ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:26 ص]ـ
عفوا ,, لو علمت أن شيوخي قد سبقوني لما تجرأة , ولكن كما يقال:
إذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده و النزالا
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 02:16 ص]ـ
((ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام)).
تنقسم الموجودات إلى قسمين:
1 – واجب الوجود:
وهو الله تعالى، ووجوب وجوده لانه لو لم يوجد لما وجد شيئا من المخلوقات، فالله هو الخالق لكل شيء.
2 – ممكن الوجود:
وهو ما احتاج في وجوده لغيره، وجاز عليه العدم والوجود فالانسان مثلا محتاج في وجوده لغيره وهو الله تعالى فهو الذي أوجده.
أما المستحيلات:
فهي الأمور التي لا يمكن أن توجد مثل الشريك للباري تعالى الله عن ذلك، وكالجمع بين الضدين، فالقدرة لا تتعلق بها عند الأشاعرة.
ولتمام البيان أقول اختلف الناس في تفسير قوله تعالى: ((إن الله على كل شيء قدير))
فطائفة: تقول هو عام يدخل فيه الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين، وممن قال به ابن حزم رحمه الله تعالى.
وطائفة: تقول هو عام مخصوص، يخص منه الممتنع لذاته، فإنه وإن كان شيئا فإنه لا يدخل في المقدور، كما ذكره ابن عطية وغيره.
وشيخ الاسلام رحمه الله خطأ القولين، وقال:
((الصواب: وهو القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو أن الممتنع لذاته: ليس شيئا البتة، وإن كانوا متنازعين في المعدوم؛ فإن الممتنع لذاته لا يمكن تحققه في الخارج، ولا يتصوره الذهن ثابتا في الخارج يدخل في قوله تعالى: وهو على كل شيء قدير)).
ونبه رحمه الله تعالى: على أن المعدوم ليس بشيء على الصواب.
ونبه أيضا أيضا على أن الشيء: اسم لما يوجد في الأعيان ولما يتصوره الذهن، فكل ما قدره الله تعالى وعلم أنه سيكون فهو شيء، لأن بعض المتكلمين حصر القدرة في الموجود وهذا يعني أن ما لم يوجد لا يقدر الله تعالى عليه وهذا باطل قطعا.
كما يجب التنبه: إلى أن من قال بأن القدرة لا تتعلق بواجب الوجود: وهو الله تعالى، أراد منه التعميم فالله غير قادر على فعله الذي يشاءه لكي ينفي الصفات الفعلية وهذا باطل مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة كما هو معلوم.
((ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات))
هذا الكلام غلط من الأشاعرة خالفوا فيه أهل السنة والجماعة لينفوا الأفعال الاختيارية القائمة بذات الرب تبارك وتعالى، فالأشاعرة يرون أن القدرة والإرادة قديمة، ولبيان غلطهم يقال لهم:
يشاهد أن المخلوقات حدثت بعد أن لم تكن فما الذي أحدثها في وقت دون آخر، فإن قالوا بلا سبب لا يصح لأنه يمتنع بداهة حدوث شيء من غير سبب، وإن قالوا الإرادة القديمة لقيل لهم يلزم من هذا وجود المقدورات (المخلوقات) جميعها من الأزل، والمشاهد أنها ما كانت من الأزل بل حدثت بعد أن لم تكن وبه يثبت الفعل الاختياري لله تعالى.
وبعض الأشاعرة فر إلى القول بأن هناك تعلقا تنجيزيا حادثا للإرادة القديمة، أي أن المتجدد: هو التعلق بين الإرادة والمراد، والرد على ذلك:
أن هذا التعلق إما أن يكون أمرا وجوديا وإما ان يكون عدميا، فإن كان عدميا فهذا يعني أنه لم يتجدد شيء؛ لأن العدم ليس بشيء، وهذا القول يعتبر غير معقول.
وإن كان التعلق أمرا وجوديا بطل قول الأشاعرة وثبتت إرادة فعلية مستقبلية، وإثبات ذلك لا ينافي إثبات إرادة أزلية؛ لأنها من لوازم ذاته تعالى، لكنه يثبت الأفعال الاختيارية لله تعالى كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة وهو الذي يحاول الأشاعرة نفيه.
((وقال في صفة كلام الله:
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟ ((
يقر الأشاعرة بأن الله تعالى متصف بصفة الكلام لكنهم يرون الكلام صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى، فكلامه تعالى يرونه كلاما نفسيا ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بمشيئة الله واختياره وجمهورهم على أنه معنى واحد لا تعدد فيه، لكن له أقسام اعتبارية:
فمن حيث تعلق الكلام بطلب هو أمر.
ومن حيث تعلق الكلام بترك هو نهي.
وهكذا.
ويرون أن القرآن عبارة عن كلام الله وعلى هذا فالقرآن مخلوق عندهم وقد صرح بعضهم بذلك.
وبهذا فالأشاعرة يخالفون أهل السنة والجماعة في صفة الكلام فأهل السنة يرون الكلام صفة قديمة النوع حادثة الآحاد وأن الكلام متعلق بمشيئة الله واختياره وأنه تكلم به بحرف وصوت على الحقيقة وموسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى ولهذا كان كليم الله وحصلت له مزية بذلك ومن خالف أهل السنة والجماعة فإنه لم يجعل لموسى عليه السلام مزية.
وطبعا القرآن داخل في قولهم فهو كلام الله تعالى.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.
¥