تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5) حديث "رأيت ربي في أحسن صورة"، هل هذه الصورة هي صورة لله حقيقة، أم صورة مخلوقة بمعنى حجاب، كما ذكر الدارمي في أن أي مؤمن يمكن أن يرى ربه في منام في أي صورة, والصورة على قدر تقوى الرجل.

لكن قد قال بعض السلف (منهم ابن عباس وابن مسعود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص بالرؤية كما خص موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة، فلو قلنا أن الرؤية مثل رؤية المؤمن ربه في منامه أو أن الفرق فقط في كمال الصورة، فلم نثبت شيء خاص للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا إذا قلنا أن الرؤية هي رؤية حقيقية لصورة لله هي صفة له.

فهل الصواب هو إثبات أن الصورة في الحديث المذكور هي صورة صفة لله تعالى.

6) حديث "وإن جلده (أي الكافر) لأربعون ذراعا بذراع الجبار" ذكره في السنة الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل.

هل الذراع المقصود في الحديث هو ذراع الله؟ أنا لا أنكر إثبات الذراع لله، لكن في هذا الحديث لو قلنا أن المقصود هو ذراع الله، أليس يقتضي أن الكافر أكبر من الله (تعالى الله عن هذا التصور) أو حتى من ذراعه؟ فلو كان مجرد جلده أربعون ذراعا من ذراع الله، فكيف هو؟

لكن إيراد الإمام عبد الله بن أحمد للحديث في كتابه في السنة (وكذلك ابن أبي عاصم) كأنه للإستدلال به على صفة الذراع:

السؤال الأول: هل هذا الحديث يقتضي ما ذكرته، وهل ضعفه أحد من المتقدمين من أئمة السلف؟

والسؤال الثاني: هل يمكن أن نقسم الآثار المذكورة في كتاب السنة للإمام عبد الله بن أحمد إلى قسمين، ما يذكره كأصل وما يذكره في الشواهد والمتابعات، وفي الثاني يمكن أن يذكر ما هو ضعيف أو في لفظه نكارة لكن يذكره كشاهد لإثبات الصفة من غير قصد إثبات ما هو منكر في اللفظ؟

أنا لا أقصد أن الأئمة يذكرون في مصنفاتهم أحاديث ضعيفة لا لشيء سوى حفظ جميع ما يتعلق بالباب من الأحاديث والآثار في مكان واحد، كما يزعم البعض في كلامهم على كتاب السنة للإمام عبد الله، لكن أقصد ذكرهم ما يمكن أن يكون شاهد على شيء قبلوه واعتقدوه من غير أن يستلزم أنهم أرادوا كل شيء في لفظ الأثر.

تنبيه: أعلم أن بعض العلماء فسر "الجبار" بـ "الملِك" أي ملك من ملوك البشر (أو العجم) لكن هذا التفسير بعيد إذ لا معنى لإيراد الحديث في الرد على الجهمية وأهل التعطيل إذ أنهم لا ينكرون إثبات الذراع للبشر.

للفائدة، قال الشيخ سمير المالكي في كتابه القيم بيان الوهم والإيهام (في غير هذا الحديث):

فإن قيل إن روايتهم له لا تدل على قبوله واعتقاده.

فالجواب: هذا الاحتمال مع وروده، إلا أنه يبعد في مثل هذه المصنفات المفردة في تقرير عقيدة السلف والرد على مخالفيهم من المبتدعة، وعلى رأسهم الجهمية نفاة الصفات.

7) قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد:

قال الله عز و جل يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله ألهم أرجل يمشون يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم، فأعلمنا ربنا جل وعلا أن من لا رجل له ولا يد ولا عين ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل.

(انتهى النقل)

لماذا قال لا سمع بدلا من "ولا أذن" مع أن الآية فيها "آذان"؟ ولا أظن في فرق بين إثبات العين لله وبين إثبات الأذن. وقد استدل بالآية على إثبات العين.

تنبيه: أنا لا أثبت هذا لأنني لم أرى من أثبته من السلف، لكن لا أظن أن هناك محظور في ذلك. فهل أثبته أحد من السلف (أقصد الآذان).

8) قال ابن القيم قي كتاب التبيان في أقسام القرآن: ووصفه بأنه ذو العرش الذي لا يقدر قدره سواه وأن عرشه المختص به لا يليق بغيره أن يستوى عليه.

وقال في نفس الكتاب قبل ذلك:

ثم قال (ذو العرش) فأضاف العرش إلى نفسه كما تضاف إليه الأشياء العظيمة الشريفة وهذا يدل على عظمة العرش وقربه منه سبحانه واختصاصه به بل يدل على غاية القرب والاختصاص كمايضيف إلى نفسه بذو صفاته القائمة به كقوله {ذو القوة} {ذو الجلال والإكرام} ويقال: ذو العزة وذو الملك وذو الرحمة ونظائر ذلك فلو كان حظ العرض منه حظ الأرض السابعة لكان لافرق أن يقال: ذو العرش وذو الأرض.

(انتهى)

أحس أن كلامه في تفسير الآية ربما يتناقض مع إثبات قعود رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربنا على عرشه يوم القيامة، مع أن ابن القيم يثبت الآثار في ذلك كما في النونية.

فكيف يفهم كلام ابن القيم.

وقريب من هذا الموضوع، هل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معه على الكرسي أم العرش، فرأيت بعض ألفاظ الأثر فيها كرسي بدل عرش.

9) أخيرا، في حديث النزول، قرأت كتاب شيخ الإسلام في شرح الحديث وعندما تكلم حول خلو أو عدم خلو العرش وقت النزول ذكر عن ابن المبارك والإمام أحمد ما يقتضي أن العرش لا يخلو من ربنا وقت النزول، ثم ذكر أحاديث في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم موسى في الإسراء والمعراج، كيف وجده في الأرض وفي السماء، ولله المثل الأعلى.

سؤالي كتالي: قال جهمي في بلدي أن هذا الكلام يقتضي أن لله ذاتين، ذات على العرش وذات في السماء الدنيا، وأن هذا نفس إعتقاد النصارى.

السؤال: الرد المجمل معروف "الكيف مجهول"، لكنه يزعم أننا أثبتنا كيف في قولنا أن العرش لا يخلو من الرب، فأرجو المساعدة في الرد عليه.

(رأيت رد مختصر لشيخ الإسلام في كتابه الجواب الصحيح على شبهة مشابهة لهذه، لكنه مختصر جدا.)

جزا الله خيرا من علمني وأفادني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير