وجدت فى فتح القدير للشوكانى رحمه الله ما يلى:
قوله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم): أي بعد إظهاركم الإيمان مع كونكم تبطنون الكفر) أه ..
و فى الآية السابقة قال تعالى: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة) , فأثبت الله عليهم النفاق ...
أرجو مزيد توضيح , و أسأل الله أن يجزى أخوى الفاضلين عبد الرحمن و أبا لجين خير الجزاء ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:40 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب خطاب .. تأمّل معي حفظك الله ..
1 - مذهب أهل السنة والجماعة أن الكفر الأكبر المُخلّد في النار لا بد أن يكون أصله في القلب ..
كما أن الإيمان المُنجّي من الخلود في النار لا بد أن يكون أصله في القلب ..
2 - لا يلزم من ذلك أن نربط (سبب) حصول الكفر بالقلب.
بل إنّ أهل السنّة والجماعة الخُلّص يقولون إن الكفر يكون بواحد من أمور (على الأقلّ): بالترك، وبالعمل، وبالقول، وبالاعتقاد.
3 - فقولهم بالاعتقاد: يجمع أنواع الكفر التي تنشأ من القلب، كالاستحلال، والتكذيب، والجحود .. إلخ
ويدخل في هذا الكفر بالشكّ وإن أفرده بعض الأئمة بالذكر.
وقولهم بالقول: معناه أن الكفر قد ينشأ من كلمة يقولها شخصٌ مؤمن ظاهرًا وباطنًا فيحصل له الكفر بسبب هذه الكلمة ظاهرًا وباطنًا .. وقد يكون مؤمنًا قبل التكلّم بها، فيحصل له الكفر ظاهرًا وباطنًا بسبب كلمة.
وقولهم بالترك: معناه أن الكفر قد ينشأ من الترك فيحصل له الكفر بسبب الترك وإن كان قبل ذلك مؤمنًا .. فيصير كافرًا ظاهرًا وباطنًا بسبب الترك.
مثل اختلافهم في تارك الصلاة كسلا (وكذلك بقيّة المباني) .. هل يكفر أم لا؟
وهذا الاختلاف كان بعد إجماعهم على أن الترك كسلا كاف في حصول الكفر ..
واختلافهم إنما هو في التطبيق، أي: هل مسألة ترك الصلاة من هذا النوع أم لا؟
لذلك تجد أن مسألة كفر تارك الصلاة معدودة في الاختلاف الفقهي السائغ .. وليس في الاختلاف العقديّ.
وقولهم بالفعل: معناه أن الكفر قد ينشأ بسبب فعل يفعله فيصير بسببه كافرًا ظاهرًا وباطنًا وإن كان قبل ذلك مؤمنًا ظاهرًا وباطنًا.
والخلاصة:
(أن الكفر الأكبر لا يكون إلا مقرونًا بكفر القلب، لكن لا يلزم أن ينشأ الكفر ويبتدأ من القلب ثم بعد ذلك يظهر على اللسان أو الجوارح، بل يمكن أن ينشأ من اللسان أو من الجوارح ابتداءً ثم يحصل الكفر للقلب بسببه)
وهذا هو معنى قولهم: (الكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد) ..
ولو كان معنى كلامهم أن الكفر راجع إلى الاعتقاد ولابد لكان ذكرهم للقول والفعل حشو ولغو فارغ .. فتأمّل.
وقد غلط أقوامٌ قديمًا وحديثًا بسبب عدم فهمهم قاعدة أهل السنة تلك ..
فقوم غلطوا وفهموا من اقتران الكفر بالقلب ونص أهل السنة على أن الكفر لا يكون إلا في القلب أن الكفر لا بدّ أن ينشأ من القلب أوّلا ..
فأرجعوا كل أنواع الكفر إلى أنه بدأ في القلب ..
فجعلوا الكفر كفر الاستحلال فقط .. أو الاستحلال والتكذيب أو .. أو .. إلخ وهذا مذهب المرجئة في هذه المسألة وهو مذهب ردي غير مرضي.
فقالوا لا ينطق بالكفر إلا بعد أن يعتقده ..
لا يفعل الكفر إلا بعد أن يستحلّه ... إلخ هذه البدع.
فإن قال قائل:
وهل يتكلّم المرء بالكفر من غير أن يكون مريدًا وقاصدًا للكفر؟
قلنا: نعم ..
ومن أدلّتنا (التي هي أدلة أهل السنّة) الآية التي تفضّلتَ بذكرها .. فقد تتابع الأئمّة على الاستدلال بها على ما ذكرنا .. أن مجرد الكلمة كافٍ في حصول الكفر ظاهرًا باطنًا ..
مع أنهم أرادوا الاعتذار بأنهم ما قصدوا كفرًا إنما كانوا يخوضون ويلعبون ..
وكذلك ترك التحاكم إلى الرسول تركًا محضًا يكفر به المرء وإن كان سببه قوة الشهوة، وإن لم يكن سببه اعتقاد حلّ ذلك، أو جوازه.
كما نص شيخ علماء الإسلام أبو العباس ابن تيميّة رحمه الله.
وعليه فلا إشكال البتة في كلام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، بل هو على جادة مذهب أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم أجمعين.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:59 ص]ـ
ما شاء الله يا شيخ أزهرى ..
أصبت الهدف والله , فجزاك ربى خير الجزاء ..
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:30 ص]ـ
قال الحفيد معالي الشيخ صالح آل الشيخ:
¥