تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ الذهبي: (وكما قال سفيان وغيره، قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة معروفة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له في ذاته ولا في صفاته) اهـ العلو

ثم انظر لاستشهاد الشيح بكلام الإمام أحمد (لا كيف ولا معنى) كما يفسرها أهل الأهواء!!

لا حول ولا قوة إلا بالله

لكم الله يا أهل السُنة في زمن الغربة

ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 09 - 08, 04:55 م]ـ

الكلام الذي نقله الأخ ذكره الشيخ في شرحه الأول لمنظومة جملة العقائد عند قول الناظم:" قَدْ استَوَى إلى السَّمَاءِ وَاسْتَوَى = بَعْدُ عَلَى العَرْشِ بِخُلْفِ المُحتَوَى " ولا علاقة له بـ " فقه العصر ".

وهذا نص كلامه: "هذه صفة أخرى هي صفة الاستواء وهي من الصفات الفعلية، وهي على نوعين: النوع الأول: المعدى بإلى، والنوع الثاني: المعدى بعلى فالنوع الأول: المعدى بإلى، جاء في السماء في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11]

والاستواء المعدى بإلى هو بمعنى التوجه والنظر، وأما الاستواء المعدى بعلى فمعناه الاستقرار والثبات.

وأما استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه فلا يفسر، فهو من الصفات الثابتة التي قراءتها تفسيرها ولا يجوز تفسيره بأي شيء؛ لأننا لا علم لنا بهذا؛ فلهذا من فسره بما فسرنا به الاستواء في اللغة فقد ابتدع، فمن قال: استوى على العرش بمعنى: استقر عليه أو نحو هذا فقد ابتدع في دين الله، فلم يرد هذا عن أحد، بل قال الإمام أحمد: (لا كيف ولا معنى).

لكن يكون الاستواء معلوماً إذا سئل عنه في اللغة العربية، فيقال: يطلق الاستواء على الاستقرار والثبات، لكن تفسيرها في الآية قراءتها، ولا يتعدى ذلك " اهـ بلفظه.

وفي هذا الكلام أمور:

الأول: المنع من تفسير الاستواء بمعناه اللغوي الذي هو الاستقرار، وتبديع قائله.

وهذا فيه نظر، لأن تفسير الاستواء ورد عن السلف وتحصل من كلامهم تفسيره بأربعة تفسيرات نظمها ابن القيم بقوله:

وانظر الى قول ابن عباس بتفسـ ... ـير استوى ان كنت ذا عرفان

وانظر الى أصحابه من بعده ... كمجاهد ومقاتل حبران

وانظر الى الكلبي أيضا والذي ... قد قاله من غير ما نكران

وكذا رفيع التابعي أجلهم ... ذاك الرياحي العظيم الشان

كم صاحب القي اليه علمه ... فلذاك ما اختلفت عليه اثنان

فليهن من قد سبه اذ لم يوا ... فق قوله تحريف ذي البهتان

فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار**تفع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن

ومراد من قال من الأئمة والعلماء عن نصوص الصفات بأنها لا تفسر أنها لا تفسر بتفسيرات الجهمية، أما إذا ثبت عن السلف أنهم فسروها بمعنى من المعاني فالأخذ به، وكلام الشيخ حفظه الله ربما يصلح في غير صفة الاستواء.

قال شيخ الإسلام: "وَرُوِيَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِي أَنَّهُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فَقَالَ: تَفْسِيرُهُ كَمَا يُقْرَأُ هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ اللالكائي " الْحَافِظُ. الطبري؛ صَاحِبُ أَبِي حَامِدٍ الإسفرائيني فِي كِتَابِهِ الْمَشْهُورِ فِي " أُصُولِ السُّنَّةِ " بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ صَاحِبِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ كُلُّهُمْ - مِنْ الْمَشْرِقِ إلَى الْمَغْرِبِ - عَلَى الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ؛ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ؛ وَلَا وَصْفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ؛ فَمَنْ فَسَّرَ الْيَوْمَ شَيْئًا مِنْهَا فَقَدْ خَرَجَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَصِفُوا وَلَمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير