تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول لشيخ الإسلام من يدلني على موضعه؟]

ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 10 - 05, 12:55 م]ـ

سمعت الشيخ عبدالعزيز الراجحي -حفظه الله- يقول: قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- يعسر التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد الذي ليس معه شيء من أعمال الجوارح. ويقول هذا هو إيمان الجهمية.

ولعل هذا الكلام من العلامة نقل بمعناه فمن يرشد إلى موضعه من كلام شيخ الإسلام وجزاكم الله خيراً.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 10 - 05, 06:16 م]ـ

لعل في هذا ما يفيد

مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 398]

وأيضا فإن الفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالى عن الانقياد الذى يجعل قول القلب أمر دقيق واكثر العقلاء ينكرونه وبتقدير صحته لا يجب على كل أحد أن يوجب شيئين لا يتصور الفرق بينهما واكثر الناس لا يتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه

مجموع الفتاوى [جزء 7 - صفحة 400]

والمقصود هنا أن الإنسان إذا رجع الى نفسه عسر عليه التفريق بين علمه بأن الرسول صادق وبين تصديق قلبه تصديقا مجردا عن انقياد وغيره من اعمال القلب بأنه صادق

ـ[همام بن همام]ــــــــ[11 - 10 - 05, 07:34 م]ـ

تنبيه: جهزت هذا الكلام قبل أن أرى رد الشيخ عبدالرحمن حفظه الله، ولكن آثرت إدراجه لما فيه زيادة بيان إن شاء الله.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (7\ 398 - 400) ما نصه:

"وأيضًا، فإن الفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالي عن الانقياد الذي يجعل قول القلب أمر دقيق، وأكثر العقلاء ينكرونه، وبتقدير صحته لا يجب على كل أحد أن يوجب شيئين لا يتصور الفرق بينهما، وأكثر الناس لايتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه، ويقولون: إن ما قاله ابن كلاب، والأشعري من الفرق، كلام باطل لا حقيقة له، وكثير من أصحابه اعترف بعدم الفرق، وعمدتهم من الحجة إنما هو خبر الكاذب، قالوا: ففي قلبه خبر بخلاف علمه، فدل على الفرق. فقال لهم الناس: ذاك بتقدير خبر وعلم ليس هو علمًا حقيقيًا ولا خبرًا حقيقيًا، ولما أثبتوه من قول القلب المخالف للعلم والإرادة، إنما يعود إلى تقدير علوم وإرادات لا إلى جنس آخر يخالفها.

ولهذا قالوا: إن الإنسان لا يمكنه أن يقوم بقلبه خبر بخلاف علمه، وإنما يمكنه أن يقول ذلك بلسانه، وأما أنه يقوم بقلبه خبر بخلاف ما يعلمه، فهذا غير ممكن، وهذا مما استدلوا به على أن الرب ـ تعالى ـ لا يتصور قيام الكذب/بذاته؛ لأنه بكل شيء عليم، ويمتنع قيام معنى يضاد العلم بذات العالم، والخبر النفساني الكاذب يضاد العلم.

فيقال لهم: الخبر النفساني لو كان خلافًا للعلم لجاز وجود العلم مع ضده كما يقولون مثل ذلك في مواضع كثيرة، وهي من أقوى الحجج التي يحتج بها القاضي أبو بكر وموافقوه في مسألة العقل وغيرها، كالقاضي أبي يعلى، وأبي محمد بن اللبان، وأبي علي بن شاذان، وأبي الطيب، وأبي الوليد الباجي، وأبي الخطاب، وابن عَقِيل وغيرهم، فيقولون: العقل نوع من العلم، فإنه ليس بضد له، فإن لم يكن نوعًا منه كان خلافًا له، ولو كان خلافًا لجاز وجوده مع ضد العقل، وهذه الحجة وإن كانت ضعيفة ـ كما ضعفها الجمهور، وأبو المعالي الجويني ممن ضعفها ـ فإن ما كان مستلزمًا لغيره لم يكن ضدا له، إذ قد اجتمعا، وليس هو من نوعه، بل هو خلاف له على هذا الاصطلاح الذي يقسمون فيه كل اثنين إلى أن يكونا مثلين، أو خلافين أو ضدين، فالملزوم كالإرادة مع العلم أو كالعلم مع الحياة، ونحو ذلك ليس ضدًا ولا مثلاً، بل هو خلاف، ومع هذا فلا يجوز وجوده مع ضد اللازم، فإن ضد اللازم ينافيه، ووجود الملزوم بدون اللازم محال، كوجود الإرادة بدون العلم، والعلم بدون الحياة، فهذان خلافان عندهم، ولا يجوز وجود أحدهما مع ضد الآخر.

كذلك العلم هو مستلزم للعقل، فكل عالم عاقل، والعقل شرط في العلم، فليس مثلاً له ولا ضدًا ولا نوعًا منه، ومع هذا لا يجوز وجوده مع ضد العقل،/ لكن هذه الحجة تقال لهم في العلم مع كلام النفس الذي هو الخبر، فإنه ليس ضدًا ولا مثلاً، بل خلافًا، فيجوز وجود العلم مع ضد الخبر الصادق وهو الكاذب، فبطلت تلك الحجة على امتناع الكذب النفساني من العالم، وبسط هذا له موضع آخر.

والمقصود هنا أن الإنسان إذا رجع إلى نفسه عسر عليه التفريق بين علمه بأن الرسول صادق وبين تصديق قلبه تصديقًا مجردًا عن انقياد وغيره من أعمال القلب بأنه صادق. " انتهى

ففي هذا النقل أن التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد عن الانقياد وغيره من أعمال القلب عسير، وليس فيه التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد عن أعمال الجوارح.

ويشكل على كلام الشيخ الراجحي حفظه الله أن شيخ الإسلام نقل هذا التفريق عن ابن كلاب والأشعري، لا عن الجهمية. والله أعلم

فما قول الشيخ حارث حفظه الله وبقية المشايخ.

ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 10 - 05, 12:44 ص]ـ

شكر الله لكما وجزاكما الله خيراً، فقد أجدتما وأفدتما عظم الله النفع بكما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير