ومراد من قال من الأئمة والعلماء عن نصوص الصفات بأنها لا تفسر أنها لا تفسر بتفسيرات الجهمية، أما إذا ثبت عن السلف أنهم فسروها بمعنى من المعاني فالأخذ به، وكلام الشيخ حفظه الله ربما يصلح في غير صفة الاستواء.
:
:
:
:
والذي أراه أن يراجع الشيخ في هذا الكلام وأظنه سيرجع إلى الحق.
الأمر الثاني: من فهم من كلام الشيخ التفويض فقد أساء الفهم، لأن الشيخ يقول عن الاستواء أنه صفة، والمفوض ينفي أن يكون صفة.
الأمر الثاني: تحميل كلام الشيخ فوق ما يحتمل - كما فعل الأخ عبد الرحمن - من الظلم والحيف، ناهيك عما في مشاركة هذا الاخ من التطاول.
فالشيخ مثبت لصفة الاستواء، ومثبت لعلو الله
أولاً ذكرتَ أن كلامه فيه نظر واستدللت عليه بكلام ابن القيم وما عليه السلف من تفسير معنى الاستواء.
ثم برَّرتَ للشيخ بأن كلامه يصلح في غير صفة الاستواء، وهذا باطل، فمعاني الصفات كلها عند السلف على حد سواء كلها معلومة المعنى مجهولة الكيف.
بل أنت قلتَ بأن من ذكر من العلماء بأن نصوص الصفات لا تفسر أي لا تفسر بتفسيرات الجهمية على حد سواء كلها. ومرادهم بالتفسير تفسير الجهمية، لا يعني أنها لا تفسر كما فسر السلف الاستواء بالعلو والاستقرار و غيرها من المعاني.
فماذا يعني صحة كلام الددو في غير صفة الاستواء، هل نقول: صفة العلم لا تفسر! أو صفة الضحك؟ أو صفة النزول لا تفسر و ليس لها معنى؟
وأصل هذا الالتباس:
أن الشيخ استدل بعبارة مجملة وهي عبارة الإمام أحمد، أوقعت من يدافع عنه بهذا الكلام في إشكال، بينما كلام الإمام أحمد في إثبات معاني الصفات أكثر من أن يحصر، وهو تفسير لها.
لكن الإمام أحمد في هذه العبارة (بلا كيف ولا معنى) أراد أن إثبات الصفة بلا تكييف كما يفعل المشبهة، ولا بالمعاني التي يفسر بها المعطلة وهو التأويل الباطل لنصوص الصفات. هذا مراده وهذا مفهومه فالإمام لم يتكلم في معاني الصفات فقط في هذا العبارة.
وإلا هل تفهم من كلام الإمام أحمد أن الصفات ليست لها معنى؟ فمن قال بهذا - وهو ظاهر كلام الشيخ الددو في الاستواء- فقد تناقض إذا أقرّ بكلام السلف في المواضع الأخرى.
ثم ذكرت - أخي الدمشقي - أن المفوض ينفي أن تكون صفة، وهذا باطل أيضًا، فالمفوض يثبت الصفة وينفي المعنى فيثبت أن لله علمًا وهذا العلم بلا معنى وهو مدلول الصفات الأخرى من القدرة والإرادة وغيرها. وهذا هو إثبات الصفاتية من أهل الكلام كالأشاعرة والماتريدية الذي منتهاه التعطيل.
أما السلف فيثبتون الصفة على معنى معلوم (أي تفسير معلوم) ويفوضون الكيفية.
وما ذكره الأخ عبد الرحمن خالد في كلام الددو على صفة الكلام النفسي موافق لما قاله في صفة الاستواء إذ عندي هو في هاتين الصفتين على قاعدة واحدة، ولولا التباس كلام الشيخ واضطرابه لقلت إنه مفوّض كتفويض الصفاتية.
ولا تنس أنّ ما استدل به الشيخ الددو من كلام الإمام أحمد هو ما يدندن حوله ويتمسك به على أهل السنة كثير من معطلة العصور المتأخرة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:21 م]ـ
كون الصفة لها معنى شيء وتفسيرها شي آخر .. إذ التفسير هو الكشف والبيان
فنحن نعلم أن للصفات معانياً لكننا لا أن نعبر عن كثير منها .. لان السلف لم يفعلوا
فقل لي: من من السلف فسر اليد والوجه والضحك وغيرها من الصفات؟
ولهذا قال يزيد بن هارون من قال الله في السماء بخلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي.
فهو امر معلوم في القلوب لكن لا يعبر عنه بالألسنة.
لكن حيثما جاء تفسير من السلف لهذه الصفات فإننا نقول به، وهذا هو المحل الذي أخطأ فيه الشيخ حفظه الله.
أما ما قلته بالنسبة للتفويض فالذي أعرفه من كلام شيخ الإسلام أن المفوضة لا يعتقدون أن هناك صفة في نفس الأمر قال رحمه الله: "وَسَبَبُ ذَلِكَ - أي تفضي طريقة الخلف على السلف - اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ بِالشُّبُهَاتِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إخْوَانَهُمْ مِنْ الْكَافِرِينَ؛ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا بُدَّ لِلنُّصُوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ الْمَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ - وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلَى مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الْخَلَفِ - فَصَارَ هَذَا الْبَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ الْعَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ ".
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 01:24 ص]ـ
[ QUOTE= أبو الحسنات الدمشقي;898862]
الأمر الثاني: من فهم من كلام الشيخ التفويض فقد أساء الفهم، لأن الشيخ يقول عن الاستواء أنه صفة، والمفوض ينفي أن يكون صفة.
الأمر الثاني: تحميل كلام الشيخ فوق ما يحتمل - كما فعل الأخ عبد الرحمن - من الظلم والحيف، ناهيك عما في مشاركة هذا الاخ من التطاول.
QUOTE]
الأخ الكريم أبو الحسنات زادك الله من حسناته
ذكرت سلمك الله هذه القاعدة ثم دللت عليها من كلام شيخ الإسلام
وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ
لكن أنظر إلى قيد شيخ الإسلام في نفس الأمر إذ هم (المفوضة) يقولون نحن نثبت الصفة (إدعاء) ونفوض المعنى وإن كانوا ليسوا كذلك في نفس الأمر (لكن كما تعلم ليس لازم المذهب بلازم) يعني لا يقال أن المفوضة ينفون الصفات وإن كان هذا لازم قولهم كما هو الحال مع الجهمية وغيرهم فأن لاوزم قولهم غاية في البشاعة لكن إذا ذكر مذهبهم لا يذكر اللازم وإن ذكر في معرض الرد عليهم فانتبه بارك الله فيك لهذا ..
أما كلامك عن الأخ عبدالرحمن فالمأمول بين الإخوة هو الرد العلمي على الأخطاء و تعليق الأخ لم يكن فيه إساءة وإنما هي تساؤلات يرد عليها والدليل على ذلك أن الإخوة المشرفين لم يحذفوا مشاركته والله نسأل أن يوفقنا وإخواننا هو أهل ذلك ومولاه
¥