تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول (أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا) هل لها أصل؟]

ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 10 - 04, 12:48 ص]ـ

الاحظ بعض الإخوة وفقهم الله يتحرج كثيرا عندما يتحدث عن نفسه فيقدم بين يدي كلامه قول (أنا)، ثم يُتبعها مباشرة بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا).

وقد رجعت الى بعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد فيها التعقيب بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا) عند قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا).

فهل في هذه العبارة حرج، وهل لها أصل من السنة أو من فعل الصحابة والسلف الصالح من بعدهم؟

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 02:14 م]ـ

- ويحتجُّ بعض من لقيته يقول بمثل هذه العبارة السابقة أنَّ مردَّ ذلك لأنَّها كلمة إبليس اللعين حين احتجَّ على الله بعدم السجود لآدم إذ قال: ((أنا خير منه)).

ومن المعلوم أنَّه ليس كلُّ كلمة استخدمها إبليس أو أحد جنوده مما ينهى عنه ‍

وعليه .. فلا حرج في استخدام كلمة (أنا) دون إردافها بالجملة المتقدمة!

ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 10 - 04, 09:47 م]ـ

لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.

ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 10:15 م]ـ

لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.

ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.

- نعم .. لا تشرع تزكية النفس وتعظيمها بالخطاب أو الحال، بأيِّ صورةً كان.

لكن .. لا يشرع أيضاً لمن أراد الخوف من تزكية النفس وتعظيمها أن يتبع كلَّما قال كلاماً بـ (أعوذ بالله من كلمة أنا)!!

فيقول في كلِّ خطابه هذه الجملة، فيقول: أنا قد اتصلت عليك يا فلان (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا كلَّمتك قبل قليل (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا من سيوصل أبي إلى المكان الفلاني (وأعوذ بالله من كلمة أنا) ... وهكذا مما رأيته بنفسي من بعض الأشخاص.

وقد جلس أحد العامة يخاطبني مرَّة ويقرع أذني بهذه الجملة مرات حتى أملَّنيها.

وهذا هو المقصود به ههنا.

- فالمسألة إذن في استعمال الكلمة مطلقاً، سواءٌ خشي على نفسه التزكية أو لم يخش ذلك.

- وأما استعمال تاء المتكلم فلا بأس به، في مثل قول (قلت، وذكرت، وقد سبق أن بيَّنْتُ)، لأنَّ الأصل فيها عدم التعظيم أوالزهو بالنفس.

بخلاف (نا) أو نون الجمع فإنها موضوعةٌ للجمع أو التعظيم.

- وبالله تعالى التوفيق ...

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 07 - 05, 08:43 م]ـ

الشيخ الفاضل /أباعمر السمرقندي

الشيخ المبارك/ حارث همام

جزاكم الله خير الجزاء.

إضافة لما تفضل به المشايخ الفضلاء:

لا يخفى أن مقصود البعض من قول (أعوذ) أي ألتجئ إلى الله تعالى وأعتصم به من شرِ كلمة (أنا) لما قد تدخله هذه الكلمة أثناء الثناء على النفس من الغرور والعجب فيحدث ما لا يحمد عقباه مما لا يخفى، فيقول الرجل:

أنا تصدقتُ، أنا بذلتُ، أنا علّمتُ ودرستُ، أنا كذا وكذا.

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 2 ص: 475

(وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون، (فأنا خير منه) لإبليس، (و لي ملك مصر) لفرعون، (و إنما أوتيته على علم عندي) لقارون.

وأحسن ما وضعت أنا في قول العبد أنا العبد المذنب المخطىء المستغفر المعترف ونحوه ولي في قوله لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل وعندي في قوله اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي).أ. هـ

لذلك يحذر المسلم من الثناء على نفسه بمناسبة أو دون مناسبة، ولا يغتر.

أسأل الله تعالى أن يصلح الأنفس والقلوب.

ولا تكن هذه الكلمة - كما تفضل به الشيخ /أبوعمر السمرقندي - بعد كل كلمة، فيتعب نفسه وغيره دون سبب أو مبرر.

لفتة:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنا ابن عبدالمطلب، أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، أنا سيد ولد آدم، .... إلخ "، ولم يقل بعدها: وأعوذ بالله من كلمة (أنا).

خاطرة:

عن جابر رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب، فقال: " من ذا؟ " فقلت: أنا، فقال: " أنا، أنا؟! " كأنه كرهها. متفق عليه.

والأمر يسير.

ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 09:36 م]ـ

و رحم الله البشير الإبراهيمي، الذي استاء من ترداد هذه الجملة التي إذا تكررت؛ أملت، و سمجت؛ فبادر – رحمه الله تعالى – إلى الإشارة إلى نبذ استعمالها، و أجرى إشارته الذكية في بحر كلامه؛ فقال:

أما أنا، و لا أقول أعوذ بالله من كلمة أنا --- ثم ساق مراده، و هذا من تلطفه في تقرير و تمرير ما يريده بألطف إشارة، و أوجز عبارة، رحمه الله، و أحسن جزاءه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير