وبعد أن أطنَبَ الشيخ (!) شمس الدّين في مدح هذا الرجل وذكر محاسنه وعبادته قال فضّ الله فاه: ((وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: مالكيُّ المذهب، أشعريُّ العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة، عمرانيُّ النّسب، نبائليُّ العرش، ترتريُّ الإقامة، ... )) (!!!)
ثمّ انتقل الشيخ (!) شمس الدّين إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام (!) العلامة (!) المالكي الأشعري الخلوتي (!!!) فقال فضّ الله فاه: ((3 - مخطوط سمّاهُ تشويقُ المُحبّين، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة (!) كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة (!!) والباطنية والحلولية وأثنى على أهل السنّة ... )) اهـ
طبعاً المقصود بأهل السنّة هنا هم ((الأشاعرة والخلوتية)) وإلا فلا يُتخيّلُ أن يكون المقصود بأهل السنّة في كلام هذا الإمام (!) والشيخ (!) شمس الدّين أهل الحديث والأثر كسعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والحمّادين والسفيانين والأئمّة الأربعة والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري وأبي داود وابن تيمية وغيرهم، فقد سمّاهم هذا الإمام (!) أو شمس الدّين بـ ((الحشويّة))، ومعلومٌ أنّ هذه التّسمية أطلقها أهل البدع والضلال من الجهمية وغيرهم على أهل الحديث والأثر أهل السنّة والجماعة السلفيين.
فياليت شعري! كيف يكون المُقلّد عالماً فضلا عن إمام وعلامة؟؟!!
وكيف يكون الجهميُّ -الذي ينسبُ نفسهُ إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله- من أهل السنّة وقد اتّفقت كلمة العلماء قديماً وحديثاً على إخراج الجهمية ومخانيثهم الأشاعرة من دائرة أهل السنّة؟؟!!
وكيفَ يوصفُ رجُلٌ صوفيٌّ خرافيٌّ خَلوَتيٌّ –والخلوتية من طُرُق الإلحاد والزندقة- بأنّه من أعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين؟؟!!
يا شمس الدّين ألم تُصرّح لي بلسانك أننّك تُخالف الأشاعرة وتعتقد ضلال قولهم؟؟!!
ألم تقُل لي بعظمة لسانك أنّك تُخالف من يُفسّرُ صفة الاستواء على العرش لله تبارك وتعالى بالاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟؟!!
وقُلتَ لي يومها أنّ الواجب (!) علينا أن نُفوّض معاني هذه الآيات –أي آيات الصفات- ونقول: الله أعلم بمراده؟؟!!
وقُلتَ لي إنّ مذهب السلف هو التفويظ (بالظّاء!)؟؟!!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان أشعرياً أو جهمياً!!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان خلوتياً أو قادرياً أو تيجانياً أو نقشبندياً!!!
بل سمّ لي يا شمس الدّين من التابعين من كان على ما كان عليه إمامك الحفناوي!!
بل من أتباع التّابعين يا شمس الدّين!!
إذا عجزتَ عن ذلك –ولا بُدّ- فاعلم أنّ خير النّاس الذين بُعث فيهم النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم كما صحّ الخبر. ولا خير فيمن جاء بعدهم ولم يَسَعهُ ما وَسعَهم ولم يعتقد ما اعتقدوا ولم يقل ما قالوا ولم يسكُت عمّا سكتوا.
وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني
قسنطينة: 8 ربيع ثان 1429 هـ / 14 أفريل 2008م "
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[27 - 10 - 08, 05:55 م]ـ
بين شمس الدين والإمام ابن باديس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((إنّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت))! رواه البخاري في صحيحه (6120).
هذا الحديث العظيم أوجهُهُ إلى الرويبضة المتعالم شمسُ الضلال الحقير!
يا زمهرير الضلال!
ألا تستحي!
أبعد أن طعنت في البربهاري وابن بطة العُكبُري رحمهما الله تعالى واتهمتهما بالبدعة والضلالة والتجسيم!
وبعد أن طعنت في الإمام أحمد وابنه عبد الله رحمهما الله تعالى قُمت فطعنت في إمام هذا البلد المبارك العلامة السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله واتهمته بأنّه أشعري!!
ألم تقرأ كتابه العقائد الإسلامية؟!
ألم تقرأ في هذا الكتاب المبارك تأصيل الإمام ابن باديس للعقيدة السلفية الصافية النّقية؟! فإن لم تكن فعلت فسأنقلُ لك ولمن أمرته نفسه الخبيثة بالطعن في هذا الإمام الجليل مايخالف مزاعمكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!
1) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
25 - الدين كلُهُ عقدٌ بالقلب، ونُطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح الظاهرة والباطنة، وكلُ واحدة من الثلاثة يسمّى إيماناً باعتبار، ويسمّى إسلاماً باعتبار آخر. (العقائد الإسلامية 2 ص 42 دار البعث ط1).
قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا تقريرٌ لمعتقد أهل السنّة والجماعة في مسمّى الإيمان وهو مخالف لما عليه الأشاعرة القائلين بأنّ الإيمان هو التصديق فقط!
2) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
26 - الإيمان في الوضع الشرعي هو قولٌ باللسان، وعمل القلب، وعملٌ بالجوارح، فمن استكمل ذلك استكمل الإيمان، ومن لم يستكمله لم يستكمل الإيمان.
(نفس المصدر ص 42).
3) قال رحمه الله:
27 - الإيمان يزيد وينقص، يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقصها.
(نفس المصدر ص44)
4) قال رحمه الله:
38 - نثبتُ لله تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله، من ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وننتهي عند ذلك، ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيئ من مخلوقاته، ونثبت الإستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ... اهـ
قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا خلاف ما يعتقدهُ الأشاعرة والمعتزلة والجهمية أمثالك وأمثال شيوخك كالكوثري وأبي رية والسقاف والغماري والغزالي والقرضاوي والبوطي وسيد قطب والبنا وسائر زعماء الإخوان المفلسين وحزب الجزأرة اللعين! من وجوب تأويل (تحريف) صفات الله تعالى فراراً من التشبيه والتجسيم –زعموا- وصدق من قال: إنّ الله إذا أراد بعبد هلاكاً، نزع منه الحياء! والله المستعان.
¥