وسبق ان بينا معنى الأعرابي وأنه مجرد وصف لقوم يسكنون بادية العرب
نعم لهم أوصاف خاصة تختلف عن سكان الحضر إلا أن هذا غير مؤثر في رواية الحديث من جهة الضبط والإتقان
بل الأعراب أهل لغة وفصاحة والكتب المصنفة في اللغة تشهد بذلك فكيف يسوغ للباحث إطلاق قلمه بوصفهم بعدم الضبط والإتقان
بل المشهور عنهم كونهم اهل جفاء وجفوة وذ لك لعدم مخالطة اهل الحضر
كما هومعروف في ما ثبت في الأحاديث الصحيحة من تصرفاتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم
ثم ان النقاد كابي حاتم يصف الراوي بهذا الوصف وقد يعني مجرد النسب مثل قولهم:شامي حجازي مدني مكي 000
ولايريدون مزيدا على ذلك
كما يقول ابوحاتم أعرابي مجهول ثم بعد البحث يظهرانه صحابي
كما ورد في اللسان (6/ 36)
في ترجمة:- مسعود بن الربيع بن عمرو القاري قال أبو حاتم أعرابي مجهول انتهى وقد ذكره بن حبان في الصحابة وقال مات سنة ثلاثين وفي خلافة عثمان وكذا ذكر بن سعد وقد ذكره في القدريين بن سعد وشيخه وابن إسحاق والمعتمر بن سليمان وذكره كل من صنف في الصحابة فيهم والله أعلم
قال الحافظ في التهذيب (3/ 308) في ترجمة زياد بن جارية: وأبو حاتم قد عبر بعبارة مجهول في كثير من الصحابة
وفي اللسان (6/ 12) في ترجمة
مدلاج بن عمرو السلمي عن الرماني ويقال الزماري لا يدري من هو انتهى وهذا صحابي ذكره بن حبان وغيره في الصحابة زاد بن حبان حليف بني عبد شمس مات سنة خمسين وقال بن سعد شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وذكر وفاته كما تقدم والمصنف رحمه الله تبع بن الجوزي في ذكره في الضعفاء لكن صنع بن الجوزي أخف فإنه قال قال أبو حاتم مجهول وكذا هو في كتاب بن أبي حاتم في جماعة من الصحابة في الأفراد من حرف الميم وكذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة يطلق عليهم اسم الجهالة لا يريد جهالة العدالة وإنما يريد أنه من الأعراب الذي لم يرو عنهم أئمة التابعين 0
فمراد ابي حاتم ان هذا الراوي لم يشتهر بالرواية 0
وليس المراد بهذا الوصف كما قلتم:
وعند التأمل في الإسنادين تجد أن فيهما نوع إسنادي مشترك وهو رواية الأبناء عن الآباء مما يورد احتمالاً لإطلاق هذا الاصطلاح
_ أعني إسناد أعرابي _ على هذا النوع من الإسناد وهو ضعيف والله أعلم!
وإلا فما أثرمن مرويات الأبناء عن الآباء عن الأجداد من العرب ومن غيرهم من الموالي وكلهم ثقات مخرج لهم في الصحاح
مثل رواية
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
وله بهذا الإسناد نسخة كبيرة أكثرها فقهيات جياد
ونحو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده روى بهذا الإسناد نسخة كبيرة حسنة وجده هو معاوية بن حيدة القشيري
وطلحة بن مصرف عن أبيه عن جده وجده عمرو بن كعب اليامي ويقال كعب بن عمرو
قاله الأبناسي في الشذا الفياح (2/ 563)
ومن ذلك أحادبث أبي موسى الأشعري
يرويها عنه بنوه أبو بردة وأبو بكرو إبراهيم وموسى
وأحادبث سعد بن أبي وقاص
يرويها عنه بنوه إبراهيم وعامر وعمر ومحمد
ومحمد الابن يروي عنه ابنه إبراهيم
وأحاديثهم مخرجة محتج بها
ـ[أبو حبيب]ــــــــ[30 - 07 - 05, 10:25 م]ـ
الشيخ عبد الفتاح أُثمن لك هذا الطرح العلمي الرصين
والذي ينم عن سعة اطلاع وعلم نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً
فأثابك المولى جنة عرضها السموات والأرض.
ـ[أبويوسف السبيعي]ــــــــ[31 - 07 - 05, 04:10 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبد الفتاح:
لا شك أن الأمثلة التي ذكرتها مفيدة جدا في توضيح المراد بهذا الاصطلاح،
لكن قلت:
لافرق بين قول الناقد في الراوي اعرابي وبين قوله في سند له إنه إسناد أعرابي
]
أخالفك فيما قلته هنا
فأرى أن هناك فرقاً ظاهرا بين قولهم: فلان أعرابي، وإسناد أعرابي، فالأول صريح، والثاني محتمل.
فقولهم فلان أعرابي، لا يحتاج إلى تفسير وبحث واجتهاد، لأنه بيان لمسكنه أو أصله، وقد مثلت لذلك بقولهم مدني أو بصري ونحو ذلك.
وبعض الأمثلة التي ذكرتها هي من هذا النوع وقد حملتها على نوع من أنواع الجرح أو التعديل، نحو:
• الهرماس بن حبيب
شيخ أعرابى لم يرو عنه غير النضر بن شميل، و لا يعرف أبوه و لا جده
• الجلد بن أيوب.
الذي يظهر من كلامهم أنه أعرابي حقيقة سكن البصرة، لا محله محل الأعراب.
وقال الشافعي بعد تخريج حديثه في الحيض قال لي بن علية الجلد أعرابي لا يعرف الحديث
¥