بقي كتاب " التوحيد " لابن خزيمة وهو كتاب من أنفس الكتب , يذكر المسألة من كلامه بأسلوب واضح مفصل جميل على طريقة أهل السنة والجماعة ثم يستدل لهذه المسألة فما صح عنده من السنة , إلا أن الملاحظ عليه التكرار. فيستدل للمسألة الواحدة بأحاديث ويذكر لكل حديث طرق , فلو اختصر هذا الكتاب وقُرب , فبدل من أن يكون في مجلدين يمكن اختصاره في مائة صفحة , وقد عرضت هذا الاختصار على أخينا محقق الكتاب الدكتور عبد العزيز الشهوان , والعمل لا يكلف شيئاً , يأخذ كلام الإمام " ابن خزيمة " بحروفه يبقيه , ثم يستدل له بأقوى حديث في الباب ويقتصر على طريق واحد , فتكون المسألة بدليلها , وأتصور أنه لن يعدو مائة صفحة بهذه الطريقة.
أيضا كتاب " الشريعة " للآجري فيه كثير من مسائل الاعتقاد بالأسانيد , وهو كتاب مهم ينبغي لطالب العلم العناية به. والكتب كثيرة جدا والوقت لا يسمح باستيعابها.
والآن مع كتب الفقه والفتاوى:
أولاً يبدأ طالب العلم بالمتون الصغيرة على طريق وجادة أهل العلم , " بآداب المشي إلى الصلاة " مثلاً للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ثم " عمدة الفقه " للإمام الموفق ابن قدامة, وهو كتاب نفيس يتسم بالوضوح والاختصار, ولأهميتة شرحه ابن تيمية شيخ الإسلام شرحا موسعاً , طبع بعضه , ثم ينتقل الطالب إلى ما بعد ذلك مما هو أوسع , وهو مخير بين أن يقرأ في " دليل الطالب " وهو أوسع من " العمدة " وهو أيضا كتاب واضح مرتب فيه جودة تصوير المسائل. شرحه التغلبي في كتاب أسماه " نيل المآرب " وهو شرح متوسط فيه بيان علل الأحكام , وشرحه أيضا الشيخ إبراهيم بن ضويان في كتاب أسماه " منار السبيل في شرح الدليل " وهذا الكتاب له عناية بالدليل , وخدم الكتاب بهذين الشرحين , وأيضا الكتاب له شروح مسموعة لجمع من أهل العلم. ومنار السبيل أيضا صار له حظوة عند أهل العلم بالشرح والتقريب , فخرج أحاديثه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " إرواء الغليل " وكمله الشيخ صالح بن عبدالعزيز , وأيضا أخونا الشيخ عبدالعزيز الطريفي له أيضاً " تكميل لإرواء الغليل " في الآثار التي لم يقف عليها الشيخ ناصر رحمه الله , هذا الكتاب المخدوم بهذه الطريقة , خرجت أحاديثه وعلق عليها, فبهذه الطريقة انتشر الكتاب عند أهل هذه البلاد , وإن كان في وقت مضى وقبل خدمته هذه الخدمة المتكاملة كانت شهرته عند حنابلة الشام , أعني كتاب " الدليل " كانت شهرته عند حنابلة الشام , بينما الحنابلة في هذه البلاد يعنون بكتاب " زاد المستقنع " لشرف الدين الجحاوي , وهو مختصر من " المقنع " وهو أمتن متون الفقه الحنبلي وأجمعها مسائل على اختصاره الشديد وصغر حجمه , فعني به أهل العلم قراءة و إقراءاً وشرحاً ودرساً , له شروح وله أيضاً أشرطة كثيرة سجل فيها لكثير من أهل العلم في هذه البلاد فلهم عناية بهذا الكتاب عناية فائقة , شرحه الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي في كتابه " الروض المربع " وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي تُقرأ في هذه البلاد , وعلى هذا الشرح حواشي للشيخ عبدالله أبابطين , وهي حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالله العنقري كذلك حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالرحمن بن قاسم حاشية اكتسحت الحواشي السابقة , فأدخلت فوائدها وزبدها فيها , وطبعت في سبعة مجلدات بعناية الشيخ عبدالله بن جبرين , " الزاد" عليه تعليقات منها " كلمات السداد " للشيخ فيصل بن مبارك , والشيخ محمد بن عبدالله الحسين آل أبا الخيل له حاشية وتعليقات على الزاد طبعها مع كتاب له سماه " الزوائد " جرد فيه زوائد " الإقناع " على الزاد , وكتب عليه حاشية وطبع الأربعة الزاد بحاشيته والزوائد بحاشيته , طبع في مجلد كبير باسم " الزوائد ". الشيخ صالح البليهي أيضاً له حاشية نفيسة مهمة في الباب اسمها " السلسبيل في معرفة الدليل " , عني الشيخ بالدليل رحمه الله تعالى عناية فائقة , وأيضا عني ببيان حكمة التشريع. وبيان محاسن الشريعة وضرر العمل بالقوانين الوضعية , وحلاه باختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن القيم , والشيخ محمد بن عبدالوهاب , وأئمة الدعوة , والشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ ابن باز أيضاً فقد ذكر بعض اختياراته , وأيضا ذكر بعض اختيارات - وإن كانت قليلة - شيخه الشيخ " صالح الخريصي" هذا شيخنا قرأنا عليه
¥