ولهذا يستدل بانتفاء اللازم الظاهر على انتفاء الملزوم الباطن، كما في الحديث الصحيح عن النبي r أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب)) [69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn69) .
قال تعالى: ژ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ?ژ [70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn70).
المبحث الثاني: المرجئة وإنكارهم للتلازم.
المرجئة الذين أخرجوا العمل من الإيمان، لا ينازع كثير منهم في أن العمل ثمرة للإيمان الباطن، ولكنهم ينازعون في كونه لازماً له، ومن سلم منهم بالتلازم كان النزاع معه لفظياً [71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn71).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وقول القائل: الطاعات ثمرات التصديق الباطن، يراد به شيئان:
يراد به أنها لوازم له، فمتى وجد الإيمان الباطن وجدت، وهذا مذهب السلف وأهل السنة.
ويراد به أن الإيمان الباطن قد يكون سببا، وقد يكون الإيمان الباطن تاماً كاملاً وهى لم توجد، وهذا قول المرجئة من الجهمية وغيرهم) [72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn72).
وقال رحمه الله: (الثالث [أي من أغلاط المرجئة] ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاماً بدون شيء من الأعمال، ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه، بمنزلة السبب مع المسبب، ولا يجعلونها لازمة له. والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة. ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر) [73] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn73) .
وقال رحمه الله: (وأما إذا قرن الإيمان بالإسلام، فإن الإيمان في القلب والإسلام ظاهر.
ومتى حصل له هذا الإيمان وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج؛ لأن إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الاستسلام لله والانقياد له، وإلا فمن الممتنع أن يكون قد حصل له الإقرار والحب والانقياد باطناً، ولا يحصل ذلك في الظاهر مع القدرة عليه، كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد) [74] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn74).
فهذا حال المرجئة قديماً، ينفون التلازم، ويتصورون وجود إيمان القلب التام، بل الكامل مع انتفاء العمل الظاهر.
وأما من قال بالإرجاء من المعاصرين أو دخلت عليه شبهته، فقد اضطربوا في هذه المسألة، فمنهم من يثبت التلازم بين الظاهر والباطن لفظاً، وينفيه حقيقة، فيحكم بإسلام تارك العمل الظاهر كله، ويتصور وجود الإيمان المنجي في القلب مع انتفاء العمل.
ومنهم من يزعم أن لتلازم إنما يقع مع الإيمان الكامل فحسب، فإذا كمل الإيمان في القلب استلزم العمل الظاهر، أما أصل الإيمان فيمكن أن يوجد في القلب (قولاً وعملاً) دون أن يظهر مقتضاه على أعمال الجوارح.
المبحث الثالث: أدلة التلازم بين الظاهر والباطن.
وقد دل على هذا التلازم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والأثر، منها:
1 - قوله تعالى: ژ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہژ [75] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn75).
فالإيمان في الباطن يستلزم عداوة الكافرين وترك موالاتهم في الظاهر.
2 - قوله تعالى: ژگ گ گ گ ? ? ? ?ژ [76] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn76).
فلما اختلفت نياتهم الباطنة، تباينت أعمالهم الظاهرة.
فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة.
وجملة القول: أن التلازم بين الظاهر والباطن فرقان بين أهل السنة والمرجئة في باب الإيمان، وأن من عرف هذا التلازم (زالت عنه شبهات كثيرة في مثل هذه المواضع التي كثر اختلاف الناس فيها) [77] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn77) .
المبحث الرابع: كفر الإعراض
أن ترك العمل الظاهر بالكلية يعتبر صورة من صور كفر الإعراض، وهو دال على انتفاء عمل القلب من الانقياد والمحبة.
¥