وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به وأريد أن أعرف من أين دخل اللبس على هؤلاء الجهال فإن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه ومن لم يعرف أسباب المقالات وإن كانت باطلة لم يتمكن من مداواة أصحابها وإزالة شبهاتهم فوقع لي أن سبب هذا الضلال الاشتباه عليهم أنهم عرفوا أن يقال سألت الله بكذا كما في الحديث اللهم إني أسألك بأن لك الحمد أنت المنان ورأيي أن الاستغاثة تتعدى بنفسها كما يتعدى السؤال كقوله إذ تستغيثون ربكم وقوله فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فظنوا أن قول القائل استغثت بفلان كقوله سألت بفلان والمتوسل إلى الله بغائب أو ميت تارة يقول أتوسل إليك بفلان وتارة يقول أسألك بفلان فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة فإما أن يقول أستغيثك بفلان أو أستغيث إليك بفلان ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين الباء في استغثت به التي يكون المضاف بها مستغاثا مدعوا مسؤولا مطلوبا منه وبالاستغاثة المحضة من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبا به لا مطلوبا منه فإذا قيل توسلت به أو سألت به أو توجهت به فهي الاستغاثة كما تقول كتبت بالقلم وهم يقولون أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث
فالله في كلا الموضعين مسؤول مطلوب منه وإذا قالوا لمخلوق استغثته واستغثت به من الغوث كان المخلوق مسؤولا مطلوبا منه وأما إذا قالوا استغث به من الإغاثة فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا وكذلك استنصرته واستنصرت به فإن المستنصر يكون مسؤولا مطلوبا و أما المستنصر به فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا
فلفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به
وقول القائل استغثت فلانا واستغثت به بمعنى طلبت منه الإغاثة لا بمعنى توسلت به فلا يجوز للإنسان الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله " اهـ من الاشتغاثة في الرد على البكري 1/ 158 وما بعدها
والكلام واضح لا إشكال فيه.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 04:58 ص]ـ
وخلاصة الكلام السابق هو ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية في رده على من أول حديث النزول، وفيه:"ثالثاً: لا يمكن للرحمة أن تقول (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه)،
لأن الرحمة صفة من صفات الله،
ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله،
ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله،
حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك،
لو قال: يا قدرة الله اغفر لي، يا مغفرة الله اغفر لي، يا عزة الله أعزيني، هذا لا يجوز بل هو شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف مدعوة دعاءً استقلالياً، وهذا لا يجوز،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (برحمتك أستغيث)، فهذا من باب التوسل يعني أستغيث بك برحمتك، فالباء هنا للاستغاثة، والتوسل وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله، لأنه رحيم، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معناً له" اهـ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:02 ص]ـ
مثل هذا لا يدخل في قول شيخ الإسلام
لأن السؤال هنا طُلب من الله تعالى باسمه الحي القيوم
والذي لا يستقيم أن نقول يارحمة الله أغيثيني
والله أعلم
أخي الكريم لو ذكرت ما قبل نقلك وما بعده من كلام شيخ الإسلام لزال عنك الإشكال، ففي الرد على البكري:"وفي الرد على البكري أن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين ...
وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به وأريد أن أعرف من أين دخل اللبس على هؤلاء الجهال فإن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه ومن لم يعرف أسباب المقالات وإن كانت باطلة لم يتمكن من مداواة أصحابها وإزالة شبهاتهم فوقع لي أن سبب هذا الضلال الاشتباه عليهم أنهم عرفوا أن يقال سألت الله بكذا كما في الحديث اللهم إني أسألك بأن لك الحمد أنت المنان ورأيي أن الاستغاثة تتعدى بنفسها كما يتعدى السؤال كقوله إذ تستغيثون ربكم وقوله فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فظنوا أن قول القائل استغثت بفلان كقوله سألت بفلان والمتوسل إلى الله بغائب أو ميت تارة يقول أتوسل إليك بفلان وتارة يقول أسألك بفلان فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة فإما أن يقول أستغيثك بفلان أو أستغيث إليك بفلان ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين الباء في استغثت به التي يكون المضاف بها مستغاثا مدعوا مسؤولا مطلوبا منه وبالاستغاثة المحضة من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبا به لا مطلوبا منه فإذا قيل توسلت به أو سألت به أو توجهت به فهي الاستغاثة كما تقول كتبت بالقلم وهم يقولون أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث
فالله في كلا الموضعين مسؤول مطلوب منه وإذا قالوا لمخلوق استغثته واستغثت به من الغوث كان المخلوق مسؤولا مطلوبا منه وأما إذا قالوا استغث به من الإغاثة فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا وكذلك استنصرته واستنصرت به فإن المستنصر يكون مسؤولا مطلوبا و أما المستنصر به فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا
فلفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به
وقول القائل استغثت فلانا واستغثت به بمعنى طلبت منه الإغاثة لا بمعنى توسلت به فلا يجوز للإنسان الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله " اهـ من الاشتغاثة في الرد على البكري 1/ 158 وما بعدها
والكلام واضح لا إشكال فيه.
جزاك الله خيراً يا اخي الكريم ابى عمرو
فعلا الأصل ان يكون النقل كاملا
لكني ارى ردي للأخ مستور لم يخرج عن ماصبغته بالأحمر أليس كذلك .. ؟
¥