[هل هذا هو قول لابن حبان ?]
ـ[حسام الدين القيرواني]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:50 م]ـ
هل تعرض احدكم لهذا القول لابن حبان: " اذا كان الحديث الضعيف فيه خبرا وتحقق ذلك الخبر فذلك من علامات النبوءة"
[هل هذا هو قول لابن حبان ?]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:27 م]ـ
الذي أعرفه أن الذي قال قريبا من هذا الشيخ حمود التويجري في كتابه إتحاف الجماعة.
حيث قال ((بعض الأمور التي ورد الإخبار بوقوعها لم ترو إلا من طرق ضعيفة، وقد ظهر مصداق كثير منها، ولاسيما في زماننا، وذلك مما يدل على صحتها في نفس الأمر، وكفى بالواقع شاهداً بثبوتها وخروجها من مشكاة النبوة)
وهذا الكلام فيه نظر
فائدة قد يفهم من كلام القاضي عياض في الشفا شيء من هذا ولكن عند التأمل لايظهر أنه يقصد الضعيفة
قال القاضي عياض في الشفا
قال القاضي أبو الفضل [89]: و أنا أقول صدعاً بالحق: إن كثيراً من هذه لآيات المأثورة عنه صلى الله عليه و سلم معلومة بالقطع:
أما انشقاق القمر فالقرآن نص بوقوعه، و أخبرعن و جوده، و لا يعدل عن ظاهر إلا بدليل، و جاء برفع احتماله صحيح الأخبار من طرق كثيرة، و لا يوهن عزمنا خلاف أخرق منحل عرى الدين، و لا يلتفت إلى سخافة مبتدع يلقي الشك على قلوب ضعفاء المؤمنين، بل نرغم بهذا أنفه، و ننبذ بالعراء سخفه.
و كذلك قصة نبع الماء، و تكثير الطعام ـ رواها الثقات و العدد الكثير عن ا لجماء الغفير، عن العدد الكثير من الصحابة.
و منها ما رواه الكافة عن الكافة متصلاً عمن حدث با من جملة الصحابة و إخبارهم أن ذلك كان في موطن اجتماع الكثير منهم في يوم الخندق، و في غزوة بواط، و عمرة الحديبية، و غزوة تبوك، و أمثالها من محافل المسلمين و مجمع العساكر، و لم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة للراوي فيما حكاه، و لا إنكار لما ذكر عنهم أنهم رأوه كما رآه، فسكوت الساكت منهم كنطق الناطق، إذ هم المنزهون عن السكوت على باطل، و المداهنة في كذب، و ليس هناك رغبة و لا رهبةتمنعهم، ولو كان ما سمعوه منكراً عندهم و غير معروف لديهم لأنكره، كما أنكر بعضهم على بعض أشياء رواها من السنن و السير و حروف القرآن. و خطأ بعضهم بعضاً، و وهمه في ذلك، مما هو معلوم، فهذا النوع كله يلحق بالقطعي من معجزاته لما بيناه.
و أيضاً فإن أمثال الأخبار التي لا أصل لها، و بنيت على باطل، لا بد بعد مرور الأزمان و تداول الناس و أهل البحث من انكشاف ضعفها، و خمول ذكرها، كما يشاهد في كثير من الأخبار الكاذبة، و الأراجيف الطارئة. و أعلام نبينا هذه الواردة من طريق الأحاد لا تزداد مع مرور الزمان إلا ظهوراً، و مع تداول الفرق، و كثرة طعن العدو، و حرصه على توهينها، و تضعيف أصلها، و اجتهاد الملحد على إطفاء نورها إلا قوة و قبولاً، و للطاعنين عليها إلا حسرة و غليلاً. و كذلك إخباره عن الغيوب، و إنباؤه بما يكون و كان معلوم من آياته على الجملة بالضرورة.
و هذا حق لا غطاء عليه، و قد قال به من أئمتنا القاضي، و الأستاذ أبو بكر و غيرهما، رحمهم الله، و ما عندي أوجب قول القائل: إن هذه القصص المشهورة من باب خبر الواحد إلا قلة مطالعته للأخبار و روايتها، و شغله بغير ذلك من المعارف، و إلا فمن اعتنى بطرق النقل، و طالع الأحاديث و السير لم يرتب في صحة هذه القصص المشهورة على الوجه الذي ذكرناه.
و لا يبعد أن يحصل العلم يالتواتر عند واحد و لا يحصل عند آخر، فإن أكثر الناس يعلمون ـ بالخبر ـ كون بغداد موجودة ً، و أنها مدينة عظيمة، و دار الإمامة و الخلافة، و آحاد من الناس لا يعلمون اسمها، فضلاً عن وصفها، و هكذا يعلم الفقهاء من أصحاب مالك بالضرورة و تواتر النقل عنه ـ أن مذهبه إيجاب قراءة [90] أم القرآن في الصلاة للمنفرد و الإمام، وإجزاء النية في أول ليلة من رمضان عما سواه، و أن الشافعي يرى ت جديد النية كل ليلة، و الاقتصار في المسح على بعض الرأس، و أن مذهبهما القصاص في القتل بالمحدد و غيره، و إيجاب النية في الوضوء، واشتراط الولي في النكاح، و أن أبا حنيفة يخالفهما في هذه المسائل، وغيرهم ممن لم يشتغل بمذاهبهم و لا روى أقوالهم لا يعرف هذا من مذاهبهم فضلاً عمن سواه.
و عند ذكرنا آحاد هذه المعجزات نزيد الكلام فيها بياناً إن شاء الله تعالى.