أخي المكرم أبا العز: عذرا على انقطاعي لظرف قاهر في الفترة الماضية، وكنت أود الرد، لكن الله غالب.
يلزم من كلامك ان الامام لو قرأ = فاستقيموا اليه واستغفروه = فاستغفر الناس لكان ذكرا جماعيا منهيا عنه
ولو قال الامام قال رسول الله =ياأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه - - - = لانكرت عليه
ويلزم أيضا أخي الحبيب ان تنكر على الخطباء قولهم = فاذكروا الله يذكركم = ثم يهللون
أو قوله = ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلما = ثم يصلون على النبي
وغيرها من الامر بالذكر والاستغفار
أخي المكرم أبا العز: أولا: لا تلازم بين تذكير الإنسان في شيء ما، وقولك: ((لكان ذكرا جماعيا ... ))، فقد يكون ذكرا جماعيا، وقد لا يكون، فلا تلازم، وكلامي هذا بغض عن النظر عن كونها خطبة جمعة، وأما إذا كانت جمعة كما يشير إليه قولك، فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إذا قلت لأخيك أنصت والخطيب يخطب فقد لغوت)) فالاستغفار من باب أولى.
ولعلك تريد في ختامها، فإنه لو التزم ذلك لورد عليه ما مر سابقا.
ثانيا: إلزامك بقولك: (ولو قال الإمام قال رسول الله =ياأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه - - - = لانكرت عليه) أولا: قل: لخطأته لأن هذه المسألة ليست من مسائل الإنكار، بل هي من مسائل البحث والمناظرة، وسبق لي أن قلت: إنه لا يجوز فيها الإنكار.
ثانيا هذا إلزام باطل، لأنه يلزم منه أنه لو قال لهم: ((اقرأوا الفاتحة)) أنه لاشيء فيها!! ولو قال لهم: سبحوا وحمدوا أنه لاشيء فيها، ولو قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله أنه لا شيء فيه، ولو قال لهم أسمعوني الصلاة على رسول الله أو صلوا على رسول الله، فإنه بناء على كلامك فإنه لا شيء فيها لأنها كلها ذكر، وهذه كلها أوامر تحتاج إلى نص في هذا المقام، ولا نص، والأصل المنع؛
ثم إن كلا النصين الآية والحديث مبنيان على إخبار يراد به التذكير، لا حقيقة أن يرفعوا أصواتهم بهذه الأوامر، بينما ما يفعله الخطباء هو ختم للخطبة دونما تعلق له بالإخبار وإنما تعلقه بختم الخطبة فيأمر الناس بالاستغفار، ويعج –الناس أحينا بالاستغفار، فشتان بين المسألتين.فهل يا ترى لو أن النبي –صلى الله عليه وسلم – كان يأمر به في كل خطبة أو في غالب الخطب، فهل تراه لا ينقل لنا؟!! كيف وقد نُقل لنا بالنص ختم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ليس فيه مثل ذلك الأمر، أفليس الوقوف عند سنة النبي –صلى الله عليه وسلم – هو الأسلم والأوفق للسنة؟!!
ثالثا: ختم الخطيب بهذه العبارة: (فاذكروا الله يذكركم):
قال العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- في بدع الجمعة الذي في ذيل " الأجوبة النافعة":
[التزام ختم الخطبة بقوله تعالى ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان))، أو بقوله ((اذكروا الله يذكركم))].
بل إن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام هو قوله:
((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) كما في السلسلة الصحيحة
فيه نظر من وجهين
ان هذه الخطبة ليست جمعة والاصل انه لا قياس في العبادات كما اختاره ابن تيمية وغير ه
ثانيا
ان هذه اللفظه أعني ((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) ضعيفة لا تصح ولعله غرك تصحيح الالباني رحمه الله
فقد بين الحفاظ ضعفها والحديث جاء من طرق ليست فيه هذه الللفظة
فالامر واسع حفظك الله كما قال أخونا أبو أيوب
أولا: قولك: ((لا قياس في العبادات))، هذا ليس على إطلاقه عند أهل العلم، قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله تعالى – في (شرح الواسطية): ((والقياس نوعان: قياس قواعد وقياس فروع.
" قياس القواعد الذي هو من جهة عموم المعنى، هذا لا خلاف فيه بين السلف بل كان السلف يُعملونه كثيراً وهو من العلم النافع العظيم.
وهناك قياس فروع، وقياس الفروع هو المعروف عند الأصوليين بالقياس وهو (إلحاق فرعٍ بأصل لعلةٍ جامعةٍ بينهما) - يقصدون بالفرع الحكم المسكوت عنه والأصل الحكم المنصوص عليه -، وأما القياس قياس القواعد فهذا هو الذي يسمى عموم المعنى، هو الذي تكلم عنه ابن القيم في أوائل معالم الموقعين عن رب العالمين وأطال الكلام فيه وفي تقريره، وهو الذي يسمى تحقيق المناط، وهو الذي يكون من الفقهاء في العبادات.
¥