تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - 08 - 08, 01:06 ص]ـ

دفاع اقبال عن الإسلام

قام إقبال بالعديد من المساهمات العلميَّة الجادَّة التي كانت سببًا رئيسًا في الدفاع عن الإسلام، فكانت فلسفته قائمة على القوَّة والوَحدة، وقبل وفاته بستَّة أشهر زاره العلامة أبو الحسن الندوي، فعبَّر له إقبال عن نظرته للفلسفة قائلاً: "إن علوم الطبيعة تلتقي مع الإسلام على الجدِّ والعمل والبعد عن البحوث الفلسفيَّة التي لا جدوى فيها، وقد ظلَّت هذه الروح متغلغلة في المجتمع الإسلامي قرنين، وبقي متمسِّكًا بالعقيدة والعمل والسيرة والخلق حتى طغت عليه الفلسفة الإغريقية ... ". ثم تحدث إقبال عن الفلسفة الإلهية، وكيف شغلت الشرق واستهلكت قواه، وذكر أن أوربا إنما نهضت وملكت العالم لمَّا ثارت على هذه الفلسفة أي فلسفة ما بعد الطبيعة، وبدأت تشتغل بعلوم الطبيعة المجدية المنتجة، ولكن قد حدث وثار من المسائل في هذا العصر ما يخاف معه أن ترجع أوربا القهقرى، وذكر أن العقل العربي كان الأقدر على فهم الإسلام فهمًا صحيحًا، والأجدر على حمل أمانته [1] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn1).

أمَّا شعر إقبال فإنه يتميَّز بذوبانه وراء شعلة الإسلام التي ملأت العالم نورًا وحرارة، وقد قضى حياته في البحث عن تلك الأمجاد التي مضت، وأولئك الأبطال الذين رحلوا وغابوا في غياهب الماضي، فشِعره يوقظ العقول، ويهزُّ النفوس، ويُربي الآمال في الصدور، ولا عجب إذا كان شعره يملأ القلوب حماسة وإيمانًا، وكان وقعه في النفس كبيرًا وعميقًا، فقد سالت في شعره دموعه ودماؤه، وفاضت فيه مهجته ودعاؤه!

وإقبال من الشعراء القليلين الذين وهبوا حياتهم للفكرة الإسلاميَّة، فأقام شعره وقلمه وبيانه في سبيل تجلية عظمة الإسلام وفضله، وما من شاعر ممن كتبوا عن الإسلام إلاَّ شاركوا فيه فنونًا أُخَر ما عدا إقبال [2] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn2).

فشِعر إقبال مليء بالمعاني الإيمانيَّة القويَّة، التي فيها يسير إقبال مع القارئ يُخبره عن الإيمان، ويوصله بطريق انسيابيَّة نحو الله تعالى، فيقول:

أين ما يُدْعَى ظلامًا يا رفيق الليل أين* إن نور الله في قلبي وهذا ما أراهُ

قد مشينا في ضياء الوحي حبًّا واهتدينا* ورسول الله قاد الرَّكْب تحدوهُ خطاهُ [3] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn3)

ويقول إقبال في قصيدته الطويلة "شكوى" وهي دمعة أرسلها من عينه وتكلَّم بها في قصيدة يشكو إلى الله حال العالم الإسلامي، يشكو من المسلمين ويشكو من بُعدهم عن دينهم وعن رسالتهم، ويبيِّن لهم أنَّ الانتصار لن يتحقَّق إلاَّ بالإيمان, وأن الإنسان لا يصلح إلاَّ بالإيمان وأنَّ الدنيا لا تصلح إلاَّ بالآخرة، وأنَّ المسجد لا يصلح إلاَّ مع المزرعة والمزرعة مع المسجد، هذا هو ما يريد أن يقوله للناس.

فيقول عن هذا:

إذا الإيمان ضاع فلا أمانَ * ولا دنيا لمن لم يحي دينَا

ومَن رَضِيَ الحياة بغير دِين* فقد جعل الفناء لها قرينَا

تُسانِدُها الكواكب فاستقرَّتْ* ولولا الجاذبيَّة ما بَقِينَا

وفي التوحيد للْهِمَمِ اتحادٌ * ولن نصل العلا متفرِّقينَا [4] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn4)

كما يصف الكافر قائلاً:

إنَّما الكافر تيهانِ * له الآفاق تيهْ

وأرى المؤمن كونًا* تاهت الآفاق فيهْ [5] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn5)

ويصف مشاعره وأحاسيسه في قصيدته: "إلى مدينتك يا رسول الله"، التي ترجمها أبو الحسن الندوي نثرًا:

يا رسول الله، زرتك البارحة في المنام، فأتيتُ إليك أشكو ظلم الهنود، وأشكو ما فعلوا برسالتك، إنهم يا رسول الله، حوَّلوا رسالتك إلى تمائم ومسابح وإلى رقصات، إن رسالتك يا رسول الله، انبعثت من المدينة فأحيتني، وأحيت أمثالي, لكنْ رَفَضَ الهنودُ أنْ يستجيبوا لك يا رسول الله.

ثم يصف خروج الرسالة من طيبة الطيبة وذهابها إلى العراق ثُمَّ إلى الأتراك ثُمَّ إلى الهنود، وأنها ترتفع بإذن الله لتغطِّي الدنيا:

مِنْ ثَرَاهَا قَدْ كَتَبْنَا النُّور في دنيا الوجودْ * وعلى أهْدابها صُغْنَا معانٍ من خلودْ

حِكْمَةُ الإيمان من طِيبَةَ سَارَتْ للْعِرَاقِ * وهفا الأتراكُ في دُنْيَا رُؤاها والهنودْ [6] ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1071#_ftn6)

http://www.islamstory.com/article.php?id=1071

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير