[كيف نوفق بين حديث الذكر وأحاديث الجهاد؟.]
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[20 - 10 - 05, 06:50 م]ـ
3704 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِى هِنْدٍ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِى بَحْرِيَّةَ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِى دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ». قَالُوا بَلَى. قَالَ «ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى». فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضى الله عنه مَا شَىْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَ هَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْهُ فَأَرْسَلَهُ.
فكيف نوفق بينه وبين الحديث الثابت: "لموقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند لحجر الأسود" .. والحديث الآخر: "لمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة"!.
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 10 - 05, 08:34 م]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/112.htm
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[22 - 10 - 05, 04:52 م]ـ
ولكنا ما زلنا نقول: إن الجهاد المجرد خير من الذكر المجرد!!.
فكيف نفهم الحديث الذي جعل الذكر "المجرد" خير من جميع ما سواه؟.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[23 - 10 - 05, 09:12 ص]ـ
قال الحافظ في فتح الباري 11/ 210
أخرج الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا" الا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله عز وجل "وقد أشرت إليه مستشكلا في أوائل الجهاد مع ما ورد في فضل المجاهد أنّه كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر وغير ذلك مما يدل على افضليته على غيره من الأعمال الصالحة وطريق الجمع والله اعلم ان المراد بذكر الله في حديث أبي الدرداء الذكر الكامل وهو ما يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله تعالى وأنّ الذي يحصل له ذلك يكون أفضل ممن يقاتل الكفار مثلا من غير استحضار لذلك وأنّ أفضلية الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد فمن اتفق له أنّه جمع ذلك كمن يذكر الله بلسانه وقلبه واستحضاره وكل ذلك حال صلاته أو في صيامه أو تصدقه أو قتاله الكفار مثلا فهو الذي بلغ الغاية القصوى والعلم عند الله تعالى وأجاب القاضي أبو بكر بن العربي بأنّه ما من عمل صالح الا والذكر مشترط في تصحيحه فمن لم يذكر الله بقلبه عند صدقته أو صيامه مثلا فليس عمله كاملا فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية ويشير إلى ذلك حديث نية المؤمن ابلغ من عمله الحديث الأول
ـ[زياد عوض]ــــــــ[23 - 10 - 05, 09:41 ص]ـ
وجه آخر للجمع بين الأحاديث
إحكام الأحكام 1/ 163
الأعمال و المفاضلة فيها باختلاف الجواب
وقد اختلفت الأحاديث في فضائل الأعمال و تقديم بعضها على بعض و الذي قيل في هذا إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص أو من هو في مثل حاله أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنّها المراد و مثال ذلك أن يحمل ما ورد عنه صلى الله عليه و سلم من قوله [ألا أخبركم بأفضل أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم؟] و فسره بذكر الله تعالى على أن يكون ذلك أفضل الأعمال بالنسبة إلى المخاطبين بذلك أو من هو في مثل حالهم أو من هو في صفاتهم و لو خوطب بذلك الشجاع الباسل المتأهل للنفع الأكبر في القتال لقيل له الجهاد و لو خوطب به من لا يقوم مقامه في القتال و لا يتمحض حاله لصلاحية التبتل لذكر الله تعالى و كان غنياً ينتفع بصدقة ماله لقيل له الصدقة و هكذا في بقية أحوال الناس قد يكون الأفضل في حق هذا مخالفا للأفضل في حق ذاك بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به و أمّا بر الوالدين فقد قدم في الحديث على الجهاد و هو دليل على تعظيمه و لا شك في أن أذاهما بغير ما يجب من البر في غير هذا ففي ضبطه إشكال كبير وأما الجهاد في سبيل الله تعالى فمرتبته في الدين عظيمة و القياس يقتضي أنه أفضل من سائر الأعمال التي هي وسائل فإن العبادات على قسمين منها ما هو مقصود لنفسه و منها ما هو وسيلة إلى غيره و فضيلة الوسيلة بحسب فضيلة المتوسل إليه فحيث تعظم فضيلة المتوسل إليه تعظم فضيلة الوسيلة و لما كان الجهاد في سبيل الله وسيلة إلى إعلان الإيمان و نشره وإخماد الكفر و دحضه كانت فضيلة الجهاد بحسب فضيلة ذلك و الله أعلم