تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

للإسلام بل هو خاتمة الأديان.

فكل مدعي للنبوة يجب التحقق من حاله فنجد كذبه يتبين إما من حاله وسيرته وبتبين كذبه بما يزعم أنه دليل نبوته فيكون ما يدعيه هو أمر مما يستطيعه الناس فالناس يقدروا على تعلم السحر والخدع بل ويميزوها عن الحقيقة فلا يلتبس عليهم الأمر ثم إن الشرع اكتمل فلا يحتاج الى نبي مع وجود رسالة متبعة باقية خالدة ,فلا يلتبس الأمر بعد ذلك إلا على الجهال الذين لا يريدون أن يتبعوى شيئا سوى الهوى , وقد كفانا الله البحث عن نبي بختم النبوة وكمال الشريعة وحفظها

ختم النبوة وشبهة القادينيية والبهائية ومن زعم استمرار الوحي والرد عليهم:

إنها حقيقية بديهية يعرفها عامة المسلمين فضلا عن علمائهم، وبالرغم من ذلك فإنه يخرج لنا في كل عصر من العصور من يدّعي أن سلسلة النبوة لم تنته ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنها مستمرّة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، بل نرى بين الحين والآخر من يجعل من نفسه نبياً، ويدّعي اتصاله بالوحي، لغرضٍ في نفسه وهدىً في قلبه، علّه أن يحضى باجتماع الناس حوله، ولو أدّاه ذلك إلى إخراج معاني النصوص الشرعيّة عن سياقها، وتحميلها ما لا تحتمله من المعاني، لتوافق دعواه، وتؤيّد هواه.

وهذه الدعوات على الرغم من سطحيّتها وتفاهتها، إلا أنها تلقى رواجاً واسعاً في أوساط الجهلة والبسطاء، أو تلك البعيدة عن مهبط الوحي ونور العلم في أصقاع الأرض، فكان لابد من استعراض الشبهات التي ينطلقون منها ويستندون إليها.

ادعاء استمرار النبوّة- يرتكز من يدّعي أن باب النبوّة لم يقفل بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – على قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} (الأحزاب/40) وذلك بإخراج الآية عن مفهومها، بل وتحوير معناها لتكون دليلاً لهم لا عليهم.

وأغرب هذه التأويلات وأكثرها تعسّفاً، هو قول البهائيّة في تفسير الآية، حيث قلبوا بين معنى النبوّة والرسالة فجعلوا النبوّة أشمل من الرسالة، فالنبي – عندهم - هو صاحب الشريعة، والرسول لا يأتي بشريعة جديدة ولكنه يرسل بشريعة من قبله.

و أضافوا إلى هذا الخلط رأياً عجيباً، وهو أن (الختم) المقصود بالآية أمرٌ نسبي، وذلك بتخصيص معنى (الختم) لكل مرحلة زمنيّة , فجعلوا من موسى عليه السلام خاتم رسالة اليهود، وعيسى عليه السلام خاتم رسالة النصرانية، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم رسالة الإسلام.

ويشهد لفساد هذا كله الواقع واعتقاد أهل الأديان السماوية، فاليهود لم يزعموا أنه لا نبي بعد موسى عليه السلام، فمع تكذيبهم لنبوة عيسى ومحمد صلوات الله عليهم إلا أنهم يؤمنون بـ (الميسا) وينتظروه ليتبعوه، ولذلك قالوا لنبينا صلى الله عليه وسلم كما في الآية الكريمة: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار} (آل عمران:183)، إذاً فاليهود لم يدعوا ذلك - كما قال البهائيون -، والأمر معروف لمن أراد التحقق منه من اليهود أنفسهم وكتبهم.

أما النصارى فإنهم يعتبرون بولس مؤسس المسيحية الحالية بعد حرفها عن التوحيد، والنصارى يؤمنون به كرسول، وتعاليمه عندهم مقدسة، أضف إلى ذلك البشارات التي جاءت في كتبهم والمتعلّقة ببعثة محمد – صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدلّ على عدم إيمانهم بختم النبوّة.

أما أهل الإسلام فأطبقوا على أنه لن يبعث نبي جديد بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، مع إيمانهم بأنّه قد أُرسل للناس كفاة , إذاً فرسالته هي للعموم الناس لا لأمة بعينها دون غيرها.

ثم كيف يستقيم القول بأن النبي هو صاحب الشريعة والله سبحانه وتعالى يقول: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا} (المائدة: 144)، وهذا يبطل القول من أساسه.

ومن التأويلات الباطلة لمعنى (ختم النبوّة) ما زعمته القياديانية أو الأحمديّة ومن حذا حذوهم، أن محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبوة , تشبيهاً له بالخاتم الذي يلبس بالأصبع، فهو عليه الصلاة والسلام في الأنبياء الأجمل والأكمل , فلا يعني الوصف بـ (خاتم النبوّة) كونه آخرهم.

والجواب على ذلك من عدّة أوجه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير