقصان.
قال أحمد رحمه الله: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn25).
المبحث السادس: الاستثناء في الإيمان:
وقال شيخ الإسلام مبيناً أوجه الاستثناء: (فإن كثيراً من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم استثنوا في الإيمان.
وآخرون أنكروا الاستثناء فيه، وقالوا: هذا شك.
والذين استثنوا فيه منهم من أوجبه، ومنهم من لم يوجبه، بل جوّز تركه باعتبار حالتين، وهذا أصح الأقوال، وهذان القولان في مذهب أحمد وغيره. فمن استثنى لعدم علمه بأنه غير قائم بالواجبات كما أمر الله ورسوله، فقد أحسن. وكذلك من استثنى لعدم علمه بالعاقبة. وكذلك من استثنى تعليقاً للأمر بمشيئة الله تعالى، لا شكا.
ومن جزم بما هو في نفسه في هذه الحال، كمن يعلم من نفسه أنه شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فجزم بما هو متيقن حصوله في نفسه فهو محسن في ذلك) [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn26) .
ويتضح مما سبق أن الاستثناء عند السلف راجع إلى أحد خمسة أمور:
الأول: أن الإيمان المطلق يتضمن فعل المأمورات وترك المحرمات جميعها، وليس أحد يدعي أنه أتى بذلك، فجاز أن يستثني على هذا الاعتبار (وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون) [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn27).
الثاني: النظر إلى قبول الأعمال، فإن الإنسان يعمل ولا يدري أيتقبل منه أم لا، لخوفه أن لا يكون أتى بالعمل على الوجه المأمور [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn28) .
الثالث: ترك تزكية النفس، وأي تزكية أعظم من التزكية بالإيمان [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn29) .
الرابع: أن الاستثناء يكون في الأمور المتيقنة التي لا يشك فيها، كما في آية الفتح، وفي قصة صاحب القبر [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn30) .
الخامس: الاستثناء لعدم العلم بالعاقبة، وخوف تغيّر الحال، في مستقبل العمر.
والحاصل أن أهل السنة على جواز الاستثناء لهذه الاعتبارات، وجواز تركه إذا كان المقصود أصل الإيمان، لا الإيمان المطلق الكامل، وأما على الشك، فيمنع منه اتفاقا. وينبغي لمن لم يستثن أن يقرن كلامه بما يبين أنه لا يريد الإيمان المطلق الكامل، كأن يقول: آمنت بالله وملائكته ورسله، ونحو ذلك.
كراهة السلف سؤال الرجل أخاه: أمؤمن أنت؟
وقد كره السلف سؤال الرجل أخاه: أمؤمن أنت؟ بل عدوا هذا من البدع التي أحدثها المرجئة.
والمرجئة أوردت هذا السؤال احتجاجاً منها على أن الإيمان قول وتصديق بلا عمل.
ووجه ذلك أن المجيب إذا قال: أنا مؤمن، قيل له: فهل جئت بالعمل؟ وكيف ساغ لك الجزم بالإيمان وأنت لا تجزم بالعمل؟ فهذا تسليم منك بأن الإيمان قول بلا عمل!
فلما علم السلف مقصودهم، كرهوا السؤال، وكرهوا جوابه [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn31) .
المبحث السابع: الفرق بين الإيمان والإسلام:
اشتهر الخلاف بين أهل السنة في الإيمان والإسلام، هل هما مترادفان أو متغايران؟ وأكثرهم على إثبات التغاير، وأن الإيمان درجة أعلى من الإسلام، وبينهما تلازم، فلا إسلام لمن لا إيمان له، ولا إيمان لمن لا إسلام له.
والقائلون بالتغاير اختلفوا في حقيقة الفرق بينهما، فمنهم من قال: الإسلام الكلمة والإيمان العمل، ومنهم من قال: الإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان: الاعتقادات الباطنة، والمحققون منهم على أن ذلك يختلف باختلاف حالتي الإفراد والاقتران.
أما المرجئة فيرون أن الإسلام أفضل من الإيمان؛ إذ الإيمان عندهم خصلة من خصال الإسلام.
¥