عن معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال قال: ثم دعا النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا وعمر أسفل منه، يبايع النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً»، وقال ابن حيان: كانت بيعة النساء في ثاني يوم الفتح على جبل الصفاء، بعد ما فرغ من بيعة الرجال، وهو على الصفا وعمر أسفل منه يبايعهن بأمره ويبلغهن عنه، قال الخضيري: هذا، ولما تمت بيعة الرجال بايعه النساء.
وفي هذا التقديم أفضلية الرجال على النساء وقوامتهم عليهن.
3 - الاختلاف في المضمون.
اختلف مضمون بيعة النساء على بيعة الرجال، فقد كانت بيعة النساء كما بينتها الأحاديث السابقة وتبينها اللاحقة فهناك أمور اشترك فيها الرجال مع النساء وهناك أمور اختص بها الرجال دون النساء وهناك أمور اختص بها النساء دون الرجال.
3 - ان النساء أتى إليهن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الأخرى أرسل إليهن عمر وكذلك في البيعة الثالثة أتى إليهن في مكانهن في المسجد، بينما الرجال دعاهم كما في الحديث دعانا رسول الله فبايعناه.
3 - ان اجتماع النساء في بيت وفي المسجد كما في الحديث: جمع نساء الأنصار في بيت بينما الرجال لم يكن لهم مكان محدد.
وهذان الأمران الأخيران دليلان على أن المرأة بطبيعتها وفتنتها انها تكون في مكان لا يراها الرجال فهن لم يأتين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما الحال في الرجال كما أن اجتماعهن في بيت وفي المسجد يؤكد ما قلناه.
ثالثاً: الأمور المشتركة بين الرجال والنساء في البيعة
هي: 1 - عدم الإشراك بالله، 2 - عدم السرقة، 3 - عدم قتل الأولاد، 4 - عدم الاتيان ببهتان، 5 - عدم المعصية في المعروف أي في كل أمر هو طاعة لله وإحسان إلى الناس، وكل ما أمر به الشرع ونهى عنه، والمعروف ما عرف حسنه من قبل الشرع.
وهذه أمور مشتركة بايع عليها الرسول صلى الله عليه وسلم النساء، وردت في آية البيعة السابقة الذكر كما بايع عليها الرجال. عن عبادة بن الصامت، قال: «أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء ان لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق، ولا نزني ولا نقتل أولادنا، ولا يعضه بعضنا بعضا.» الحديث. وفي لفظ النسائي: قال: ألا تبايعوني على ما بايع عليه النساء. قال ابن حجر: ظاهره أن هذه البيعة على هذه الكيفية كانت ليلة العقبة، وليس كذلك، وإنما كانت البيعة ليلة العقبة على المنشط والمكره في العسر واليسر إلى آخره وأما البيعة المذكورة هنا وهي التي تسمى بيعة النساء، فكانت بعد ذلك بمدة.
5 - البيعة على النصرة والمنعة: كما في حديث جابر «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة». فقمنا نبايعه فأخذ. وهذه الامور بويع عليها الرجال والنساء. والمرأة تستطيع ان تنصر دين الله بالدعوة اليه عن طريق القول باللسان او الكتابة في الصحف والمجلات. كما تستطيع نصرة دين الله بتربية ابنائها عليه.
رابعاً: امور اختص بها الرجال عن النساء
1 - البيعة على الإسلام: عن جرير رضي الله عنه يقول: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم». ولقوله صلى الله عليه وسلم لضماد: {هات يدك أبايعك على الإسلام} فبايعه.
2 - الصبر: ويدخل في الصبر امور كثيرة منها الجهاد، وعدم الفرار منه. قال العلماء: البيعة على الصبر تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات، فالبيعة على ان لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا او نقتل وهو معنى البيعة على الموت اي نصبر وان آل بنا ذلك الى الموت لا ان الموت مقصود في نفسه، وكذا البيعة على الجهاد اي والصبر فيه والله اعلم. عن مجاشع رضي الله عنه قال: «اتيت النبي صلى الله عليه وسلم انا واخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: مضت الهجرة لاهلها. فقلت: علام تبايعنا؟ قال: «على الإسلام والجهاد». وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان
¥