تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جهة أخبار الاَحاد، فقال بعض المتأخرين من حذاق الأشعرية: يجوز أن يسمى بذلك؛ لا"ن خبر الواحد عنده يقتضى العمل، وهذا [عنده] (2) من باب العمليات، لكن يمنع من استعمال الاَقيسة الشرعية، دن كانت يعمل بها فى المسائل الفقهية.)

(فقوله فى هذا الحديث: (إن الله رفيق " أنه لم يرد فى الشريعة بإطلاقه، سواء هذا جرى على ما اْصلته لك هاهنا من الاختلاف، ويحتمل اْن يكون رفيق بعبد صفة فعل، وهو ما يخلقه الله - تعالى - من الرفق لعباده، كأحد التأويين فى تسميته لطيف اْنه بمعنى ملطف.

دالى هذا مال بعض اْصحابنا.

وقال بعضهم: يحتمل أن يريد: أنه ليس بعجول.

وهذا يقارب معنى الحلم.)

(فإن قيل: إذا جوزت الاَشعرية خرق العادة على يدى الساحر فبماذا (1) يتميز من النبى الصادق؟ قيل: العادة تنخرق على يدى النبى، وعلى يدى الولى (2)، وعلى يدى الساحر، إلا أن النبى يتحدى (3) بها ويستعجز سائر الخلق، ويحكى عن الله - سبحانه - خرق العادة لتصديقه.

فلو كان كاذبأَ لم يخرق العادة على يديه، ولو خرقها لأظهرها على يد غيره من المعارضين له مثل ما أظهر على يده، والولى والساحر لا يتحديان (4) ولا يستعجزان الخليقة ليستدلوا على صدقهما وعلى نبوتهما، ولو حاولا شيئا من ذلك لم تنخرق لهما العادة، او تنخرق، ولكنها تنخرق لمن يعارضهم.

وأما الولى والساحر فإنهما يفترقان من طريق أخرى، وهى أن الساحر يكون ذلك عَلمأ على فسقه وكفره، والولى لا يكون ذلك علما على ذلك فيه، فافترق حال الثلاثة بعضهم من بعض.

والساحر - أيضأَ - يكون ذلك منه على أشياء يفعلها وقوى يمزجها ومعاناة (5) وعلاج، والولى لا يفتقر إلى ذلك.

وكثيراَّ مَا يقع له ذلك بالاتفاق من غير أن يستدعيه أو يشعر به.

هذا القدر كاف (6) فيما يتعلق بعلم الأصول من المسألة، وأما ما يتعلق بعلم الفقه: فالساحر عندنا إذا سحر بنفسه قتل، فإن تاب لم تقبل توبته، خلافا للشافعى.)

(وقول النبى (صلى الله عليه وسلم) للجارية: (أين الله؟)، قال الإمام: إنما أراد النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يطلب دليلاً على أنها موحدة، فخاطبها بما يفهم قصده، إذ علامة الموحدين التوجه إلى الله إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج ة لاَن العرب التى تعبد الأصنام، وتطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران، فأراد - عليه السلام - الكشف عن معتقدها هل هى ممن امن؟ فأشارت إلى السماء، وهى الجهة المقصودة عند الموحدين كما ذكرنا.

وقيل: إنما السؤال بأين هاهنا سؤال عما تعتقده من جلالة البارى سبحانه وعظمته.

وإشاراتها إلى السماء إخبار عن جلالته تعالى فى نفسها، والسماء قِبْلةُ الداعن، كما أن الكعبةَ قبْلةُ المصلين، كما لم يدل استقبال القبلة على أن الله تعالى فيها، كذلك لم يدل التوجه إلَى السماء والإشارة [إلى السماء] (1) على أن الله سبحانه فيها.

قال القاضى: لا خلاف بين المسلمين قاطبة - محدِّثِهم وفقيههيمِ ومتكلمهم ومقلدهم ونُظَّارِهم - أنَّ الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله: {آاَمِنتُم من فِي السثَمَاء} (2)، أنها ليست على ظاهرها، وأنها متأولة عند جميعهم، أما من قال منهم بإثبات جهة فوق لله تعالى من غير تحديد ولا تكييف من دهماء المحدثين والفقهاء، وبعض المتكلمين [منهم، فتأول فى السماء بمعنى على، وأما دهماء النظار والمتكلمين] (3) وأصحاب الإثبات والتنزيه المحيلين، أن يختص بجهة أو يحيط به حد، فلهم فيها تأويلات بحسب مقتضاها، منها ما تقدم ذكره فى كلام الإمام أبى عبد الله.

والمسألة بالجملة - دإن تساهل فى الكلام فيها بعض الأشياخ المُقتدى بهم من الطائفتن -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير