تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ)، وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).

فهذا ونحوُه (قرمطةٌ) ظاهرةٌ من هؤلاء الظاهريَّة، الذين يدَّعُون الوقوفَ مع الظاهرِ، وقد قالُوا بنحو مقالةِ (القرامطة الباطنية) في بابِ توحيدِ الله وأسمائه وصفاته، مع ادِّعائِهم الحديثَ ومذهبَ السلفِ، وإنكارِهم على الأشعريِّ وأصحابِه أعظم إنكارٍ (1)، ومعلومٌ أنَّ الأشعريَّ وأصحابَه أقربُ إلى السَّلفِ والأئمَّةِ ومذهب أهل الحديث في هذا البابِ من هؤلاء بكثيرٍ.

وأيضاً: فهم يدَّعُون أنَّهُم يوافقون أحمدَ بن حنبل ونحوَهُ من الأئمة في مسائل القرآن والصفاتِ، وينكرونَ على الأشعريِّ وأصحابِه، والأشعريُّ وأصحابُه أقربُ إلى أحمدَ بن حنبل ونحوِه من الأئمَّةِ في مسائل القرآن والصفاتِ منهم تحقيقاً وانتساباً:

أما تحقيقاً: فمن عَرَف مذهبَ الأشعري وأصحابِه ومذهبَ ابنِ حزم وأمثالِه من الظاهرية في باب الصفات؛ تبيَّنَ له ذلك، وعلِمَ هو وكُلُّ من فهم المقالتَينِ أنَّ هؤلاء الظاهريَّةِ الباطنيَّةِ (!!) أقربُ إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفةِ من الأشعريَّةِ، وأنَّ الأشعريَّةَ أقربُ إلى السلف والأئمَّةِ وأهلِ الحديث منهم.

وأيضاً فإنَّ إمامهم داودُ وأكابرُ أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السُّنَّة والحديث، ولكن من أصحابِه طائفةٌ سلكت مسلك المعتزلة.

وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات، وإن خالفُوهم في القدر والوعيدِ.

وأما الانتسابُ: فانتساب الأشعريِّ وأصحابِه إلى الإمام أحمد خُصُوصاً وسائرِ أئمَّة أهلِ الحديث عُموماً ظاهرٌ مشهورٌ في كتبهم كُلِّها ".


(1) ولذلك كان الأشعرية يحذرون من كتاب ابن حزم في الملل والنحل، قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (1/ 90): " وهذا ابن حزم رجلٌ جريٌّ بلسانه، متسرعٌ إلى النقل بمجرد ظنِّه، هاجم على أئمة الإسلام بألفاظِه، وكتابُه هذا: ((الملل والنحل)) من شر الكُتُب، وما برح المحقِّقُون من أصحابنا ينهَون عن النظر فيه لما فيه من الإزراء بأهل السنة، ونسبةِ الأقوال السخيفةِ إليهم من غير تثبُّتٍ عنهم، والتشنيعِ عليهم بما لم يقولُوه.
وقد أفرط في كتابه هذا في الغضِّ من شيخ السنة أبي الحسن الأشعري وكاد يصرح بتكفيره في غير موضع، وصرَّح بنسبته إلى البدعة في كثير من المواضع وما هو عنده إلا كواحدٍ من المبتدعة.
والذي تحقَّقتُه - بعد البحث الشديد -: أنه لا يعرِفُه، ولا بلَغَه بالنَّقلِ الصحيح معتقدُه، وإنما بلغته عنهُ أقوالٌ نقلها الكاذبُون عليه، فصدَّقَها بمجرد سماعه إياها، ثم لم يكتف بالتصديق بمجرد السماع حتى أخذ يُشنِّع!!.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير