تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عض أهل العلم أو بعض طلاب العلم ما يفرق بين القياس وبين القواعد، تجد أنه في باب العبادات يرى أنه ألحق شيئاً بشيء فقال هذا قياس والقياس في العبادات ممتنع.

هذا ليس بجيد بل الصحابة ألحقوا بعض العبادات ببعض من جهة عموم المعنى من جهة القياس قياس القواعد، وهذا مقبول عندهم باضطراد.

وأما قياس الفروع فهذا هو الذي بينهم خلاف، وما كان منه جلياً هذا اعتمده أئمة السنة كمالك والشافعي وأحمد و ما كان منه خفياً وعرضة للأخذ والرد ... )) اهـ.

ثانيا: العلامة الألباني –رحمه الله تعالى- فهم غير الذي فهمتَ هنا، فقال –مبوبا على الحديث السابق-:

((أصل قول الخطباء: أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم)).

ثالثا: قال العلامة العثيمين في "شرح بلوغ المرام كتاب البيوع" في حديث بريرة:

((" ثم قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الناس خطيبا فحمد الله .... "، وهذه الخطبة من الخطب العوارض، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب أصحابه خطبا عارضة، وخطبا راتبة دائمة، فخطبة الجمعة مثلا من الخطب الراتبة، والعيد، والاستسقاء، كل هذه من الرواتب.

العارضة دائما يخطب فيها عليه الصلاة والسلام في المناسبات، خطبة الكسوف عارضة، وقيل راتبة، واختلف العلماء هل خطبة الكسوف مسنونة مطلقا، أو أنها عارضة للتذكير ... )) اهـ.

وكلامه –رحمه الله تعالى – هنا إنما يُفهم منه ما فهمه العلامة الألباني، لا ما فهمه أخونا.

وقال –رحمه الله تعالى – في " شرح بلوغ المرام كتاب الصلاة " في حديث (أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في كل جمعة):

((الحديث هنا مطلق ما بُين أنه في الصلاة أم في الخطبة، ولكن الظاهر أنه في الخطبة، لأنها هي التي تُسمع ويؤمن عليها، فالظاهر أنها في الخطبة، ولكن يقول المؤلف: " رواه البزار بإسناد لين "، وما معنى لين؟ اللين ضد القوي، فهو في مرتبة بين الضعف والحسن، إلا أنه غالبا للضعف أقرب.

وهذا الحديث أخذ به الفقهاء –رحمهم الله- واستحبوا للإنسان أن يدعو للمسلمين في الخطبة، وقالوا: إن هذا محل إجابة دعاء، أو تُرجى فيه الإجابة، وقال بعض أهل العلم: إن الدعاء في الخطبة واجب، وأنه يجب أن يدعو في الخطبة للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، واستدلوا بأن هذا الحديث "كان يفعل" كذا يُشعر بالدوام، وما داوم عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- فإنه واجب، ولكن الصحيح أنه ليس بواجب، أولا: لأن هذا الحديث كما رأيتم ضعيف.

الشيء الثاني: أنه تقدم لنا أن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب، غاية ما هنالك أنه يدل على المشروعية إن كان عبادة، وعلى الإباحة إن كان غير عبادة، وقوله: " يستغفر للمؤمنين والمؤمنات " إذا قلنا بالاستحباب، كما قال الفقهاء – رحمهم الله تعالى – فلا ينبغي أن يداوم عليه مداومة تلحقه بالواجب، لأن العامة يظنون أنه واجب!، حتى إن بعض العامة الآن يظنون أنه يجب أن تختم الخطبة الأولى بقوله: " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم "، ولو ختمها أحد بسوى ذلك لاستنكروا، ويرون أنه يجب أن تختم الثانية بقوله تعالى: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان))، فمن أجل هذا ينبغي للخطيب ألا يلتزم بهذا الدعاء، بل أن يدعه أحيانا، بل إنه ليس بسنة بهذا الخصوص بأن يقرأ هذه الآية: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان)) أو أن يقول: ((أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم))، وإنما ينبغي أن يدعو ....... )) اهـ.

أما قولك: بأن الحديث ضعيف، فمسألة التصحيح والتضعيف مسألة اجتهادية، فإن كان المنتقد ناقدا فليدل بحجته.

والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير