تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل المني نجس أم طاهر]

ـ[عبد الرحمن حسين وهدان]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:24 ص]ـ

طهارة المني

يفتي أكثر المعاصرين بطهارة المني، و لا يعرج بعضهم حتى على ذكر من قال بنجاسته. و يتلقى كثير من الطلبة المسألة و كأنها قول واحد. وسأعرض لك أدلة من يقول بنجاسته لعلك تدرك مجازفة من يقول بخلافه.

قال النووي رحمه الله في (شرح مسلم): اختلف العلماء في طهارة المني الآدمي؛ فذهب مالك و أبو حنيفة إلى نجاسته، إلا أنّ أبا حنيفة قال: يكفي في تطهيره فركه إذا كان يابسا، و هو رواية عن أحمد، و قال مالك: لا بد من غسله رطبا و يابسا. و قال الليث: هو نجس و لا تعاد الصلاة منه، و قال الحسن (ابن صالح، كما في نيل الأوطار): لا تعاد الصلاة عن المني في الثوب، و إن كان كثيرا، و تعاد منه في الجسد و إن قل. و ذهب كثيرون إلى أن المني طاهر، روي ذلك عن علي بن أبي طالب و سعد بن أبي الوقاص و ابن عمر و عائشة، و داود و أحمد في أصح الروايتين و هو مذهب الشافعي و أصحاب الحديث ... اهـ

قلت: ليس في آثار الصحابة الذين ذكرهم ما يدل على أنهم يقولون بطهارة المني؛ فسعد بن أبي الوقاص، كما في (مصنف) ابن أبي شيبة و (شرح معاني الآثار) للطحاوي، "كان يفرك المني من الثوب ". قال الطحاوي (1/ 52): يحتمل أن يكون كان يفعل ذلك لأنه عنده طاهر، و يحتمل أن يكون كان يفعل ذلك كما يفعل بالروث المحكوك من النعل، لا لأنه عنده طاهر.اهـ

و أما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فالثابت عنه نجاسة المني؛ ففي (مصنف عبد الرزاق 1/ 369) و (الإستذكار 1/ 359 - 361) و غيرهما قال ابن عمر: " إذا علمت أن قد احتلمت في ثوبك و لم تدر أين هو، فاغسل الثوب كله، و إن لم تدر أصابه أم لم يصبه فانضحه بالماء نضحا "

بل و قد روي عنه أبعد من هذا؛ فقد روى ابن أبي شيبة في (المصنف 1/ 60):عن ابن أفلح عن أبيه قال: صليت و في ثوبي جنابة، فأمرني ابن عمر فأعدت الصلاة."

و أما عائشة فالمشهور عنها أنها كانت تحته، و ليس في فعلها ذلك ما يدل على أنها كانت تراه طاهرا، بل روى الطحوي (1/ 51) عنها أنها قالت: " إذا رأيته فاغسله و إن لم تره فانضحه "

و روى الدارقطني (1/ 125) عنها إنها قالت: " كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يابسا، و أغسله إذا كان رطبا ". و عزاه الشوكاني لأبي عوانة في صحيحه و البزار، و ذكر أن البزار أعله بالإرسال.

و الحاصل أنه ليس في شيء من آثار الصحابة ما يدل أنهم كانوا يتركون المني دون إزالة، و قد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا بحته " أخرجه ابن الجارود في (المنتقى) و صححه الحافظ في (التلخيص 1/ 191) و أقره أحمد شاكر في حاشيته على (المحلى 1/ 127) و أصل الأمر الوجوب كماهو مقرر في " الأصول ".

و قد اتفق الصحابة على الإعتناء بإزالته؛ فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:" اغسل ما رأيت و أنضح ما لم تر"

و قال أبو هريرة في المني يصيب الثوب: " إن رأيته فاغسله و إلا فاغسل الثوب كله "

و سئل جابر بن سمرة رضي الله عنه عن الرجل يصلي في الثوب الذي يجامع فيه أهله؟ قال: " صلّ فيه إلا أن ترى فيه شيئا فتغسله، و لا تنضحه فإن النضح لا يزيده إلا شرا "

و سئل أنس رضي الله عنه عن قطيفة أصابتها جنابة لا يدري أين موضعها؟ قال:" اغسلها " أخرج هذه الآثار الطحاوي في (شرح معاني الآثار 1/ 51 - 53).و قد صح عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها و قد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي في الثوب الذي يضاجعك فيه؟ فقالت: " نعم إذا لم يصبه أذى " و عند ابن الجارود (رقم 132): " نعم إذا لم ير فيه أذى"

و أما القائلون بطهارة المني فلا نص لهم في ذلك إلا أحاديث (الفرك) أو (الحت). و قد رد الشوكاني (النيل 1/ 67 دار الجيل):

" و أجيب بأن ذلك لا يدل على الطهارة، و إنما يدل على كيفية التطهير؛ فغاية الأمر أنه نجس خفف في تطهيره بما هو أخف من الماء. و الماء لا يتعيّن لإزالة جميع النجاسات كما حررناه في هذا الشرح سابقا. و إلا لزم طهارة العذرة التي في النعل، لأن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بمسحها في التراب و رتب على ذلك الصلاة فيها "

و قال أيضا: " قالوا: الأصل الطهارة، فلا ينتقل عنها إلا بدليل. و أجيب: بأن التعبد بالإزالة غسلا أو مسحا أو فركا أو حتا أو سلتا أو حكا ثابت، و لا معنى لكون الشيء نجسا، إلا أنه مأمور بإزالته بما أحال عليه الشارع. فالصواب: أن المني نجس يجوز تطهيره بأحد الأمور الواردة " اهـ و هو كلام في غاية الحسن كما قال العلامة المباركفوري في (تحفة الأحوذي 1/ 114).

http://mehaya.jeeran.com/many.htm

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 09 - 04, 07:50 ص]ـ

حك المني لا يزيله بل يبقيه كما هو. إنما قد يكسره فقط، ويبقى أثره ولونه ورائحته في الثوب.

ثم ماذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وجعله المني بمنزلة المخاط والبصاق؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير