تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا قال ابن القيم في حاشيته على السنن: "وفيه دليل على أن من قال لامرأته إنها أختي أو أمي على سبيل الكرامة والتوقير لا يكون مظاهراً".

أما حديث أبي داود فيحتاج إلى مزيد تحرير فقد رواه مرسلاً غير أن ابن حجر ذكر في أخرى أنه رواه عن رجل من قومه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل على ما أفاد الحافظ المزي هو أبوجري فإذا ثبت ماذكره ابن حجر ولم يكن شاذاً فالرجل المبهم هو أبو جري الهجيمي جابر بن سليم، غير أن البيهقي ساق عدة أسانيد كلها عن خالد الحذاء عن أبي تميمة، وخالفهم شعبة وعبدالعزيز بن المختار فرواه شعبة عن خالد عن رجل عن أبي تميمة مرسلا، ورواه المختار عن خالد عن أبي عثمان عن أبي تميمة مرسلاً. وبهذا يكون الأثر محل إشكال حتى يتبين من أبو عثمان هذا! فإن كان صالح أو ضعفه ليس بالشديد ففللأثر شواهد تقويه منها حديث ذكره ابن أبي شيبة بمعناه من طريق عمر بن شعيب عن أبيه عن جده. وعلى كل حال من أجل هذا الأثر كره النداء بغير مسوغ للأم بيا أخية ونحوها.

أما دليل الجواز للحاجة فحديث الصحيح وفيه قول إبراهيم لزوجه إنها أختي، فإن قيل بوب البخاري عليه: إذا قال لامرأته وهو مكره هذه أختي فلا شيء عليه، قيل تعقب ذلك بعض الشراح (أظنه الكرماني) فقال بأن الحديث ليس فيه وقوع إكراه، قال ابن حجر وهو كذلك ثم قال: "لكن لا تعقب على البخاري لأنه أراد بذكر قصة إبراهيم الاستدلال على أن من قال ذلك في حالة الإكراه لا يضره قياسا على ما وقع في قصة إبراهيم" وتعقب ابن حجرَ العينيُ فقال: "قلت قوله وهو كذلك ليس كذلك لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يتحقق أن هذا الفرعون كان يقتل من خالفه". ولعل الناظر بعين الإنصاف يظهر له أن تعقب العيني يحتاج إلى دليل ظاهر، وأياً ما كان فلئن ساغ أن يقال هذه أختي أو هي أختي لمقتض صحيح فجواز قول يا أختي أو ياأمي أظهر فإن كثيراً من الفقهاء عدوا الأولى ظهاراً أما الثانية فلا.

ولعل تبويب البيهقي في السنن يشعر بهذا فقد بوب: باب الرجل يقول لأخته يا أمي يريد أخوة الإسلام ثم ساق قصة إبراهيم عليه السلام مع فرعون. ثم ذكر ما يكره من ذلك فساق حديث أبي داود.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير