تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد لخص شيخ الإسلام رحمه الله أقوال الناس في المسألة، فقال: (ولهذا صار الناس في الإيمان والإسلام على ثلاثة أقوال: فالمرجئة يقولون: الإسلام أفضل، فإنه يدخل فيه الإيمان. وآخرون يقولون: الإيمان والإسلام سواء، وهم المعتزلة والخوارج، وطائفة من أهل الحديث والسنة، وحكاه محمد بن نصر عن جمهورهم وليس كذلك.

والقول الثالث: أن الإيمان أكمل وأفضل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة في غير موضع، وهو المأثور عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان. ثم هؤلاء منهم من يقول: الإسلام مجرد القول والأعمال ليست من الإسلام. والصحيح أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة كلها) [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn32).

القائلون بالفرق بين الإسلام والإيمان:

فجمهور أهل العلم بل عامة أهل السنة على ذلك، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (والذي اختاره الخطابي هو قول من فرق بينهما كأبي جعفر، وحماد بن زيد، وعبدالرحمن بن مهدي، وهو قول أحمد بن حنبل وغيره، ولا علمت أحداً من المتقدمين خالف هؤلاء فجعل نفس الإسلام نفس الإيمان، ولهذا كان عامة أهل السنة على هذا الذي قاله هؤلاء كما ذكره الخطابي.

وكذلك ذكر أبو القاسم التيمي الأصبهاني وابنه محمد شارح مسلم وغيرهما أن المختار عند أهل السنة أنه لا يطلق على السارق والزاني اسم مؤمن كما دل عليه النص) [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn33) .

ومن أدلة الجمهور على التفريق بين الإيمان والإسلام:

1 - قوله تعالى: ژڑ ک کک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ?? ? ں ں ? ? ? ? ? ?ہ ہ ہ ہ ھ ھژ [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn34).

والجمهور على أن هؤلاء الأعراب ليسوا منافقين، بل معهم إسلام وإيمان يثابون عليه، ولكن حقائق الإيمان لم تدخل قلوبهم، فنفي عنهم الإيمان كما نفي عن الزاني والسارق، ومن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومن لا يأمن جاره بوائقه، وغير ذلك [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn35).

وقال ابن كثير رحمه الله: (وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان، فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه).

وقال: (فدل هذا على أن هؤلاء الأعراب المذكورين في هذه الآية ليسوا بمنافقين، وإنما هم مسلمون لم يستحكم الإيمان في قلوبهم، فادعوا لأنفسهم مقاماً أعلى مما وصلوا إليه فأُدّبوا في ذلك، وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما وإبراهيم النخعي وقتادة واختاره ابن جرير. وإنما قلنا هذا لأن البخاري رحمه الله ذهب إلى أن هؤلاء كانوا منافقين يظهرون الإيمان، وليسوا كذلك) [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn36).

2- قوله تعالى: ژ ? ? ? ? ہ ہ ہ ژ [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn37)، ففرق بين الإسلام والإيمان.

3 - وحديث جبريل المشهور، وفيه: ((فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله &&& الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله &&& وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ... )) الحديث [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn38) .

ففرق النبي &&& بين مسمى الإسلام ومسمى الإيمان ومسمى الإحسان، فجعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة، وجعل الإيمان ما في القلب [39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn39) .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير