تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام رحمه الله (وكذلك الذين قال الله فيهم:?قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ?) أيضا يضاف إلى ما سبق في تقرير الجواب الأول أنه قال جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ)، قوله جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ) دل على أن الكفر معتبر فيه القول، ولو كان يحميهم منه عدم الاعتقاد لنفوا عن أنفسهم الاعتقاد وأقروا بالقول؛ لأنهم يقصدون البعد عن الكفر، فلما لم يحتجوا باعتقادهم الباطن ولا بإيمانهم الباطن دل على حصول الكفر منهم بالظاهر بكلمة الظاهر، فقوله جل وعلا (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ) احتاجوا إلى الحلف بالله أنهم لم يقولوا؛ لأن الكفر يعلمون أنه يحصل بقولهم، ولو علموا أنهم لو حلفوا بأنهم لم يعتقدوا أو لم يقروا بهذا أو يلتزموه في قلوبهم؛ يعني لو علموا أنهم لو أحالوا على ما في قلوبهم لنجوا لأحالوا على ما في قلوبهم؛ ولكن الله جل وعلا بيّن أنهم حلفوا على انتفاء قولهم أصلا، وذلك لأجل أن يسلموا من الكفر وقد قال جل وعلا بعدها (وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ).

(كذلك الذين قال الله فيهم: ?قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ? [التوبة:65 - 66]) ففي هذه الآية (صرح الله جل وعلا أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح)، وهؤلاء كانوا من المنافقين كما قال الله جل وعلا ?يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً? [التوبة:64 - 66]، فدلت هذه الآيات على أن هؤلاء كانوا منافقين وأن تكفيرهم لأجل ما حصل منهم من الاستهزاء بالله والآيات والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتعليق حكم التكفير في الآية بالاستهزاء بهذه الثلاثة دلّ على أن المسلم الذي يُحكم بإسلامه ظاهرا:

· إذا استهزأ بالله فإنه يكفر بعد إيمانه.

· أو استهزأ بآي الله المتلوة -يعني القرآن- فإنه يكفر بعد إيمانه.

· أو استهزأ بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه يكفر بعد إيمانه.

(قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ) فدل هذا على تعليق التكفير بالاستهزاء بهذه الثلاثة وهي الاستهزاء بالله ويدخل في ذلك السب واللعن واشباه ذلك أو الاستهزاء القرآن بنفس الآيات في الآيات نفسها أو بالآي نفسها أو بسورة من القرآن، أو استهزاء بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو سب القرآن أو سب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يقبل منه اعتذاره بأنه لم يعتقد أو أنه إنما قالها على وجه المزح واللعب (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فدل هذا على أن من حصلت منه كلمة الكفر فإنه يكفر بعد إسلامه ويكفر بعد إيمانه، وهذا هو المراد من تقرير هذا الجواب.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:50 م]ـ

الحمد لله وحده ..

وأنت أخي خطاب جزاك الله كل خير.

ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:50 م]ـ

جزاك الله خيرا أخى الحبيب أبا فيصل ..

فالخلاصة كما فهمت , أن الرجل قد يكون فى قلبه من الإيمان الباطن , و لكن يأتى بقول أو فعل كفرى فينتفى ما فى قلبه من الإيمان الباطن .. و لا يلزم أن ينشأ الكفر من القلب , بل قد ينشأ من القول أو الفعل و لكن هذا يؤدى إلى انتفاء إيمان القلب و لا محالة ..

صحيح؟

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:19 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

نعم عين الصحة.

ـ[أبو لجين]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:04 م]ـ

على كل الأحوال كونهم منافقين لا يعني انتفاء الحكم بكفر من أظهر الإيمان إذا استهزأ بالله ورسوله

ـ[صالح بن علي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:05 م]ـ

هل تابوا بعد قولهم هذا؟؟

ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 11:04 م]ـ

على كل الأحوال كونهم منافقين لا يعني انتفاء الحكم بكفر من أظهر الإيمان إذا استهزأ بالله ورسوله

للرفع ....

أحسن الله إليك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير