قلت ولا مانع من جَمْعهم بين التكبير و التلبية وإن أباه من أباه كما تقدم في حديث أنس و كما بوب عليه البخاري، لكن التلبية من الحاج قبل وقت قطعها آكد وأثبت من التكبير في حقه، لكن لا بأس بالجمع بينهما ومع هذا فقد قال الثوري: إذا اجتمع التكبير والتلبية بدأ بالتكبير.
والمقصود أن يكبِّر المسلم في هذه الأيام سواء ابتدأ التكبير من ظهر يوم النحر وقطعه في صلاة الصبح في اليوم الرابع من أيام العيد أو ابتدأه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الرابع من أيام العيد يوم النفر الأخير. كما هوقول أحمد وإسحاق وغيرهم
لكن القول بابتدائه من يوم عرفة من صلاة الصبح أرجح و أحوط، والقائلين به أكثر وهو أعم الأقوال وهو ثابت عن من يقتدى به من السلف من الصحابة و غيرهم وفيه أيضا تكثير للتكبير، والزيادة في ذكر الله أفضل. وقد رجحه شيخ الإسلام وجعله هو الصحيح المروي عن أكابر الصحابة (مجموع الفتاوى 24/ 222).و رجحته هيئة كبار العلماء عندنا.
فالتكبير المقيَّد بما بعد الصلوات الراجح أنه يبدأ من فجر يوم عرفة وهو في حق أهل الأمصار و الحجاج لكنه في حق أهل الأمصار لا اختلاف فيه عند الجماهير وفي حق الحجاج فيها من الاختلاف ما تقدَّم عن سفيان و أحمد من التفريق بين الحجاج وغيرهم في وقت ابتداء التكبير وبه قال أبو ثور و الراجح عدم التفريق.
قال الحافظ ابن حجر: (أما صيغة التكبير فأصحّ ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) اهـ. فتح الباري:2/ 462
وقال: جماعة ليس فيه شيء مؤقت.
والسبب في هذا الاختلاف في صفة التكبير ووقته عدم التحديد في ذلك في الشرع فالأمر واسع.
صفة التكبير:
وصفة التكبير المختارة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وهذا قول عمر وعلي وابن مسعود و به قال الثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وابن المبارك، إلا أنه زاد على ذلك: (على ما هدانا) لقوله: (لتكبروا الله على ما هداكم) (الحج 37).وقال سعيد بن جبير:تفسير الثعلبي: 2/ 118ومالك والشافعي يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر نسقا ثلاثا.
و الأمر واسع. قال ابن عبد البر: (وأما كيفية التكبير فالذي صح عن عمر وابن عمر وعلي وبن مسعود أنه ثلاث ثلاث الله أكبر الله أكبر الله أكبر وقد ذكرنا اختلاف الفقهاء في ذلك أيضا وكل ذلك واسع) اهـ. الاستذكار:4/ 338.
وسُئل ابن القاسم في المدوّنة: (كيف تكبير أيام التشريق في قول مالك (قال) سألناه عنه فلم يَحُدَّ لنا فيه حدّاً (قال ابن القاسم) وبلغني عنه أنه كان يقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر) اهـ. فتركُ مالك الحدَّ فيه في هذه الرواية الصحيحة عنه يدل على أنه يرى الأمر واسعاً.
قال الحافظ ابن حجر: (أما صيغة التكبير فأصحّ ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) اهـ. فتح الباري:2/ 462 وقال: جماعة ليس فيه شيء مؤقت.
والسبب في هذا الاختلاف في صفة التكبير ووقته عدم التحديد في ذلك في الشرع فالأمر واسع فمن كبر بأي صيغة واردة عن السلف فهي داخلة في معنى التكبير المأمور به
وإن كان الاختيار في صفته هو ما تقدم عن غير واحد من كبار الصحابة.
ـ[وفاءمرس]ــــــــ[16 - 01 - 10, 07:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا