ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 07:27 م]ـ
مع كامل تقديري لمقال للشيخ للسحيم وفقه الله أقول:
# ألا يوضع في الإعتبار عند استخدام الغلظة أو الرفق اختلاف الزمان والمكان .... وهل يصح أن يسوي المر بين مكان تفشو فيه المنكرات والبدع ولأهل الباطل قوة مكان تقل فيه المنكرات وتُنبذ فيها البدع؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 08 - 05, 04:16 م]ـ
الوارف في مشروعية التثريب على المخالف
للشيخ عبد العزيز الجربوع
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[09 - 08 - 05, 01:43 م]ـ
إليكم مقالين لاحد طلاب العلم:
================================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام، هذا موضوع لطالما أحببت أن أكتب فيه، لكن كان يمنعني أن يقرأه خصم للدعوة فيتخذه سبيلاً للطعن فيها، وما كان يسعفني أن أراسل كل طالب علم على حدته، فأحمد الله أن يسر للإخوان فتح هذا القسم.
الموضوع إخواني هو الشدة واللين، ولا يخفى عليكم أن الشرع وارد في وضع كل منهما في موضعه، لا لين مع من يستحق الشدة، ولا شدة مع من يستحق اللين، كما أن اللين مع من يستحقه يكون بقدر والشدة مع من يستحقها تكون بقدر.
وأكتفي بآية جامعة هي أصل في الدعوة. قال تعالى: (ادع) فعل أمر فتأمله (إلى سبيل ربك) إلى الإسلام والسنة (بالحكمة) بالكتاب والسنة فتعلم الجاهل (والموعظة الحسنة) بتذكير العالم وتخويفه وترغيبه (وجادلهم) إن كان ثم شبهة منعتهم من قبول الحق (بالتي هي أحسن) ليكون في ذلك تأليفاً لقلبه. وقال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) أي أن الظالمين المعاندين لا يجادلون بالحسنى، والله أعلم.
فتأمل أن الله تعالى جعل المخاطبين على مراتب أربع: الجاهل الغافل ثم الذي غلبته الشهوة ثم الذي منعته الشبهة ثم المكابر الذي يعلم الحق ويرده. وتأمل كيف جعل لكل مرتبة ما يليق بها من وسائل الدعوة: فالجاهل يعلم، وذو الشهوة يذكر، وذو الشبهة يناظر، والمكابر لا يلتفت إليه بل ربما قوتل. والناظر في سير الأنبياء والمرسلين يرى تأويل ذلك عملياً، وبسطه يطول، والله المستعان.
ثم إنا في بعض الأحيان نشتد على المخالف جداً حتى ينتقل الأمر من حوار علمي إلى سباب وشتائم، وهذا لا شك له أضرار مشاهدة، منها:
1. أنه يبعد عن الوصول إلى المطلوب من النقاش، لأن الموضوع سيتشتت.
2. أنه يشوره صورة أهل السنة في نفوس القراء، وهذه نقطة يستغلها أعداء السنة في الطعن في أهل السنة.
3. أنه يصرف الخصم عن قبول الحق، لأن الشتم يثير فيه عصبيته وعناده.
4. أنه ينحرف بعقل السني عن التفكير المتزن في المسألة إلى كيفية النيل من الخصم.
5. أنه قد يقدح في إخلاص الكاتب، لأنه الشتم يستثيره ليغضب لنفسه وتكون كتابته لأجل ذلك.
إلى غير ذلك المفاسد.
ولا أعني بذلك الميوعة مع المخالف، لكن أقصد الاعتدال، لا نشتط في الشدة إلى درجة السب والشتم، ولا نميع في اللين إلى درجة التنازل أو التغافل عن المنكرات.
ولنتأمل إخواني الكرام أن هذه المسألة تعتمد جداً على المصالح والمفاسد، وذلك مترتب على معرفة أحوال المخاطبين والقارئين، فلا يصح مثلاً أن نرى فلاناً من الأئمة اشتد على فلان من أهل البدع فنقيس أنفسنا عليه، إذ يقبل من ذلك الإمام ما لا يقبل ممن هو دونه، وقد يكون في زمن قوة السنة فيعمل على كبت المخالف لشذوذه، فلا يقاس عليه رجل في بلد ضعفت فيه السنة فبالكاد يعمل على إظهارها.
هذا، وإني أعلم أن هذا الأمر لا يخفى على الإخوة الكرام، لكن هي الذكرى، لا سيما وأن الغضب يذهل الإنسان عن كثير مما يعلم، والله أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا وسلم.
====================
هذه ضوابط لعلها تفيد في المسألة:
الشدة واللين تكون - والله أعلم - بحسب نوع الخطاب وحال المخاطََب (بالفتح) ودرجة المخاطِِب (بالكسر) وظروف الخطاب.
فالأول - نوع الخطاب - ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ. خطاب يراد به الرد على المخالف والتحذير منه.
ب. خطاب يراد به مناظرة المخالف ومحاورته.
ج. خطاب يراد به نصيحة المخالف وتعليمه ووعظه.
وظاهر - إن شاء الله - أنه يصلح في الأول من الشدة ما لا يصلح في الثاني فضلاً عن الثالث، ويصلح في الثالث من اللين والتلطف ما لا يصلح في الثاني فضلاً عن الأول.
¥