تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف يكون الزواج مودة و رحمة، إذا لم تنضبط طبائع النساء الفطرية؟]

ـ[التائبة إلى الله]ــــــــ[01 - 11 - 05, 11:23 م]ـ

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يظن البعض أن المرأة التي لا تحمل بين جنباتها شيئاً من الكيد و الغيرة، هي امرأة غير مكتملة الأنوثة من الناحية النفسية، ولا أدري إن كان هؤلاء يقصدون اكتمال مركب النقص في المرأة، أو اكتمال العاطفة لديها؟

ونحن نعلم من طبيعة المرأة كفران العشير وكثرة اللعن، استناداً للسنة المطهرة، و الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فقد صح أنه (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)

فكيف يمكن التوفيق عملياً بان الزواج مع هذه الطبائع يمكن أن يكون مودة ورحمة، كما جاء ذلك في كتاب الله الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]؟؟

و نحن نسلم أن هذه الصفات فعلاً طبيعة أساسية في كل امرأة، لكن هل يمكن السيطرة عليها، و ضبطها و تصريفها بالشكل الصحيح الذي يمكن من خلاله تقليل الذنوب الموجبة لدخول النار – إلى جانب الصدقة -؟

كنتُ أفكر في هذا الأمر كثيراً، و ثارت عندي تساؤلات شتى، خاصةً لما تأملت في الآيات التالية:

(إنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً *إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* و َإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً* إِلَّا الْمُصَلِّينَ) [المعارج: 19 - 22]

وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8]

وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [الروم: 33]

وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً [الإسراء: 67]

وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ [هود: 10]

وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [يونس: 12]

فهل هذه الآيات تعني أصلاً أن طبيعة كل إنسان بلا استثناء (مؤمن أو غير مؤمن) أنه يتنكر لنعم الله، و يتضرع في الضراء، و ينسى في السراء؟؟؟

أم أن الله استثنى من هذا المؤمنين، و ذكر هذه الآيات ليحث المؤمنين على التغلب على هذه الطبيعة، و يدرؤوها عن أنفسهم؟

ثم ننظر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له

).

فكيف نوفق بين الآيات السابقة وهذا الحديث؟

وهل يمكننا أن نقول من خلال ما سبق: أن المؤمن يتغلب على الطبائع البشرية الناقصة و يهذبها و يروضها، و هذا ضربٌ من مجاهدة النفس، و كبح جماحها؟؟

# هل يمكن أن نقيس طبائع المرأة كالكيد و الغيرة و العجلة وكثرة اللعن و تكفير العشير على طبيعة النكران و الجحود في بني آدم عموماً، والتي وردت في القرآن الكريم؟؟

# برأيي:لم تكن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن كثيرات اللعن، أو مكفرات للعشير، أو عظيمات كيد، مع أنهن بشر، و الدليل أيضاً على طبيعتهن البشرية أن الغيرة ظهرت بينهن و هذا مما جبلت عليه طبائع النساء، و لذلك فإن إسقاط سيرتهن على أرض الواقع في حياتنا نحن، ليس صعباً و لا مستحيلاً إذا ما توفر عاملي الإيمان و الفضيلة، لأنهن بشر مثلنا، هذا اولاً، و ثانياً لأن الله لم يخصهن بعصمة من الأخطاء وهكذا نحن، فهل يمكن أن نحقق هذا في حياتنا فعلاً؟؟؟ فهكذا المؤمن ينظر إلى العلياء وليس إلى الدون، و لا يقول هذه طبيعتي جبلتي و لا يمكن أن أغيّرها!!!

# لماذا يحمل البعض إعظامهم لسيرة خديجة رضوان الله عليها و إكبارهم لها و لوقوفها بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تثاقل الإقتداء بها و الطمع في أن نصل إلى منزلة عالية من الإيمان و الهدوء و الذكاء العاطفي و التحبب و اللين و العطف و الحنان كما كانت رضوان الله عليها؟

فاستصغار النفس إلى جانب العظام من الناس ينبغي أن يحملنا على السير في خطاهم، لا الابتعاد عنهم بحجة عدم الاستطاعة.

# هل يمكن القول بأن: النساء لا يقتصر كيدهن العظيم في الشر فقط، بمعنى أن هذه القدرة قد تستغل في الخير؟ ولعل من صفات نساء أهل الجنة (العروب): أي كثيرة التحبب إلى زوجها فهل هذا من الكيد المحمود؟

# و ختاماً هل يمكن للمرأة المؤمنة أن تصل إلى منزلة عالية من الإيمان، تجعلها لا تكثر اللعن، و لا تكفر العشير، و تهذب غيرتها، و تروض مشاعرها، و تضبط كلامها في حال الغضب؟؟؟

نسأل الله عزوجل أن يطهر قلوبنا من الشقاق و النفاق و مساويء الأخلاق، و أعمالنا من الرياء و السمعة، و ألسنتنا من الكذب، و أعيننا من الخيانة، إنه يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير