تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلو كان مقصوده مجرد الفرق لحصل ذلك بأي وجه حصل به الاختلاف. وقد تقدم فساد ذلك بل أبلغ من ذلك أن المقصود باللباس إظهار الفرق بين المسلم والذمي ليترتب على كل منها من الأحكام الظاهرة ما يناسبه. ومعلوم أن هذا يحصل بأي لباس اصطلحت الطائفتان على التميز به ومع هذا فقد روعي في ذلك ما هو أخص من الفرق فإن لباس الأبيض لما كان أفضل من غيره. كما قال صلى الله عليه وسلم " {عليكم بالبياض فليلبسه أحياؤكم. وكفنوا فيه موتاكم} " لم يكن من السنة أن يجعل لباس أهل الذمة الأبيض ولباس أهل الإسلام المصبوغ كالعسلي والأدكن ونحو ذلك بل الأمر بالعكس. كذلك في الشعور وغيرها: فكيف الأمر في لباس الرجال والنساء 6 - ليس المقصود به مجرد الفرق بل لا بد من رعاية جانب الاحتجاب والاستتار.

6 - وكذلك أيضا ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن دون الفرق بينهن وبين الرجال؛ بل الفرق أيضا مقصود حتى لو قدر أن الصنفين اشتركوا فيما يستر ويحجب بحيث يشتبه لباس الصنفين لنهوا عن ذلك. والله تعالى قد بين هذا المقصود أيضا بقوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فجعل كونهن يعرفن باللباس الفارق أمرا مقصودا. ولهذا جاءت صيغة النهي بلفظ التشبه بقوله صلى الله عليه وسلم " {لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال. والمتشبهين من الرجال بالنساء} " وقال: " {لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء} " فعلق الحكم باسم التشبه. ويكون كل صنف يتصف بصفة الآخر. وقد بسطنا هذه القاعدة في (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم وبينا أن المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسبا وتشابها في الأخلاق والأعمال ولهذا نهينا عن مشابهة الكفار ومشابهة الأعاجم ومشابهة الأعراب ونهى كلا من الرجال والنساء عن مشابهة الصنف الآخر كما في الحديث المرفوع: " {من تشبه بقوم فهو منهم} ". " {وليس منا من تشبه بغيرنا} " والرجل المتشبه بالنساء يكتسب من أخلاقهن بحسب تشبهه حتى يفضي الأمر به إلى التخنث المحض والتمكين من نفسه كأنه امرأة. ولما كان الغناء مقدمة ذلك وكان من عمل النساء: كانوا يسمون الرجال المغنين مخانيث. والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشاركة الرجال: ما قد يفضي ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب أن تعلو على الرجال كما تعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة. وإذا تبين أنه لا بد من أن يكون بين لباس الرجال والنساء فرق يتميز به الرجال عن النساء. وأن يكون لباس النساء فيه من الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك: ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة وإن كان ساترا كالفراجي التي جرت عادة بعض البلاد أن يلبسها الرجال دون النساء والنهي عن مثل هذا بتغير العادات وأما ما كان الفرق عائدا إلى نفس الستر فهذا يؤمر به النساء بما كان أستر ولو قدر أن الفرق يحصل بدون ذلك فإذا اجتمع في اللباس قلة الستر والمشابهة نهي عنه من الوجهين والله أعلم.

مجموع الفتاوى 22/ 91 - 96 دار العبيكان

ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:00 ص]ـ

الموضوع مهم جدا

ولدي استفسار

ما حكم لبس الألبسة البيتية الخاصة التي لا يراها الا الزوج على زوجته وهي البسه من تصميمم غير المسلمين وفيها تشبه بغير المسلمات

فبعض النساء تعاند زوجها وتستحي من لبسها بحجة انها عيب او تشبه بالكافرات!!؟؟؟

ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:29 ص]ـ

جزاك الله خير

ـ[باحثة]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:24 م]ـ

فعلا الموضوع مهم جدا

محلات بيع الألبسه غالبها بضاعتها من دول كافره

لذلك من تتبعها يجدها انها كلها تسير على نسق واحد

مثلا في مدة معينه يأتي تصميم معين للباس وهذا التصميم العام لهذا اللباس يكون هو الغالب في جميع المحلات مع اختلاف في الألوان وغيرها

وينتشر هذا التصميم العام في مده زمنيه معينه، يُلاحظ فيها ان الناس كلهم بدؤوا يلبسون مثل هذه اللبسه

وهذا ما يُسمى بالموضه

وهذه النوعيه من اللباس تنتشر في دول العالم كلها فتعم المسلمه والكافره

مثلا الجينز أعني خامة الجنزي قد يُصنع منها لباس واسع، ولكن هذه الخامه وافده علينا من دول كافره، فلم تعرف النساء هذه الخامه إلا من هذه الدول

ومن تأمل الواقع: وجد أن الكفار أصبحوا يلبسوننا ما يشاؤون، وكأننا ننتظر منهم ان يتحفونا بتصاميمهم لنلبسها

ومنع النساء من هذه الألبسه قد يكون فيه شيء من الضيق

وهذا كله سببه هذه العولمه التي لا يلتفت فيها إلى مسألة تميز المسلم عن الكافر، بحيث يصبغ فيه العالم كله بصبغه واحده من غير نظر الى اختلاف الاديان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير